[email protected] مقدمه لابد منها: أحد القراء المحترمين – سامحه الله - قال أننى أكتب من وقت لآخر معارضا النظام أو فى مواضيع أخرى مثل الرياضه لأحصل على بعض التعاطف ثم أعود لكى أبث سمومى فى الجانب الدينى أو هكذا قال. لا أدرى لماذا كل هذا سوء الظن وعن أى تعاطف يتحدث ذلك القارئ المحترم، وأنا قلتها فى أكثر من مرة مشكلة النظام ليس في شخوصه فقط أو فى تصرفاتهم وانما فى (المنهج) الغبى الذى ينتهجونه الذى لا يناسب أنسانية هذا العصر المرهفة الحس والذى لا يعترف بالتطور مع أن رب العزة قال عن نفسه: (كل يوم هو فى شأن). ومن بعد أقول للقارئ المحترم هذا نصيبى من الدنيا أحمد الله أنى قرأت فى كآفة المجالات بالعربى والأنجليزى، وأكملت قراءة القرآن والأنجيل لأكثر من مرة اضافة الى العديد من كتب التفاسير مثلما قرأت فى السياسة والأجتماع والأقتصاد والفن والرياضه ومتعتى أجدها فى القراءة.وقد كنت من المحظوظين الذين نشأوا فى زمن الثقافه الشامله.. ثم أحمد الله على أننى تربيت من (الحلال)، لذلك صار قلبى قابلا كل صورة كما قال الأمام ابن عربى، يرى فيها ربه لأنه (موحد) يعلم بأنه لا يوجد فى هذا الوجود غير الله ولا فاعل لكبير الأشياء وصغيرها غيره. وعن أن اكل (الحلال) يساعد الأنسان فى هضم قول الحق وقبوله واستمتاعه به، تقول الآيه: (كلا بل رآن على قلوبهم ما كانوا يكسبون كلا انهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون)، ومعناها أن الذى يغطى على عقل الأنسان ويحجبه من معرفة ربه واوالأقتناع بقول الحق, هو (الران) أى (الوسخ) الذى يغطى على القلوب بسبب الأكل من الحرام. مدخل ثان: روى ابو هريرة حديثا عن الرسول (ص) يقول: (ان من العلم كهيئة المكنون اذا نطق به اهل المعرفة لم ينكره الا اهل الأغترار بالله). نعذر الآخ القارئ المحترم حينما يرى غرابة فيما نقول لأنه لا يمكن أن يجد مثل ذلك الكلام فى كتب التفاسير الصفراء التى يروج فيها لفهم خاطئ يقول بأن الكرة الأرضيه جالسه على قرن ثور، ونحن فى زمن هبط فيه النمساوى (فلكس) سالما على الأرض من ارتفاع 38 الف متر، وهى ذاتها كتب التفاسير التى يذكر فيها جواز زواج الطفلة (القاصر)، هذا الموضوع الذى ضائقه قبل ايام معدودات فخرج (علماء) السلطان الذين يسمون علماء السودان يؤيدونه ويباركونه دون حياء أو خجل لأنه منصوص عليه فى شريعتهم لا شريعة الله كما يدعون. ............................... ومن ثم اقول وبأختصار شديد، تعودنا فى السودان أن نسكت على أمور لا يجوز السكوت فيها وأن (نمشى ونفوت) ونبلع وأن نسير مثل القطيع وأن نحكم على الكثيرين بصورة انطباعية من خلال حكم الناس عليهم، فذاك يقال عنه كريم وخلوق، فيجب أن نوافق على ذلك حتى لو كنا نعرف بأنه بخيل ولئيم .. وذاك يشاع عنه زنديق وفاجر فيجب أن نؤيد الناس حتى لو لم يروه ولم يستعوا اليه.. وكثيرا ما نضع انسانا فى مكانة لا يستحقها، ربما من منطلق انبهار البعض به حتى لو كان جاهلا وغير مقنع لشخوصنا، وهذا موجود فى كآفة مجالات الحياة السودانيه. على سبيل المثال الفنان/ محمود عبد العزيز، ربما يكون لديه (مواهب) فى جوانب أخرى مخفيه على شخصى، وربما يكون تمرده وما يرتديه من ملابس غريبه وتغيير تصفيفة شعره من وقت لآخر جاذبة لجمهور الشباب والمراهقين وبعض الكبار نساء ور جالا، لكننى شخصيا لم يحدث قط أن أكملت الأستماع لأغنية يؤديها، وبكل صراحة لآ اشعر بأى تطريب فى صوته كما يقول كثير من مبدعيه خاصة اذا قارنته بمطربين آخرين من ابناء جيله ظهروا معه أو من بين الذين لمع نجمهم بعده. على كل هذه وجهة نظرى التى قد لا تعجب البعض والتى لا أفرضها على احد. . . . أما عن الدكتور/ حسن الترابى, اقول بانى أشعر بتواضع وجهل أمام أى مثقف حقيقى أقرأ أو استمع له يتحدث وأشعر بأنه يمتلك علما استفيد منه شخصيا، مهما كان اختلافى الفكرى معه، ما عدا الدكتور/ حسن الترابى الذى اشعر بأنه اقل منى علما، رغم حصوله على شهادات عالية ، حتى بدأت أتشكك وأتساءل فى داخلى هل يعقل أن تكون جامعات كبيره وشهيرة مثل جامعات فرنسا وبريطانيا التى حصل منها د. الترابى على شهادته، تبيع الشهادات مثل بعض الدول التى سمعنا عنها؟ فالدكتور/ الترابى لم يحدث أن اقنعنى بأى فكرة طرحها، ودائما يقفز من فكرة لأخرى قبل أن يستوفى تلك الفكره حقها من التوضيح ويتناقض ويتهرب من الأجابه المباشرة على الأسئله، وتلاحظ له يضحك ويبتسم على نحو سمج فى مواقع لا يجوز فيها الضحك أو الأبتسام، والمفروض من المقربين منه أن ينصحوه بأنه شكله فى ذلك الوضع يفقده كثير من الأحترام ويشكك فى علمه ان كان لديه علم يفيد الناس. اضافة الى ذلك فأن الشهيد الأستاذ/ محمود محمد طه، يختلف معه البعض أو يتفقون، يستند فى فكره الذى يطرحه على (مرجعية) واضحه مبنية على تقسيم القرآن الى مكى ومدنى، أما د. الترابى فأنه يطرح افكاره دون مرجعية واضحه، فاذا اراد أن يتحدث عن العفو والتسامح فى الاسلام لجأ للآيات المكيه واذا اراد أن يتحدث عن (الجهاد) لجأ الى آيات السيف التى نزلت فى المدينه (وأعدوا لهم ما استطعتم)، دون أن يبين بأن تلك الايات نزلت قبل أن تفرض الشريعة ولا يجوز للمسلم الذى ينادى بتطبيق الشريعه العمل بها فى غير مجالات (التعبد) تلاوة وصلاة. اضافة الى ذلك فأنه لا يعترف بالخطأ، كما يفعل العلماء، فهو يقول اذا عادت به الايام كان سوف يبسط الحريات، والحريات لا يمكن أن تبسط على العباد الا اذا اعترف بعدم صلاحية (الشريعة) لأنسان العصر الحالى، لأن فقه السمع والطاعه ومبائعة الحاكم وعدم مشروعية الخروج عليه، فقه اصيل فى الشريعه لمن يؤمن بها. فعلا الترابى لا يمتلك ذرة من علم – بالطبع لا اقصد القانون - وفكره غير مقنع والدليل على ذلك ان ثمرة علمه، خرجت للمجتمع السودانى البشير وعلى عثمان ونافع وحاج آدم وباقى افراد عصابة الأنقاذ، الذين طمسوا ثقافة بلد عظيم اسمه السودان وأكبر جريمه ارتكبوها لا انفصال الجنوب أو ضياع ثرواته وموارده وأنما ضياع انسانه الكريم الاصيل، الذى قال لى دبلوماسى اثيوبى عنه باللغة الأنجليزية: