تجتمع (190) دولة اليوم (الاثنين) في مدينة (كانكون) المكسيكية، في محاولة للخروج بنتائج ملموسة في مجال مكافحة التغيرات المناخية، وطي صفحة «قمة كوبنهاغن» التي حال الأثرياء في أوروبا وأمريكا إضافةً إلى الصين دون وصولها إلى حلول تفضي إلى إيقاف مخاطر الانبعاث الحراري. ومن نافلة القول إنّ فشلاً جديداً قد يشكل ضربة قاضية لعملية التفاوض الدولية حول الاحتباس الحراري التي بدأت قبل (18) سنة. ويبدو أن شعار هذا الملتقى الجديد حول المناخ، الذي سيعقد بين 29 نوفمبر و10 ديسمبر، هو تفادي العودة من المنتجع المكسيكي بلا نتائج مهما كان الثمن؛ ذلك أنّ الإحباط الذي أعقب قمة كوبنهاغن، في 2009، ما زال يلقي بظلاله على المفاوضات. وقد أوردت وكالة الصحافة الفرنسية أمس أنه «قبل انعقاد قمة كوبنهاغن، كان هناك أمل في التوصل إلى اتفاق شامل وطموح لفترة ما بعد 2012، أي نهاية مرحلة بروتوكول كيوتو. ولكن المؤتمر كاد ينتهي بفشل ذريع، ولم يتمخض سوى عن اتفاق بالحد الأدنى، أبرمه على عجل عشرون رئيساً، واتخذ من الحد من ارتفاع حرارة الأرض بدرجتين هدفا، ولكن من دون جدول زمني أو وضوح بشأن الوسائل»، ونقلت (أ ف ب) عن ايليوت ديرنغر من مركز «ثي بيو سنتر» الأميركي قوله «إن أحد رهانات كانكون يتمثل في شرعية ومصداقية عملية التفاوض للأمم المتحدة»، في حين ذكر ممثل فرنسا لشؤون البيئة بريس لالوند أن «بعض الرؤساء قد يرون أن فشلاً ثانياً سيشكل نهاية العملية التي انطلقت برعاية الأممالمتحدة في ريو عام 1992م». ويخشى المدافعون عن العملية التي تشرف عليها الأممالمتحدة من أن يدفع يأس الرؤساء من التوصل إلى مفاوضات تشارك فيها أكثر من (190) دولة، إلى اللجوء إلى مجموعات أصغر مثل مجموعة العشرين، متخلين عن عدد كبير من الدول النامية. واستباقاً لنتائج كانكون، عدّل المفاوضون ومسؤولو الأممالمتحدة طموحاتهم وباتوا يكررون منذ أشهر أنه يجب ألا نتوقع التوصل إلى اتفاق نهائي يؤدي إلى مرحلة جديدة مهمة في مكافحة الاحتباس. وفي هذا الإطار نقلت (رويترز) عن مسؤولة البيئة في الأممالمتحدة كريستينا فيغيريس قولها إن «الدول تعلمت شيئاً في كوبنهاغن وهو أنه لا يوجد حل شامل لكل القضايا». وخلافاً للمؤتمر الذي عقد في الدنمارك، لا يتوقع حضور رؤساء الدول لتوقيع الوثيقة النهائية بل سيتم ذلك على المستوى الوزاري. وتوقع بريس لالوند أنه «إذا حصل نجاح في كانكون فلن يكون سوى نجاح متواضع وربما شبه نجاح حول عناصر موقتة وجزئية»، لكنه رأى أنّ من شأن ذلك أن يفتح الطريق أمام «اتفاق أكثر أهمية» في دوربان في 2011م. وما يعزز الشكوك حول نتائج مؤتمر كانكون هو أنّ الولاياتالمتحدة والصين، وهما القوتان الفاعلتان الكبيرتان في المفاوضات وأكبر المتسببين في انبعاثات غاز الدفيئة، قد غادرتا الاجتماع التحضيري الأخير في مدينة تيانجين الصينية في تشرين الأول، وهما تتبادلان التهم بعرقلة المفاوضات. وقالت وزيرة البيئة الفرنسية ناتالي كويسكو موريزيه ل(أ ف ب): إنه «لا يخفى على احد أن الولاياتالمتحدة ليست متحمّسة على ما يبدو لاحتمال التوصل إلى اتفاق في كانكون؛ إذ أن الصينيين لم يكشفوا بعد نواياهم بشكل واضح». وفي المحصلة يترقب العالم وصول المؤتمرين في (كانكون) المكسيكية إلى خلاصات تقي العالم مخاطر النبعاث الحراري الذي بدأت آثاره تنعكس سلباً على المناخ وتخلف الجفاف والفيضانات والتصحر ويدفع ثمنها الغالي مواطنو الدول الفقيرة والنامية.