كثيرون يعتقدون أو هكذا تعودوا من واقع الحال أن السياسة هي أن تفصح بما لا تبطن أو تجامل وتهادن من بينك وبينه كراهية وعداوة لكن المصلحة تقتضي أن تبتسم في وجهه وتحتضنه مستقبلاً وتلوح له مودعا.ً وأحياناً كثيرة يمارس السياسيون النفاق فتتغير مبادئهم ومواقفهم كيفما تغيرت أشرعة الأحداث لذلك تعودت أن استمع للساسة بنصف أضان ونصف عقل وأدخر البقية للحديث القادم حتى لا تحصل لي لخبطة في (فيوزات راسي) بالمناسبة واحد من الساسة أو القادة العرب كسر مؤخراً قيد الدبلوماسية المرهقة وتحدث بصراحة أنا شخصياً أحسده عليها رغم أني غير مقتنعة بما قاله ولا أوافقه عليه لكن كونه كان واضحاً فهي سنة ما تعودناها في كهذا مواقف وأقصد حديث الرئيس الليبي تجاه الأحداث في تونس وحديثه حول الرئيس المخلوع الذي ربما يرى فيه البعض أنه افتقر للدبلوماسية وقد يجر عليه الحنق والغضب لكنني اعتبره حديثاً شجاعاً في زمن إن وقع فيه الثور تكثر سكاكينه وسواطيره كمان! وبالتالي يتمترس الكل حول سور عال ويدعون ممارسة السياسة في محاولة لإلباسها الحكمة والتعقل. وربما لأننا في السودان تعودنا من الساسة أن لا يكونوا صريحين ومواجهين إلا إن أرادوا الحديث عن الطرف النقيض لمواقفهم أما النقد الذاتي أو الاعتراف بالأخطاء فهي مفردات لا وجود لها في قواميس الممارسة السياسية لديهم. على فكرة لدي اعتقاد شخصي أن لكلمة السياسة علاقة بكلمة (السوس) وليس كما يفترض أن نرجعها لأصل الكلمة من (يسوس) الناس أو يقودهم نحو فعل معين وكلنا نعرف ماذا يفعل السوس وهو (ينخر) في تكتم تام لا يفضحه إلا تآكل ما جعله السوس طعاماً له فيتحول إلى ذرات من طحين لما كان جسماً صلباً ومتماسكاً لذا كم أخشى على هذا البلد من بعض (سوسه) أقصد ساسته الذين تهمهم أكثر السلطة والحكم أكثر من البلد بناسه وحاله!! بالمناسبة أحياناً كثيرة استمع وأشاهد بعض الأحاديث لمن هم في موقع السلطة والقرار فيحدث لي اشتباك في الأفكار والألفاظ وهم يحاولون تنميق المفردات في واقع مشوه لا ينفع إلا أن نواجهه بالصراحة والوضوح كما يفعل الدكتور نافع علي نافع في أحيان كثيرة مما قد يأخذه البعض عليه بأنه خروج عن قواعد السياسة التي لابد للاعبيها أن يلتزموا بقواعد اللعبة من استعمال الكلمات الفضفاضة والمعممة والتي تحتمل أكثر من معنى. أقول ليكم بصراحة أحياناً (تف__شني) كلمات الدكتور نافع واعتبرها نقطة على نهاية السطر تكفينا شر التطويل في كتابة سطر طويل من أحاديث ممجوجة وبلا طعم .. في كل الأحوال ستظل السياسة عندي في قفص الاتهام باعتبارها تعقد المشاكل أكثر مما تجد الحلول وسيظل أصل الكلمة مشكوكا في أمره طالما أن السياسة ممكن (تفرتق) الواحد الصحيح لأرباع وأخماس وممكن أعشار!! كلمة عزيزة لم يسكت هاتفي لحظة وكثير من الأخوة الفنانين وبعض الشعراء والموسيقيين والإذاعيين القدامى يتصلون علي وهم يؤيدون كما قالوا 100% ما كتبته عن ضرورة تكريم المبدعين في حياتهم وأن تتكفل الدولة برعاية من يستحق الرعاية إن كانت صحية أو مادية وبعضهم ضرب لي مثلاً كيف أن الفنان أحمد زكي ظل يتلقى العلاج على نفقة الدولة في فرنسا حتى وفاته وكيف أن طلعت زكريا هو الآخر غادر إلى فرنسا مستشفياً على نفقة الحكومة وأمثلة كثيرة على ذلك. وبما أن مبدعينا ناس على قدر حالهم فهم لا يطالبون بالسفر إلى باريس أو ليون لكن على الأقل أن يجدوا الاهتمام ومجانية العلاج وأن تتواصل مرتبات من توقفوا عن العطاء لأنهم يعانون من عارض يمنعهم عن مزاولة مهنهم وليس كما حدث لعبدالرحمن أحمد والإذاعة السودانية توقف راتبه وراتب زوجته الأستاذة سعاد أبوعاقلة وهي المرافقة له في رحلة مرضه (طيب مين يصرف على أولادهم)؟! كلم أعز هذه الأيام النيل الأزرق تعيد وتكرر في مواد مسجلة شاهدناها عشرات المرات من قبل وتعاني سوء الاتصالات! هل هو بداية الطوفان؟!