{ لم أجتهد أو أتعب نفسي بالتفكير باحثة عن السبب الذي جعل مدير مكتب مدير مطار الخرطوم يتصل عليّ ناقلاً رغبة السيد مدير عام المطار في الحديث معي إذ أنني قلت لنفسي إن مقالي عن بصات المطار الذي جاء في سياق تعليقي على رسالة السيد كمال حمزة عبر الزميلة (آخر لحظة) التي ناشد فيها والي الخرطوم بإحلال بصات (أنيقة ومكيفة) لركاب الدرجة الأولى من رجال الأعمال والمستثمرين بدلاً عن المتهالكة والضيقة على حد وصفه. ورغم أنني مقتنعة أن المطار هو البوابة التي يدلف من خلالها ضيوف البلاد وربما تمنحهم هذه البوابة الانطباع الأول والنظرة الأولى التي تظل راسخة في الذهن بشكلها الابتدائي مهما جرت فيما بعد محاولات تجميلها أو تصليحها، رغم أنني مقتنعة أنه لا بُد لمطارنا الدولي أن يكون على مستوى من الأناقة والجمال؛ لكن مناشدة السيد كمال حمزة التي عنونها بنرجسية واضحة وهو يقول «من كمال حمزة إلى والي الخرطوم» استفزتني بدرجة كبيرة وهذا الاستفزاز كان مدخلي إلى ضرورة أن يشارك السودانيون خاصةً القادرين منهم على العطاء أن يشاركوا في الهم الوطني حتى لو لم يكن فرض عين عليهم لكن تميُّزنا بقيم سودانية أصيلة كالنفير والمشاركة في الكبيرة والصغيرة تجعلهم يشاركون هذه الهموم مع الحكومة حتى نصل في النهاية إلى وطن جميل وشعب مرتاح البال ورائق وما عنده هم. قلت إنني لم اجتهد لأعرف سبب المكالمة، وصدق حدسي والسيد صلاح الدين يوسف عمار مدير المطار يقول لي إنهم قرأوا ما كتبت بخصوص بصات المطار وقال لي إنهم بالفعل وكإدارة للمطار رغم أنه حديث عهد بالمنصب الذي لم يتعدَ فيه أكثر من ستة شهور بدأ بالفعل في منح بصات المطار اهتماماً كبيراً وقاموا بالتعاقد مع شركة وفرت بصات على مستوى ممتاز من حيث الشكل والاتساع وأن البصات القديمة تخضع الآن لإعادة صيانة حتى تنضم إلى الأسطول العامل في خدمة مرتادي مطار الخرطوم. وقال الأخ صلاح إنه مقتنع بخصوصية ضيوف البلاد من مستثمرين وكبار الزوار لذا قاموا باستيراد حافلتين على مستوى (VIP) لخدمة ركاب الدرجة الأولى. وأكد لي أنه مُصر على أن يكون عهده في مطار الخرطوم عطاءً ملحوظاً وعملاً يشهد به كل من يدخل المطار؛ بدليل أنهم الآن بدأوا في صيانته على كل المستويات بدءاً من الصالات والمرافق وحتى العمال الذين هم في خدمة الركاب ومودعيهم. وبصراحة احترمت جداً في الأخ صلاح اهتمامه بما نكتب وتوضيحه الحقائق وإبراز ماهو الآن على أرض الواقع خاصةً وهو يحمل هَم إدارة مرفق كبير وحيوي ومهم يحتاج إلى خلية نحل ليكون دائماً على المستوى اللائق من النظافة والترتيب وسهولة الإجراءات، وقلت له إننا محتاجون لنماذج من المديرين الذين لا يجلسون على مكاتبهم إلا لتوقيع أوراق رسمية أو معاملات مكتبية لتكون مكاتبهم (أرجلهم) تفقُّداً ومراقبةً للمرافق التي يديرونها وهذا هو الطريق الوحيد لبناء سودان ناهض وحضاري، وفي هذا علينا أن نغيِّر كل المفاهيم البالية تجاه المال العام والملك العام؛ بمعنى أن التعامل الحضاري مع هذه الممتلكات من قبل المواطنين أنفسهم يخلق المعادلة التي أطرافها المسؤول والمواطن ليكون الناتج بلداً نظيفاً وأنيقاً أسوةً بكل بلاد العالم التي نفغر أفواهنا إعجاباً بنهضتها لأن هذه النهضة هي ليست صنيعة الحكومات وحدها ولكنها صنيعة الشعوب أيضاً. في كل الأحوال أنا سعيدة بوجود نموذج متفهم من المديرين والمسؤولين كالأخ صلاح يأخذ ويدِّي في الآراء ويتقبَّل ما يوجه له من نقد لأنه، كما قال لي، إن هذا النقد مهما كان قاسياً فإنه الكشاف الذي يسلط لهم الضوء على نقاط ربما هي خافية عليهم، وأرجو أن يشهد المطار في عهده تطوراً ملحوظاً يشهد به المواطن والزائر.. والما ضاق الطيارة إن شاء الله حجة وعمرة.. وعَرسَة للعزابة!! كلمة عزيزة { أنا أكثر الناس سعادة بقيام أماسي الخرطوم للشباب؛ لأنني ولإيماني واقتناعي بضرورة إن يجد الفنانون الشباب متنفساً لتقديم أعمالهم، كنت أول من طالبت بهذه الأماسي، والكرة الآن في ملعب الشباب ليقدموا مرافعة دفاعهم في وجه الاتهامات التي توصم بها بعض أعمالهم من شاكلة هيافة وهبوط، ولعل الاهتمام الجماهيري الذي وجدته أماسي الخرطوم السابقة ستجعلهم في تحدٍ كبير لإثبات جماهيريتهم واستعراض معجبيهم ونحن في الانتظار. كلمة أعز { أعتقد أن المذيع الذي يسافر الى الخارج لا بُد أن يكون بمواصفات معينة من الخبرة والتجربة والإجادة؛ لذلك استغرب لمنح الفرصة لبعض اللائي يضرسننا جوه الاستديو السفر ليهن شنو؟