{ الكثيرون لا يفرقون بين الدولة والحكومة، وفي سبيل مناهضة الحكومات لا يستنكف بعضهم من خلخلة كيان الدولة، فالذي أبذله هنا في هذا المقال، من معلومات عامة عن ولاية نهر النيل هو لصالح الاستثمار لدولة السودان، ولا أفعل ذلك لأجل حكومة السيد الفريق الهادي عبدالله التي لا أعرف لها هاتفاً ولا عنواناً، بمعنى آخر، أكتب هذا المقال، بين يدي زيارة السيد الرئيس لولاية نهر النيل منتصف هذا الأسبوع، فللصحافة الوطنية أدوار ومهام قومية تضطلع بها «لوجه الله والوطن»، وربما تعذرونني للاستفاضة في هذه التقدمة لو عرفتم حجم الهواجس والظنون التي تتحرك في عقول البعض عندما يقترب الكاتب من بعض الأمكنة والمعلومات التي يعتقد كثيرون أنها حكر على الحكومات، وفي هذه الحالة لابد أن تُقدم بين يدي مقالاتك ونجواك بعض التبريرات. {تقع ولاية نهر النيل بين خطيْ عرض 16 - 22 درجة شمالاً، وخطيْ طول 32 - 35 درجة شرقاً، ويتراوح ارتفاعها بين 100 إلى 600 قدم فوق سطح البحر، تحدها شمالاً جمهورية مصر العربية وجنوباً ولاية الخرطوم، وشرقاً كسلا والبحر الأحمر والقضارف والشمال الغربي الولاية الشمالية، تقدر مساحتها ب 124 ألف كيلومتر مربع، عدد سكانها حسب تعداد 2008م 1.45.000 نسمة، مناخها صحراوي وشبه صحراوي بارد شتاء وحار صيفاً، مما يؤهلها لاحتضان المحاصيل الشتوية والبقوليات والنخيل والقمح والخضروات، فضلاً عن الأراضي الشاسعة الصالحة للزراعة وتربية الحيوان، كما تتميز بخلوها تماماً من أمراض الحيوان. تحتضن ولاية نهر النيل نهري النيل والعطبراوي فضلاً عن مياه جوفية يقدر مخزونها ب 300 مليار متر مكعب، حيث أن خمسين بالمائة منها يقع في الحوض النوبي للمياه الجوفية، غنية بالمعادن مثل الحديد والمايكا، لكنها اشتهرت في الفترة الأخيرة بمعدن الذهب فأصبحت قبلة لمئات الآلاف من المُنقِّبين التقليديين «وبضع شركات تعدينية»، اشتهرت أيضاً بالحجر الجيري مما أهلها لما يشبه ثورة الأسمنت، فالطاقة القصوى لإنتاجية مصانعها الأسمنتية تُقدر بستة ملايين طن، وفي مجال السياحة تضم مواقع أثرية مهمة مثل النقعة، والمصورات، والبجراوية، والنخيلة، وأبوطليح، والكربكان، والدانقيل، وبقايا حطام سفينة كتشنر بأبي حمد، فضلاً عن المنتجعات والشلالات، تسكنها قبائل الجعليين والفادنية والميرفاب والمناصير والرباطاب والانقرياب والكمالاب والعبابدة والبشاريين والحسانية وبعض الأقليات من الشايقية والدناقلة والنوبة. وعن شبكة الطرق بين العاصمة والميناء والشمال، والطاقة الكهربائية ودرجة الأمن والاستقرار فحدِّث ولا حرج. ولاية بهذه الإمكانات مؤهلة لتصبح «سلة غذاء السودان»، فضلاً عن المساهمة المقدرة في توفير العملات الصعبة، إذا ما وُظِّفت ثرواتها من المعادن والذهب، وأراضيها الزراعية المعطاءة إذا ما وجدت فرصتها في التسويق والاستثمار. قالوا عنها «الولاية الفقيرة»، قُلت «أنتم الفقراء»، فقراء المشاعر والأخيلة والتصورات. مرحباً بك سيدي الرئيس في ولايتك، وبين أهلك ونتعشّم أن تدفع بهذه الولاية لمزيد من الاستقطاب الاستثماري الزراعي والتعدين. والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل،،