ثلاثة أسابيع فقط تبقت.. وتدخل البلاد مرحلة الانتخابات والتي تشير الدلائل الى قيامها في مواعيدها وربما يكون هناك تأجيل ليوم أو يومين لدواعي الامتحانات وما عدا ذلك (فكل حشاش يملأ شبكتو)!.. أحد المرشحين لرئاسة الجمهورية قال إنه سيحكم بإرادة الشعب ..! وهذا الذي نريده، الإحتكام للشعب، فالديمقراطية التي درسناها في منهج التعليم الزمان والذي ألغته الانقاذ بجرة قلم وجاءت بالمنهج الحالي والذي هو أيضاً لا يعجب د. معتصم عبد الرحيم وكيل الوزارة ويريد إلغاءه أيضاً باضاعة (سنة سنتين وحيطة حيطين) لجدار كل مدرسة.. تلك الديمقراطية التي درسناها في المناهج القديمة تقول هي حكم الشعب بالشعب وللشعب، فلماذا إذاً تخاف بعض قوى المعارضة من الديمقراطية القادمة أو لماذا تلجأ هذه الأحزاب لألعاب غير شريفة لإحداث البلبلة والاضطراب مثلما يحدث الآن من «تسييس» لقضية نواب الأطباء؟! فأبريل القادم ليس هو أبريل الانتفاضة المجيدة في 1985م فقد خرج الشعب الاعزل إلا من الايمان بالله وبقضيته التي خرج من أجلها فهتف للديمقراطية والحياة الحرة الكريمة فأسقط ذلك النظام الذي كان من أعتى الأنظمة الديكتاتورية في المنطقة، ثم جاءت الأحزاب ومارست لعبتها القديمة حتى انقض العسكر للمرة الثالثة في تاريخ الحياة السياسية في بلادنا! الآن الظروف الموضوعية تقول إن الطريق بات ممهداً لديمقراطية رابعة وعن طريق «الصندرق الأبيض» ولا حاجة لاضرابات أو مظاهرات أو (مؤامرات) تحاك في البيوت.الآن (الحشاش يملأ شبكتو) وكل حزب بما لديه فرحون!.. فعلى الناس القبول بالأمر الواقع، وخوض التجربة لنهايتها والحزب الذي لا يحصل على السلطة وكرسي الحكم (البيجنن)، عليه الانتظار لدورة برلمانية قادمة، فهذه هي قواعد اللعبة الديمقراطية.. قلت المشكلة في أن أحزاب المعارضة لا تريد ذلك والسبب ببساطة أن هذه الاحزاب يقف في قمتها زعماء وهم في سباق مع الزمن لفش الغبينة والثأر من الانقاذ..المسألة بالنسبة اليهم «شخصية» ولا ينظرون لأمر البلد وواقع الحال والخوف من الانزلاق في مهاوي الفتنة والفوضى وعدم الاستقرار . هذه الاحزاب في حاجة لتطبيق الديمقراطية في داخلها وتجديد القيادات الحالية بجيل من الشباب الذين سينظرون للمسألة بروح المستقبل البعيد والتسامي وعدم الاحساس بعقدة الفشل القديم. ü الشباب ينظرون للتجربة الحالية بواقعية والواقعية تقول اذا لم تفز بكراسي السلة فانك ستفوز بشرف إرساء دعائم تجربة ديمقراطية رابعة ستؤتى ثمارها ولو بعد حين. فهل يفهم (الحرس القديم) هذه الحكمة أم يوردون البلاد مرة أخرى موارد الهلاك والفشل؟!.