فرصة ذهبية نادرة قد لا تتكرر في عقود وعقود من السنين إلا مرة واحدة، وقد لا تتكرر أصلاً قدمتها السياسات الطائشة الرعناء الهوجاء غير المسؤولة التي انتهجها العقيد معمر القذافي الذي يحكم ليبيا منذ سنة 69 للخواجات، وتحديداً للأوروبيين والأمريكيين والإسرائيلين. لقد «اكتشف» أولئك الخواجات أن الثوار الليبيين لا يستطيعون الآن ولا في المستقبل المنظور ومن الناحية العسكرية البحتة أن يهزموا قوات العقيد معمر القذافي. وأن تسليح هؤلاء الثوار واستيعابهم للسلاح الجديد سوف يستغرق زمناً طويلاً!، وأن الحظر على الطيران في ليبيا منع القذافي من استخدام سلاح الجو الليبي نعم، لكنه لم يؤثر سلبياً على كفاءة قواته البرية. وأنهم أي الخواجات لا يستهدفون إزاحة القذافي من الحكم ولكنهم ولأجل توفير هذا المخرج الآمن اللائق للعقيد معمر القذافي فإنه ألغى كبرياءه و(مرمط) اسمه مناهضاً للإمبريالية في الأيام الخوالي بتهافته على الاتصال بالأوروبيين والأمريكيين من خلال من تبقى من مساعديه ومن خلال أولاده وفي المقدمة منهم سيف الإسلام. ومازال الرئيس معمر القذافي يتجرّع اللطمات من أقرب معاونيه ولن يكون على عبد السلام التريكي وزير الخارجية الأسبق آخر من يتخلون عنه فقد عيّنه القذافي ليُمثّل ليبيا في الأممالمتحدة لكنه في بيان أصدره قال إنه لن يتولى هذا المنصب ولا غيره وقال «يجب ألا نسمح بسقوط بلادنا في مصير مجهول ومن حق بلادنا أن تعيش حرة ديمقراطية. وقد سبقه إلى الفرار من الجحيم اللجاني الثوري الجماهيري الإشتراكي العظيم كثيرون أبرزهم وزير الخارجية موسى كوسا والبقية تنتظر وفقاً للقرار 1973 الصادر من الأممالمتحدة يريدون حماية المدنيين. وقال الخواجات أيضاً إن وصف المدنيين لا ينطبق على الثوار الليبيين فهم مقاتلون يحملون السلاح، لكنه ينطبق على كثير من الليبيين وبعضهم يعارضون القذافي ويسعون إلى الإطاحة بنظامه وبعضهم يناصرونه ويؤيدونه. وما قلنا فإنها فرصة العمر قدمها للأوروبيين والأمريكيين والإسرائيليين القائد الأممي وملك ملوك إفريقيا والأمين السابق للقومية العربية العقيد معمر القذافي على طبق من ذهب. وما من أحد في العالم العربي أو إفريقيا ولا في ليبيا يستطيع الآن أن يتحكّم في مسار الأحداث فقد قُضي الأمر وأصبحت الكلمة في ما يتعلق بالشأن الليبي للخواجات. وأصبح قُصارى ما ينشده العقيد القذافي وأبناؤه وزمرته أو ما تبقى منها هو توفير مخرج لائق للعقيد.