«دبره في ووو جيبو حمار أكوه».. دقيقة افهموني قبل أن تظنوا أني خارج الشبكة وبقيت اتكلم (كُتر) فالكلام اعلاه هو مثل دارفوري طرحه كمسابقة داخل سهرة ليالي الاستاذ الاعلامي محمد سليمان. ولكم أن تتخيلوا إن لم تتابعوا السهرة أن الرجل الذي جاء ضيفاً تحول في دقائق إلى نجم كامل الاشعاع رغم أنه طرح سؤاله في دقائق معدودة من عمر الليلة الطويل لكن وجوده واثره ضمخ تفاصيل السهرة وخطف النجومية ليؤكد بذلك أن الاعلامي أو البرامجي ليس بالضرورة أن يطول زمنه (زنُّه ونقته) في أذن المستمع او المشاهد ليبقى ويعلم ويؤثر بداخله لكن ممكن جداً أن يكون نجماً بثوان معدودة ينثر فيها خبرته وحنكته واحترافيته العالية خاصة وأن هناك عاملا مهما في عمل المذيع لا علاقة له بالدراسة ولا التجربة ولا حتى الثقافة وهو القبول والطله المريحة لدى المشاهد لذلك اقول إنه طالما أننا نمتلك مثل هذا الرجل الأرث لماذا لا نمنحه برنامجاً له علاقة بالتراث والأحاجي والامثلة يطرح بأي شكل من الاشكال إن كان بطريقة المسابقات أو منح المعلومة بطريقة سلسة ولذيذة كما يفعل استاذنا محمد سليمان امد الله في ايامه. ولعل امثال هذا الاعلامي الفخيم قلة وعلى أصابع اليد وبإمكانه أن يقدم برنامجاً عالي المشاهدة كما فعل السر قدور الذي جعل من التقديم التلفزيوني مدرسة منح فيه من يظن نفسه أنه قد وصل الثريا وبلغ المنتهى ببدلة انيقة أو ابتسامة جوفاء أو تلك التي تعتقد أنها مذيعة بدرجة (استار) فقط لانها ترتدي ثوبا مهفهفا أو تخنق عنقها بأكسسوار مزيف تماماً كثقافتها المزيفة كاملة التسطيح، منحهما درساً بليغاً في أن النجاح حتى لو كان في جهاز يعتمد على الشوف كما السمع ليس بالضرورة أن يكون مرتبطاً ببهاء الطلعة وجمال المحيا أو الشباب الدائم. لذا أرمي الكرة في ملعب النيل الازرق وهي السباقة لالتقاط المبادرات أو أنني سأتفاءل وامد حبال التفاؤل وارمي ذات الكرة في ملعب الفضائية السودانية عسى ولعل يلتقطها أحد ويبدأ في إخراج وإعداد سهرة يكون بطلها الأول الاستاذ محمد سليمان الذي اكد أن الايام والسنين لم تأخذ من خفة دمه قيد أنملة ولم تقلل من بريقه وقوة جذبه الخردلة ربع الرشاد ونحن والله في حاجة إلى برامج تعيدنا إلى الزمان الجميل ايام دنيا دبنقا وغيرها من الروائع التي مضت وحرم منها هذا الجيل المحشي بثقافات وافدة جعلته وهو داخل الوطن غريب ديار وغريب أهل. في كل الأحوال انا شخصياً استمتعت جداً بالدقائق القليلة التي تحدث فيها الاستاذ محمد سليمان ورغم أنه بعده تحدث الكثيرون لكن صدى ضحكته ولكنته ظل عالقاً في اذني فمن يلتقط الاقتراح ليفوز بهذا (الووو) الإعلامي الكبير!. كلمة عزيزة بكل المقاييس يعتبر برنامج (اغاني واغاني) فرصة لعدد من المطربين والمطربات للتواصل مع المشاهدين رغم انهم لايؤدون اعمالهم الخاصة لكن يجدون درجة عالية من القبول ويحظون بالاعجاب والمتابعة. ورغم أن البرنامج في موسمه الخامس إلا أن هناك اصواتاً ظلت متقدة كنار المجوس لم تخبُ أو تنطفئ مثل الرائع جمال فرفور وعاصم البنا وعصام محمد نور ونادر خضر وكان بالإمكان أن يستمر البرنامج بهم ويصيب النجاح لانهم اصوات متفردة وقادرة على اداء كل انواع الاغاني لكن البرنامج وبالاضافات الاخيرة له كاد أن يصيب الفكرة في مقتل لولا أن هذه الاضافات حوت اصواتا لايختلف أحد في جمالها وتطريبها كطه سليمان والروعة أحمد الصادق وكدنا نشهق وتصيبنا الخلعة حينما علمنا أن الحوت محمود عبدالعزيز ضمن طاقم اغاني واغاني الجديد لكن مرت الحلقة الأولى والثانية وحتى الخامسة وظل محمود ساكناً وظلت آذان الآلاف من معجبيه في انتظار أن ينطق محمود لكنه ليته لم يفعل إذ أنه ظهر في حلقة حمد الريح بصوت واهن وتعبان وكان يبدو عليه الشرود وعدم التجانس حتى في الممازحة والحركة مع زملائه الفنانين وكانت المفاجأة لي أن يختفي ضوء محمود في ظل الود الرهيب شريف الفحيل الذي غنى بانسجام وروقان ومية مية!! ليبقى السؤال المهم هل جاء حوتة هذه الحلقة تحديداً غير جاهز وانه سيتحفنا في الحلقات القادمة بالمبهر ام أن الاداء واللوك سيظلان على ما هو عليه؟ فإن كانت الاجابة بلا فنحن في الانتظار وإلا فسيكون محمود أول الخاسرين الذين خصم منهم (أغاني وأغاني) ولم يضف لهم شيئاً. كلمة أعز الشابة اميمة التي ظهرت في هذا الموسم صوت اكثر من عادي تلاشى اداءً وحضوراً امام العمالقة واظنها ستذهب كما اتت دون اثر ولا خبر!!