تناولنا في مقالنا السابق كيف ازدهرت وتنامت العلاقات السودانية السعودية خاصة في مجال الاقتصاد والاستثمار، والطفرة الكبيرة التي حدثت وكان وراءها ربان سفينة سفارة خادم الحرمين الشريفين السفير محمد عباس الكلابي، وساعده الأيمن رئيس القسم القنصلي فيحان العتيبي.. والمتابع لحركة النشاط بين السعودية والسودان يجد أن الاثنين يعملان معا وبتناغم وتعاون تام لدفع العلاقة إلى الأمام وتذليل كل الصعاب والعقبات. سعادة السفير الكلابي بشهادة الجميع في الحقل الدبلوماسي على مستوى قطاعات الرأي العام المختلفة، لم يدخر جهداً في تقديم المساعدة لجميع السودانيين باختلاف طبقاتهم، وأثبت أنه دبلوماسي ورجل مجتمع من الطراز الأول، مما جعله يكسب حب كل السودانيين ووضعه في مكان الصدارة ومحل تقدير واحترام. التناسق والتناغم المتبادل بين السفير وأركان حربه وبالأخص مع الإدارة النشطة المرتبطة بخدمة السودانيين وهي القسم القنصلي، كان لها الأثر الفعال في اتساع رقعة التعاون وأدى ذلك أيضا إلى تمتين العلاقة الثنائية بين السودان والسعودية.. ولازدياد حجم التبادل التجاري والزيارات المكثفة لرجال الأعمال والمستثمرين للسعودية.. ومما يذكر أن الأثر الطيب لهذه الجهود التي بذلت في السنوات الثلاث الماضية، هي فتح مجال العلاج في المستشفيات السعودية المزودة بأحدث الأجهزة الطبية والكوادر المختلفة للحقل الصحي، بالإضافة إلى أن عدداً لا يستهان به استقطبته المؤسسات الطبية عن طريق الإعارة والانتداب من وزارة الصحة السودانية، بجانب أيضا النقلة النوعية في العمالة السودانية التي لاقت قبولاً في مؤسسات العمل السعودية. السفير محمد عباس الكلابي انتهت فترة عمله بالسودان ولأدائه المتميز وكدبلوماسي قدم الكثير للسودان ووثق العلاقات بين البلدين، استقبله الرئيس عمر البشير لوداعه وتم تكريمه بمنحه أرفع وسام في الدولة «وسام النيلين»، وفعلاً الرجل يستحق ذلك وهذا التكريم كان الجميع يتوقعه في الأوساط الدبلوماسية وقطاعات الرأي العام المختلفة، لأن الرجل ترك بصماته الدبلوماسية بالسودان وهذا التكريم أثلج صدور الجميع وفرحوا مهنئين له بذلك وهو يعود لوطنه، وقطعاً سيحظى السفير الكلابي بمحطة أخرى فنقول هنيئاً للبلد الذي سيحظى به. الكلام يكثر والعبارات تحتاج إلى صفحات ومع ذلك لن نستطيع أن نعطي الرجل حقه بالنظر لخدماته الجليلة التي قدمها للسودان، وقطعاً فإن الجميع لن ينساه وستظل ذكراه عاطرة وصورته زاهية لدى كل مواطن سوداني... والخرطوم إذ تودعه تتمنى له وافر الصحة والعافية والمنصب الرفيع، ونحن أيضاً على يقين وثقة أنه في أي بلد ينقل إليه سيكون عوناً وسنداً لكافة السودانيين. ونحن في غمرة فرحنا بهذا التكريم الذي صادف أهله والوسام الرفيع الذي منحه له رئيس الجمهورية، لكل ما قدم من جلائل الأعمال مع أركان حربه بالسفارة متمثلة في كل الإدارات والأقسام، خاصة القسم القنصلي بالسفارة الذي يرعى خدمات العمالة السودانية لبلاد الحرمين الشريفين، وحقا إن الطاقم الحالي الذي سيتركه سيواصل المسيرة وينتهج السياسة التي وضعت خلال السنوات، ولنا أن نناشد السيد رئيس الجمهورية أيضاً بأن يشمل التكريم رجالات البعثة الدبلوماسية السعودية بالخرطوم ويمنحهم الرئيس أرفع الأوسمة.. مع تمنياتنا الطيبة للسفير متعه الله بوافر الصحة والعافية.