(1) سبقت إشارة سائق البص (المكندش) توقف بعدها بثوان استقر الباص أمام الركاب عند تقاطع شارع الحاج يوسف الرئيس مع شارع (1).. وقف بص الوالي وخرج الكمساري ليردد عربي عربي بصوت خافت خاصة وأن المحطة لم تكن تحتشد بالركاب على نحو ما يتوقعه سائقو المركبات العامة. (2) بحثت عن مقعد يجنبني مشقة الانزعاج ممن يتخيرون الوقوف (شماعة) ويفضلونها في بصات الولاية بدلاً عن الحافلات وما إن جلست إلا ولفتت انتباهي (كمية التذاكر) التي أصرّ بعض الركاب على إدخالها في بلاستيك الكراسي في المساحة ما بين الكرسي والطبقة البلاستيكية للدرجة التي تكدست فيها التذاكر على بعضها وأفسدت منظر الكرسي الجميل. (3) وتضمنت بعض هذه التذاكر التي امتلأت بها غالبية مقاعد البص بعض الرسائل حيث كتب على إحداها (رغم الظروف, الدنيا لسه فيها خير) وكأني بمن سطروا تلك الأحرف تخيروا أن يقرأها الناس ممن جعلتهم الظروف خلف ذلك المقعد, بينما فضل آخرون كتابة أرقام هواتفهم, وثمة أخرى غابت عنها ملامح أي شيء وعلتها شخبطات أخفت معالم ما كتب عليها. (4) دفعتني تلك التذاكر لسؤال الكمساري عن الأسباب التي تدفع الناس للإقدام على مثل هذه التصرفات فأجابني قائلاً: في كثير من الأحايين لا يجد الركاب ما يفعلونه, فمثلاً بعضهم لا يريد الاستماع للراديو أو متابعة ما يعرض من إعلانات عبر شاشة البص الداخلية فيلجأ لمثل هذه الممارسات دون أن يدري الغاية التي ينشدها من وراء ذلك, خاصة من الشباب, ولا أبالغ اذا ما قلت لك بأن كل بصات الولاية - وفي كافة الخطوط - بها ذات الظاهرة الغريبة التي لا يعرف أحد تفسيرها. فعلى سبيل المثال يمكن أن تجد تذكرة كتب عليها رقم هاتف وعبارة (اتصل بي). (5) ويرى علي الطيب في حديثه ل»منوعات الأحداث» أن إقدام المواطنين على تصرفات كهذه يعد نوعاً من السلوك غير الحضاري, وليس أدل على ذلك من افساده لجماليات المركبات بالإضافة لعدم الجدوى من الفعل نفسه, فما معنى أن يكتب الشخص رقم هاتفه ويضعه على مقعد البص وبماذا يمكن أن نفسر تصرف كهذا؟؟؟ اللافت في الأمر أن التذاكر باتت تحمل رسائل (يحددها) أصحابها بحسب ثقافتهم ومستواهم لكن الأكيد أن البعض يستخدمها ويوظفها كيفما شاء.