سيدي متّعكم الله بالصحة والعافية ووفقكم لخدمة البلاد والعباد، وكأنّما جاء تسكينكم في هذه الوظيفة الوقفية الرفيعة استجابة لرغبة شعبية مُلحّة، لطالما تطلّعنا إلى أن توفد ولاية الخضر موفدا ذا«جذور ثورية» ليُحدث حِراكاً في وقف ولاية الخرطوم، التي كما لو أنها توقّفت مسيرة قطاراتها منذ أمد بعيد، لكن حتى لا أظلم الآخرين ومن بينهم رجل صالح، يُدعى الطيب صالح، وأحسبه كذلك، فربما أن جهوداً في «أوقاف أخرى» تُبذل، لكن على الأقل أن الوقف، موضوع مقالي، «وقف حلة كوكو» ظلّ يقف ويراوح مكانه منذ إنشائه منذ أكثر من عقد من الزمان، وكلما جاءنا مسؤول للأوقاف بهذا الحي من (الأنصار) أسرعنا إليه نحمل «مُر الشكية» ومرفق معها «أنجع الحلول»، ويعدوننا في كل مرة بأن هنالك لجنة قد كوّنت لهذا الغرض وهي بصدد بلورة رؤيتها ورفع توصياتها إلى الجهات العليا، ولا ندري إن كانت الأزمة في البلورة أم أن الجهات العليا لها ما يشغلها ولم تجد الوقت الكافي لمتابعة هذا الملف!. وأوشكنا، سيدي الكباشي، والحالة هذه أن ننتهي إلى حتمية تلك الأبيات التراثية الخالدة التي أنشدها جدنا عكير الدامر في الحالة السريرية التي آل إليها يومئذ جدكم الشيخ الكباشي الكبير، يرحمهما الله جميعاً، لما وقف عكير على حالته المتأخرة يومئذ بمستشفى بحري أنشد قائلاً: ما بِتخدِّر البسقوها بعد النّشفّة وكِتْ الروح تروح طعن الإبار ما بِشفَى يا رمز الوفا النادر عريس الكشفّة في المعدودة ما بينفع دواء المستشفَى { لكن ببعثكم الى «أوقاف الخرطوم» وترقية سلوك الأداء، نحسب أن أبواباً من الأمل قد فتحت، ولهذا، وأنا الذي أمسك قلمي لعقد من الزمان، الآن أفك أسر قلمي لعشم وأمل في انفعالكم بالمهمة التي كلفتم بها، ودعني أسرد لك مأساة «ملاك وقف مجمع حلة كوكو» وجلهم من المغتربين العائدين الذين «ظنوا» أنهم قد أحسنوا اختيار الاستثمار، ولما عادوا لم يجنوا شيئاً، واختزل لكم قصتهم في ذكر الأنموذج الآتي: في أحد شهور صيف عام 2000م تلقيت رسالة فاكس من شقيقي المقيم بمدينة جدة السعودية لكي أنوب عنه في استكمال إجراءات استلام عقار من الأوقاف، وذلك ضمن مجموعة من المغتربين، وبدا أن الهيئة الوقفية قد نهضت يومها بحملة تسويقية هائلة هناك، فنصحته بأن أشتري له بالمبلغ المرسل «فقط خمسة ملايين» جنيه يومها قطعة أرض بحي النصر، لكن بدا أن الحملة كانت أقوى من أن تدعه يتراجع عن الاستثمار في «وقف حلة كوكو»، وبالفعل قد قمت بتلك الإجراءات، والآن بعد عقد من الزمان، قطعة حي النصر ذهبت الى المائة مليون جنيه، و«دكاكين المجمع» أضحت مكباً للقاذورات وانتشاراً للذباب وأشياء أخرى، وهي لا تصلح لشيء ولم يستفد ملاكها شيئاً، كما لم تستفد الأوقاف نفسها من هذه العملية الوقفية، والأزمة تكمن في أدبيات «نقص القادرين على التمام»، ولقد شكل الملاك لجنة تمتلك بعض الحلول والمخارج وتضع بعض الرؤى فقط تحتاج إلى من يستمع اليها. سيدي الوزير الكباشي، نرجو على عهدكم أن تصحح الأوضاع في هذا المجمع، ترقية وسلوكاً وتنمية واستثماراً. مخرج.. وكما دخلنا باب عكير وقباب الكبابيش.. نخرج أيضاً من ذات الأبواب «المصقولة بالتاريخ» والمحلاة بالأدب.. والمنقوشة بحزن اندلاع خبر الرحيل.. خبر الشوم طلق هزّ القبب وأترجت والنار في الدراويش البترجمو وجت أسراب المعزين بالشوارع عجت وربات الخدور نزعت حجابها وقجت