شرعت محكمة الإرهاب بالخرطوم شمال برئاسة مولانا مدثر الرشيد في إجراءات محاكمة (6) متهمين بحضور هيئة الاتهام التي يمثلها المستشار أحمد إبراهيم عن الحق العام وهيئة الدفاع برئاسة المحامين عبد الله علي محمد حسين ومعاوية خضر الأمين. وكشفت الشرطة أمس معلوماتها حول تكوين أخطر عصابة إجرامية منظمة تعمل على ابتزاز المواطنين بخطف أبنائهم والمطالبة بفدية مقابل إطلاق سراحهم. وقال المحقق العقيد محمد حسن مصطفى من شرطة الأزهري إنه تولى التحري مع المتهمين بعد القبض عليهم بواسطة المباحث الجنائية بولاية الخرطوم في بلاغات أخرى وأن القضية التي تولى التحري فيها تخص (شيخاً) أبلغ بأن المتهمين قاموا بإرهابه وتسبيب الأذى الجسيم له واستدراجه وابتزازه عن طريق صور فاضحة صورها له، وأنه قام بأخذ أقوال الشاكي وستة من شهود الاتهام أكدوا الواقعة، موضحاً أن المتهمين قاموا بقفل خصيتيْ المجني عليه بالطبلة وأخذوا مفاتيح الطبلة معهم لحين تسليمهم مبلغ (10) آلاف جنيه استلموها بالفعل ثم سلموه المفاتيح. وكشف المتحري أن التنظيم كان يديره المتهم الأول الذي ادعى أنه ضابط بالمباحث وطلب من بقية المتهمين العمل معه في مهمة خاصة وأنه استأجر منزلاً بالفردوس استخدمه كمخفر للشرطة فيه حراسة لحبس المتهمين ومخزن للسلاح، موضحاً أنه قرب الشقة نفسها كان هناك موقع لبسط الأمن الشامل وكان أفراده يتعاملون معه على أن المكان يخص جهة أمنية، موضحاً أن الشاكي في البلاغ الذي تحرى فيه يعرف المتهم الأول وقد تعرف عليه من خلال صديقه ونشأت بينهما صداقة وعلاقة وأن المتهم أعطى الشاكي مبلغ (15) مليون جنيه لإحضار زئبق له يستخدم في تنزيل الأموال عن طريق السحر، ثم دخلا معاً في أعمال أخرى اتهمه في أحدها بأن الشاكي قد احتال عليه بأخذ مبالغ مالية، وتلا أقوال المتهم في الواقعة بأنه قاد بقية المتهمين لمنزل الشاكي، ثم استدرجه الى مقره بحي الفردوس وتركه هناك، نافياً بأنه قد قام بضرب الشاكي وتصويره وأنه فقط طلب نقوده التي طالبه بها وأن الشاكي اتصل بابنه وطلب منه أن يجهز مبلغ (10) آلاف جنيه وقد رافقه لمنزله لاستلام المبلغ بيد أن ابن الشاكي كان قد نصب لهم كميناً تبادل معهم النيران مما دعا المتهمين للفرار ومعهم الشاكي. وأوضح المتحري بأن المتهمين قد عذبوه بعد عودتهم بالصقع بالكهرباء وألوان أخرى من التعذيب. وأكد المتحري من خلال أقواله أن جميع المتهمين كانوا يعرفون بأنه ضابط مفصول وأن السلاح الذي يستخدمه أتى به إبان خدمته العسكرية بالجنوب. وقد أنكر المتهم الأقوال التي تلاها المتحري في يومية التحري وواصل المحقق في تلاوة بقية أقوال المتهمين الذين اتفقوا على أنهم شاركوا في استدراج الشاكي وتعذيبه وابتزازه وأنهم شاهدوا المتهم الأول يصوِّر الشاكي صوراً فاضحة مع المتهم السادس وهو ابن شقيقة المتهم الأول وأكدوا من خلال الأقوال التي أدلى بها المتحري بأنهم شاهدوا المتهم يأمر الشاكي بالتوقيع على شيك ولكن لا يعرفون قيمته وقد أخذ كلٌ منهم مبلغ (500) جنيه بعد استلام زعيمهم لمبالغ استلمها من ابن الشيخ وكانت بالعملات المحلية والريالات السعودية واتفق المتهمون بأن المتهم الأول له مكتب خاص به داخل المنزل وفيه مخزن للسلاح والمهمات العسكرية. وقدم المتحري مستندات الاتهام ابتداءً من قرار الطبيب الشرعي لإثبات الأذى الذي تعرض له. وقال المتحري بأنه قام بتقديم المتهمين لاعترافات قضائية أكدوا من خلالها ما تلاه بالمحكمة من أقوال رغم أن بعضهم أنكرها أمام المحكمة وقدم المتحري (8) معروضات في مقدمتها بندقة كلاشنكوف ومسدس وذخائر وبطاقة عسكرية باسم المتهم الأول وعصا كهربائية وقناع، موضحاً للمحكمة بأنهم قدموا المتهمين تحت طائلة الاشتراك في الأذى الجسيم وانتحال الشخصية والإرهاب والابتزاز بجانب المادة (26) من قانون الأسلحة والذخيرة والمادتين (5/6) من قانون الإرهاب. يذكر بإن العصابة قد تم القبض عليها بواسطة المباحث في أعقاب تعقبها للخاطفين في قضية اختطاف الصبي (يوسف حسن) من منزل ذويه باللاماب وإطلاق سراحه بعد دفع فدية وقدرها (100) ألف جنيه.