{ أن يشكل والي ولاية الخرطوم الدكتور عبد الرحمن الخضر لجنة لإعادة الهيكلة الإدارية لولاية الخرطوم هو خبر أهديه للكثير من الوزارات الاتحادية التي تمددت وتمطت بوظائف من غير وظيفة ومسؤولين من غير مسؤولية ليشكل هؤلاء عبئاً على ميزانيات هذه الوزارات برواتبهم وحوافزهم ومخصصاتهم وهم من غير منتوج ولا يشكلون مصدرا لتحريك آلية العمل في هذه الوزارات. أما اللجنة والتي اختير لرئاستها المهندس السعيد عثمان محجوب فكان الله في عونها وهي ستحمل على عاتقها عبء علاج داء مزمن استفحل وتمكن في الهيكل الإداري لولاية الخرطوم تحديداً بمحلياتها التي أصبحت دولة داخل دولة بصلاحياتها وجباياتها وسلطة القرار والتنفيذ التي تمتلكها وبنص القانون. ولعل واحداً من أهم المهام التي يجب على لجنة السعيد أن تعيد مراجعتها هي العمل على دمج بعض المحليات تخفيضاً للمخصصات وتحريكاً للأداء الوظيفي والبشرى فيها يعني بالإمكان أن تكون مثلاً محليتا بحري وشرق النيل محلية واحدة بمعتمد واحد ومدير تنفيذي واحد وتحريك جيوش الموظفين فيهما لأداء عمل ميداني يخدم المحلية حركة وإنجازاً مع مراجعة وظائف هؤلاء الصغيرة قبال الكبيرة والأهم من ذلك أن تقوم لجنة السعيد بتخصيص لجان قانونية وذات صلة وفهم لعمل المحليات لمراجعة الجوانب السالبة فيها لأن ما نسمعه عن «انسياب» المال العام في يد البعض دون حسيب أو رقيب يشيب له الولدان وكثيرون يرددون قصصاً عن فساد مالي تمت معالجته وتغطية رائحته داخل المحليات بتسويات «حبية» ولم يصل هؤلاء «المعتدون» على المال العام للقضاء وانتهت الحكايات بأخوي وأخوك. أعتقد جازمة أن هذه اللجنة هي من أهم اللجان التي لو أنها ارتفعت بجدية إلى مستوى المسؤولية وإلى تطلعات أهل الخرطوم لكانت أهم اللجان في عهد الولاية بتوالي ولاتها المتعاقبين خاصة وكثيرون وأنا منهم على قناعة أن محليات الولاية تحتاج إلى إعادة نظر وترتيب لأنها تركت من غير إعادة تأهيل أو نظافة أو غربلة زمناً طويلاً لأن تغيير المعتمد من اسم إلى آخر لا يشمل بالضرورة أن تصيب القاعدة الهزة وهو المطلوب حتى تصبح هذه المحليات قنوات لانسياب الخدمات والمصالح للمواطنين وليس مجرد واجهات «لنهب» المواطن لكن بصورة قانونية وظريفة. ولدي مفاجأة ربما تكون غير سارة للسيد معتمد محلية الخرطوم الدكتور عبد الملك البرير لكن أنا في انتظار أن يفور الشاي وعندها حيكون شاي (تقيل) بي لبن مش سادة! كلمة عزيزة {{ للأسف أن بعض شبابنا وشاباتنا والحمد لله يعتقدون أن ادعاء الجهل بالثقافة السودانية والأغنيات السودانية والموروث السوداني هو إظهار «للتمدن» أو الحنكشة الما عندها فرق من الكنكشة وكلاهما فقر في المحتوى وتيبس في المعلومات وتخشب للكلمات من شاكلة هاي وياي وما إلى ذلك. وقبل أيام أوقع إحداهن حظها العاثر لتقع في قبضتي وهي «تتونس» معي وبعض صويحباتها فتطرق الحديث للغناء السوداني فقالت إنها لا تعرف شيئاً عن الفنانين السودانيين ولا تعجبها أغنياتهم فقلت لها وبحكم سنين عمرها ما سمعت بطه سليمان أو أحمد الصادق أو شكر الله؟ فقالت لي بلهجة موسيقية الإلقاء «أبداً أنا بسمع «طامر» حسني واليسا وحاجة كده شاكر» فقلت لها طيب سمعتي بكمال ترباس فقالت «لا لا ما بعرفه» ولحدي هنا وحسيت الدم طار من نافوخي وقلت ليها «عايني يا ست البنات إنتي مولودة في البلدي دي؟» وكنت اتخيلها ستقول لي أنها وارد أمريكا أو أستراليا مش حتى دول الخليج فتفاجأت أنها مولودة هنا وقرأت الجامعة في الخرطوم دي وما مرقت من المطار إلا إجازات ولمن «زرزرتها» قالت لي إحدى الجالسات يا أم وضاح عليك الله فكيها دي عرس بنت خالتها كان قريب ده وبي عبد الله البعيو وشوف عيني كان بترقص في «ست الودع.. كشكشي»!! كلمة أعز { يعجبني في طه سليمان تمرده على الرتابة والتقليدية وها هو يحيي حفلاً استعراضياً بالمسرح القومي بفكرة جديدة وفهم جديد. أحسنت يا طه أنت وأركان حربك من «الوزراء»!!