استنكر المؤتمر الوطني إلغاء مفوضية الاستفتاء أمس الأول (الجمعة) منشورها الذي يسمح للجنوبيين حاملي الأسماء العربية والناخب المنتمي أحد أبويه لإحدى قبائل الجنوب، بالتسجيل. في وقت أكدت فيه الأحزاب الجنوبية أن انفصال الجنوب سيكون داخله انفصال، واتهمت الحركة الشعبية بتنفيذ أجندة خارجية بفصل السودان والوقوف خلف كافة أزمات الشمال وأنها جعلت من قضية أبيي خلافاً أكبر من مشكلة الجنوب نفسها. وقال ممثل الأحزاب الجنوبية، البروفيسور ديفيد ديشان، في مؤتمر صحفي بالمركز السوداني للخدمات الصحفية أمس «السبت» إن الحركة الشعبية أدخلت الأجنبي في قضايا السودان ولديها أجندة خارجية، وأنه لا يجب أن يموت أيما جنوبي باسم مشكلة أبيي التي أشار إلى أنها تتبع لجنوب كردفان منذ العام 1905م وأنها لم تكن سبباً لتمرد جنوب السودان، وأضاف: «إن أولاد دينق مجوك هم من آثاروا المشكلة وأن دينكا نقوك يمثلون أقل مركز جغرافي وحوالي ال(500) شخص وأن من يموت من الجنوبيين في قضية أبيي فهذا شأنه»، محذراً (الحركة) من خطورة إدارة استفتاء ضعيف وغير منظم، وعلق: لن نقبل نتائجه وسنوقفه ولنا القدرة على ذلك والحركة تعرف ذلك. ورأى نائب رئيس المؤتمر الوطني، د. مندور المهدي، أن إلغاء المفوضية للمنشور الذي اعتمد بطاقات القوات النظامية وشهادات السلطة المحلية وإعطاء رئيس مركز التسجيل الحق في إصدار القرار النهائي بتسجيل أو عدم تسجيل الناخب، رأى أن إلغاءه تعويقاً مقصوداً لإضعاف السجل، مشيراً إلى أن المفوضية تحججت بأن المنشور الذي صدر لم تصدره اللجنة القانونية المختصة، وأنه وبعد صياغته سيتم الدفع به مرة أخرى، وقال: إن إلغاء المنشور أعادنا إلى المربع الأول والمتمثل في ضعف الإقبال على التسجيل الذي سيؤثر سلباً ويشكك في مصداقية الاستفتاء. ونبه مندور إلى أن السجل لم يتجاوز ال(7%) بينما ترى المفوضية أنه (8.4%) من العدد المستهدف، مشيراً إلى أن تصنيفاً أجروه أكد أن غالبية عمال المفوضية من منسوبي الحركة الشعبية أو استخباراتها، وأن الأمر تسبب في صعوبة استصدار القرار وأنه إلى الآن لم تدفع المفوضية بالمنشور الذي ألغته.