{ عندما قدمت السينما الأمريكية فيلماً يوثق ويحكي عن منظمة (الكوكلان) العنصرية التي كانت تؤمن بسيادة العرق الأبيض وعملت تنكيلاً وتقتيلاً في السود، وصف أحد الرؤساء الأمريكان واعذروني إن نسيت اسمه لأنه أحياناً (يشتغل عندي الزهايمر دونما سبب)، وصف الفيلم بأنه توثيق للتاريخ بصورة سريعة، وعندما قامت ليبيا بإنتاج فيلم عمر المختار بميزانية ضخمة ومنحت البطولة فيه لنجم بقيمة أنطوني كوين لتوثيق وكتابة التاريخ برؤية سينمائية تحفظ هذا الجزء المهم من التاريخ الليبي وذلك لإيمانها بدور السينما، لكن يبدو أننا وحتى الآن لم نفهم ونستوعب القيمة الحقيقية لصناعة السينما في كتابة تفاصيل مهمة في تاريخ الشعب السوداني الذاخر بالأحداث المفصلية والمتغيرات والتحولات والتجارب التي ينبغي أن نمنحها حقها من الخلود في سفر التاريخ، ودعوني أقول إن وزارة الثقافة التي نحمد لها الحراك «الموسيقي الغنائي» يقع على عاتقها دور كبير ومهم في ولادة التجربة السينمائية السودانية أو إعادة تشكيلها من جديد عطفاً على تاريخ سينمائي مقدر للأسف طمس وضاع رغم أنه كان يمكن لو أنه وجد الاهتمام والرعاية والتمويل لربما أننا كنا من صناع السينما على الأقل في العالم العربي لأننا نستند على تاريخ حافل بالأحداث وبالشخصيات التي يمكن أن نعمل لها ألف فيلم وفيلم. على فكرة، المشهد الغنائي السوداني لم تتوقف عجلته مع تغير أحداث وأنظمة شكلت خارطة الحياة السودانية لذلك لا أجد مبرراً لهذا الاهتمام فوق حد الوصف به من قبل وزارة الثقافة والأولى كان أن تبدأ الوزارة بأقل الفئات اهتماماً وتمويلاً وأكثرها مشاكل وأسباباً للعطلة والعطالة وأقصد بالتأكيد السينما والدراما بشقيها المسرحي والتلفزيوني، وكدي خلونا من السينما البننتجها نحن، هي وين دور السينما في عضمها والعاصمة الخرطوم ليست بها سوى ثلاث دور للسينما هي سينما قصر الشباب وسينما القاعة والثالثة هي سينما عفراء، أما الولايات فحدث ولا حرج، فلماذا تتجاهل الوزارة أو تجهل الدور الكبير للسينما في صياغة المجتمع وهو دور بالمناسبة لم يتقلص حتى بعد انتشار الفضائيات المخصصة للأفلام، فلماذا لا تكون دور السينما في الخرطوم جاهزة لاستقبال آخر وأحدث الأفلام العالمية؟، فلربما أن ذلك يحفزنا لإنتاج سينما سودانية ربما تبدأ من المربع واحد وهي تقع وتقوم لكن مؤكداً أننا سنصل إلى (الميس) طالما أننا مصرون على الوصول خاصة ولدينا كفاءات مميزة ومتميزة استطاعت أن تثبت وجودها لأنها وجدت المناخ الملائم للإبداع كالمخرج سعيد حامد الذي حزنت وهو يعود حاملاً فكرته عن فيلم لدارفور لأنه لم (يشتغل) به أحد عند حضوره للخرطوم وحزنت أكثر لتبرير السيد الوزير وهو يقول إنه لم يلتق بسعيد حامد لأنه كان موجوداً وقتها في الحج، طيب يا سعادتك ألم يكن بالإمكان الاتصال به من جديد وكمان إرسال تذاكر له للعودة والجلوس معه لسماع فكرته وخطة عمله؟ وأظن أن قيمة التذكرة أقل بكثير جداً جداً من قيمة الإشراف على ليلة واحدة من ليالي أم در المقامة على المسرح القومي الفرقو من المتحف القومي (فركة كعب) وياريت لو أن هذه الليالي نقلت إلى بعض مدن السودان التي تنوم من المغيرب لانعدام النشاط الثقافي فيها!! { في كل الأحوال على وزارة الثقافة أن تقوم بفتح الملفات المهمة إن كانت تريد أن تجعل من نفسها وزارة مهمومة بالثقافة السودانية التي هي ليست فقط غناءً بأي حال من الأحوال!! { كلمة عزيزة وأنا أشاهد الأخ الرئيس عمر البشير يقف مرفوع الهامة وسط جماهير الطرق الصوفية أمس الأول قارنت بينه وبين حال (بَعْضيهم) هذه الأيام وتذكرت رائعة وردي (أقِدْلِيْ وسَكِّتِي الخَشَّامة وأنزلي في العوازل كيْ.. هَيْ أقدلي)!! واقدل يا بشير وسكت الخشامة. { كلمة أعز .. بعد أن قرأت شعار أماسي أم در (عزك يا بلد) تخيلت أن للشعار علاقة بالمضمون وأقصد أن تكون الليالي غناءً وشعراً للوطن لكن واقع الحال يقول غير ذلك أفيدونا أفادكم الله!.