وجهت الوساطة القطرية الدعوة رسميا للحكومة والحركات المسلحة بدارفور لاستئناف مفاوضات بعد ثمانية أيام، وأبدت تفاؤلاً بخصوص التوقيع على اتفاق نهائي لحل الأزمة قبل إجراء الاستفتاء مطلع شهر يناير المقبل، فيما وجه الأمين العام للأمم المتحدة (بان كي مون) رسالة بمناسبة اليوم الدولي للسلام لتقديم وساطته بين الخصوم لإشاعة التسامح وطي صفحة الحرب، وفي المناسبة يوقد رئيس الجمهورية عمر البشير منتصف ظهر اليوم (الثلاثاء) بساحة جامعة أفريقيا العالمية شعلة السلام ويقف دقيقة صمت عند الواحدة ظهراً، في إطار الاحتفال بيوم السلام والأمن في أفريقيا الذي يصادف الحادي والعشرين من سبتمبر. ودعت اللجنة القومية للاحتفال لعدم إطلاق رصاصة واحدة في أية بقعة من البلاد كبادرة لوقف إطلاق النار، وقال (مون) فى رسالته التى تحصلت عليها (الاهرام اليوم): «نحتفل اليوم الثلاثاء بالمناسبة السنوية لليوم الدولي للسلام، وهو يوم مكرس لوقف إطلاق النار ونبذ العنف، ونظرا للقيمة الكبرى التي يحظى بها السلام، فلا بد من رعايته وصونه والدفاع عنه». وأضاف بالقول: «وهذا ما يحدو بي سنويا إلى أن أدق جرس السلام في مقر الأممالمتحدة إيذانا بحلول اليوم الدولي للسلام. وهذا ما يحملني أيضا على العمل يوميا من أجل تحقيق السلام، وبذل وساطتي بين الخصوم، والإنذار بالأخطار البادية للعيان وتلك التي تلوح بوادرها في الأفق. كما أقوم بالتشجيع على التسامح وإقامة العدل وإعمال حقوق الإنسان، وأبذل مساعي من أجل تحقيق الوئام بين البلدان والشعوب». إلى ذلك قال وزير الدولة للشؤون الخارجية القطرية أحمد بن عبدالله آل محمود في تصريحات صحفية أمس (الاثنين) عقب اجتماع عقدته الوساطة بالدوحة برئاسته والوسيط المشترك للاتحاد الافريقي والأممالمتحدة جبريل باسولي، قال إن مفاوضات سلام دارفور بين الحكومة السودانية وحركة التحرير والعدالة ستستأنف في الدوحة يوم 29 سبتمبر الجاري، وتوقع أن توقع جميع أطراف عملية سلام دارفور على اتفاق سلام نهائي قبل نهاية العام الجاري وبقدر المستطاع قبل حلول موعد الاستفتاء على تقرير مصير الجنوب. وأشار إلى أن الاتفاق يقوم على أساس اتفاقيات السلام السابقة والاتفاق الإطاري الذي تم توقيعه فى الدوحة بين الحكومة السودانية وحركة العدل والمساواة في 23 فبراير 2010 والاتفاق الإطاري واتفاق وقف إطلاق النار الموقعين فى الدوحة بين الحكومة وحركة التحرير والعدالة فى 18 مارس 2010 وكذلك مواقف الأطراف من خلال المفاوضات والحلول المقترحة لبعض النقاط بالإضافة إلى نتائج ومشاورات مؤتمري المجتمع المدني الأول والثاني بالدوحة والمؤتمرات المتصلة بالمجتمع المدني وأيضا مبادرة أهل السودان وكذلك نتائج التشاور مع اللجنة الوزارية العربية الأفريقية المشتركة ونتائج التشاور مع الشركاء الدوليين، وأكد أن وثيقة الاتفاق ستكون أساسا لحل مشكلة دارفور التي على أساسها ستقوم الوساطة بدراستها وعقد مفاوضات أخيرة بشأنها وذلك بعد إضافة ما تحتاج إليه من إضافات، وقال: عندما تكون جاهزة سنقوم بالتفاوض بشأنها مع الحكومة ومع الحركات ومع ممثلي المجتمع المدني للحصول على توافق تام بشأنها لتكون أساسا للحل الدائم في دارفور، وذكر المتحدث باسم حركة التحرير والعدالة عبدالله مرسال ل (الأهرام اليوم) بخصوص مسودة المشروع (المقترح) المقدم من الوساطة أنها تعتمد بصورة اساسية علي النقاشات التي تمت من خلال الملفات التفاوضية المطروحة من قبل الاطراف، بالإضافة إلى رؤى المجتمع المدني من الذين حضروا الى الدوحة وأبدوا رأيهم بصورة واضحة، وأشار مرسال إلى أن كل ذلك تم تضمينه في مسودة اتفاق تعرض للنقاش والتفاوض حوله حيث يمكن للأطراف إضافة فقرات أو الحذف وقال مرسال: (وفي نهاية الأمر لا يمكن أن تفرض على الأطراف أي مقترحات دون نقاشها والموافقة عليها). إلى ذلك ذكرت نشرة صحفية صادرة عن بعثة الأممالمتحدة والاتحاد الافريقي بدارفور( اليوناميد) أن الحالة الأمنية بولايات دارفور خلال هذه الأيام لا تزال هادئة نسبيا