ü للسودانيين طرائق قددا في التعبير اللفظي.. والحركي، والصوتي، ومن ذلك كلمة (ساكت) فيقولون: (دا كلام ساكت.. أو ده زول ساكت) وللكلمة أصول في الفصحى، مع أن بعض أهل العربية يعيبون علينا قولنا: (كلام ساكت) فكيف يكون الكلام ساكتاً أي صامتاً؟ يقال في العربية: (رَأيتُ أسكاتاً من الناس) أي فرقاً متفرقة.. قال اللحياني: هُمُ الأوباش.. يعني ناس ساكت، و(السُّكيت) بالتخفيف والتشديد، الذي يجيء في آخر الخيل إذا أُجْريت في الحَلْبَةِ.. (والسُّكيت) هو آخر العشر الأوائل من خيل السباق، ويسمي كذلك (القاشور) يعني الطِيشْ، وتَمَعَّنْ أخي القارئ الكريم في كلمة (القاشور والمقاشرة) وغيرها في العامية السودانية، وعلى كل حال فالسكيت هو آخر الخيل المعدودات.. إذ إن ما جاء بعده لا يُعتدّ به، كما قال سيبويه.. وسَكَت الفرس جاء سُكيتاً.. آه يعني طِيشْ الخيل. ü كل هذه الفصاحة التي تعمّدتها في صدر هذا المقال مع أن عنوانه (أعجمي) سببها اعتقادٌ راسخ لدى الكثيرين، وأنا منهم بأن معظم عاميتنا السودانية ذات أصل فصيح، مع إختلاطها بلهجات أخرى في كل جهة من جهات السودان.. وكذلك هناك أخلاط من مصطلحات.. ولا تُسمى.. (لغات) مثل.. لغة الراندوك.. وهي مصطلحات وشفرة المشردين الشماسة.. وقد يستخدمها كذلك بعض (الحناكيش) من أبناء الحضر .. ومن ذلك مصطلح (الماسورة) والتي تحوَّلت لقضية، تداولتها وسائط الإعلام في كل الدنيا، بعدما فاحت رائحة المواسير القذرة، من سوق الفاشر أبو زكريا.. وهناك فواشر عدة.. ومصطلح (ماسورة) يعني علي وجه العموم (مقلب) أملس، لا تجد ما تتمسك به إذا ما رَكِبْتَه فتنزلق (ما تحوشك إلا الواطه). ü ومن المصطلحات الجديدة نسبياً هذا (المصطلح) الذي اخترته عنواناً اليوم ليبدو وكأنه اسم مختصرٌ لإحدي المنظمات الدوليه فأُتْعِب السادة القرّاء من ناحية، واستعرض ذخيرتي المعلوماتية (وأطأ الثري تيهاً) بغير رفق !! من ناحية أخرى. ماذا يعني F.F.R؟ هو مصطلح يُطلق على كل (دَعِيّ) بالفصحي أو (مُدَّعِي) بالعامية فيقال عنه (فاكِّيها في رُوحُو) وهو ما يعرف اختصاراًَ ب (F.F.R) جرياً على طريقة المثقفاتية الذين يطرّزون عباراتهم ببعض الكلمات اللاتينية؛ إمعاناً في (القرضمة) في غالب الأحوال ولضعف ذخيرتهم اللغوية حيناً، ولعقدة دونية حيناً آخر. إذ يمكن أن يُختصر المصطلح (ف.ف.ر) لكن بيني وبينكم بالإنجليزي أحلى!! ü ويمكن أن يقال عن (هيئه ترقة السلوك الحضري) في العاصمة الخرطوم F.F.R مع عظيم تقديري للأخ الصديق العميد، يوسف عبد الفتاح.. (لكنه بدأ بالقَلَبَهْ) إذ إن ترقية السلوك تبدأ بالإنسان نفسه، لا المنشآت، وزراعة الأشجار، وإنارة الحدائق العامة والمتنزّهات.. لأن الإنسان غير المتحضر سيعمد إلى كل ذلك فيُتلفه.. ومن تكن نفسه بغير جمال، لا يرى في الوجود شيئاً جميلاً.. مع خالص الدعاء بالتوفيق للهيئة التي بدأت (بالكُحُلْ في العين الجُحُرْ) ü ويمكن أن يقال عن بعض مرشحي الرئاسة المنسحبين أو غير الفائزين حتي لا نقول (الساقطين)F.F.R كمثل الذي أنذر ساكني القصر الجمهوري بإخلائه قبل أسبوع واحد من إجراء الانتخابات، ومنهم من ملأ شوارع العاصمة بصوره المذيَّلة بعبارات (التغيير والأمل) فلا هو يملك إرادة التغيير ولا الأمل، يعني F.F.R وهو كذلك (سكيت) حسب نتيجة حلبة الانتخابات.. وإن شئت قاشوراً، أو طيشاً، ومنهم من لا يعتدّ به، ومع ذلك لم يكفّ عن الصراخ، وطلب الصراع خارج الحلبة.. يعني (ناس ساكت). ü رغم نبل المقصد في الدعوة(لحكومة ذات قاعده عريضة) فإنني أرى أنه ليست هناك قاعدة أعرض من الجماهير، التي أدلت بصوتها لصالح المؤتمر الوطني، ورئيسه، والأحزاب المؤتلفة مع المؤتمر.. ثمَّ الحركة الشعبية بما نالته في جنوب البلاد.. هذه هي القاعدة الأعرض وما سواها لن يكون إلا بمثابة نفخ في أجساد ميتة، أو إرضاءٍٍ لغرور بعض من يتوهمون أنهم كبار، ولا يُقطع بدونهم أمر، وقد قاطعوا العملية الانتخابية، وتحدثوا بتزويرها، قبل أن تبدأ، ففي دعوتهم للاشتراك في الحكم ما يقترب من (خيانة أمانة التكليف) التي عَهد بها الشعب لمن فازوا في الانتخابات ليشكلوا حكومتهم في مستوياتها المختلفة. ü بدأ (القرد) في القيام بحركات استفزازية أمام (الأسد) الذي غضب، وحلف يمين ما يخلي القرد رغم توسلات (اللبوة) بأن ينسى موضوع القرد لأنه (ولد قليل الأدب ساكت) لكنّ الأسد أبى إلا أن يؤدب القرد، فطارده، والقرد يطلع شجرة، وينزل شجرة، حتى وجد (ماسورة) ملقاة في الغابة، فدخل فيها.. فدخل الأسد من ورائه، فانحشر جسمه في الماسورة.. وخرج القرد من الجهه الأخرى من الماسورة، وعاد ليعبث في مؤخرة الأسد، الذي لم يستطع فكاكاً، حتى قضى القرد وطره وهرب.. فعاد الأسد يجرجر أذيال الخيبة والهزيمة.. فنظرت إليه اللبوة وقالت له، وهو مطرق.. :ودَّاك الماسورة!! مش كدة؟؟ وهذا هو المفروض..