تماما مثلما يحدث في الدول المتقدمة كرويا ..تظهر أربعة فرق سودانية دفعة واحد في سماء البطولات الأفريقية ..كحدث يأخذ طريقه للعيون للمرة الأولى. وقد فر ضت الظروف المناخية ..ظهور الفرق الأربعة خلال خمس أو ست ساعات من مساء اليوم. كنا نرقب لقاء الكوماندوز الأول أمام بتروجيت ..ولكن قفل مطار أنجمينا بوجه الطائرة المقلة لطاقم التحكيم التشادي المناط به إدارة الجولة ..أخر المباراة لتقام اليوم. لينضم فريق الخرطوم ..إلى الثلاثي ..المريخ ..الهلال ..والأمل عطبرة..ويكون الظهور جماعيا. وكم سيكون الأمر مدهشا ..لو أربعتهم خرجوا بنتائج حاسمة ..تجعل من جولات الإياب إكمال لإستحقاق مكتوب على الورق فقط. المثير فعلا ..هو الجولات تلعب في مواقيت متضاربة ..مما يعني التشتت الكامل بحثا عن النتائج. قطعا ..سينتمي كلنا إلى فريقه ..ولكن سيكون القلب يخفق بوطنية حقة في إنتظار نتائج الآخرين ..بل كل المنى أن نوفق في المتابعة الجماعية لكل الجولات. ثلاث جولات تدور أحداثها خارج الأرض ..حيث يبدأ المريخ المشوار بلقاء الغزالة التشادية ..وسط ظروف بالغة التعقيد. فقد المريخ فرصة التدرب على ملعب المباراة بعد أن فرضت الظروف الطبيعية على المريخ عدم الوصول إلى تشاد في موعد مناسب وفقا لما كان مخططا له. وبرغم أن المريخ أجرى تدريبين بنيالا حيث علقت البعثة هناك ..إلا أن ضياع فرصة إجراء تدريب على ملعب المباراة يعتبر منقصة فنية نأمل أن لا يتأثر بها لاعبو المريخ. كلنا ثقة في أن نجوم المريخ ..سيجتازون حاجز التأخر ..وأنهم قادرون تماما على إحداث الفارق بينهم وبين مضيفهم الذي نحذرهم منه بشدة. الهلال ..أيضا سنطلق من محطة صعبة ..وصعبة جدا ..لأن فريق آفريكا أسبورت ..وإن تواضع بالدوري المحلي ..إلا أن المقابلات الأفريقية لها وضعها المختلف. ومهما كان التراجع الفني للفريق العاجي ..فهو تراجع في دوري قوي به فرق تفوقه في المستوى ..وهذا لا يعني قطعا سهولة المهمة. عمد رئيس الهلال إلى وضع لاعبيه في وضع فني ومعنوي جيد بعد أن أكمل كل مستحقاتهم ..وأنهى حالات التبرم التي كان يبديها اللاعبون المرة تلو الأخرى. وأعتقد أنه جانب معنوي كبير ..وسيكون له مردوده الطيب. أما الكوماندوز ..فنتمنى أن يكون التأجيل في مصلحتهم ..وكما يقولون فإن كل تأخير فيه خير. الطرف السوداني الأخير ..هو أمل عطبرة ..أو أمل كل السودان هذا المساء ..فهم حراس الوطن بعد أن فرضت القرعة على الثلاثي الآخر السفر وترك مهمة تشريف البلاد للأملاوية. ننتظر من كتيبة الفهود ..أداء شرسا ..كما عهدناهم ..وهجوم لا هواده فيه ..وإستغلال طيب للفرص من قبل الثنائي الخطير داؤود ..والطاهر حماد ..ونذكرهم بضياع مهرجان أهداف أمام أتراكو الرواندي في الجولة السابقة كاد يكلفهم خروجا وشيكا لولا التوفيق في ركلات الترجيح. اليوم يلهج لساننا بقول طالما رددناه كثيرا ..مع الكاشف بأرض الخير ..ونقول ملء الصوت ..أنا أفريقي ..أنا سوداني.