{ لم أستطع - وما ينبغي لي - أن أفوت الحديث الذي قاله المستثمر المصري أحمد بهجت صاحب قنوات دريم في برنامج على قناة المحور بأنه بصدد إنشاء قناة تتحدث (الأمهرية)، أي والله الأمهرية، وأنه كان قد طلب من النظام المصري البائد إنشاء هذه القناة لأنه وعلى حد قناعاته أن هناك فجوة في العلاقات المصرية الإثيوبية على وجه الخصوص والأفريقية على وجه العموم، مؤكداً أنه لو كان هناك تأثير مصري ثقافي فني على إثيوبيا لما تبنت الأخيرة خطاً واضحاً في إعادة اتفاقية مياه النيل. وبصراحة احترمت الرجل الذي وإن كان يعمل في (البزنس) الخاص إلا أن قلبه وسيفه مع قضايا بلده المصيرية، وإن ما يفكر فيه هو تفكير إستراتيجيي خطير بمعنى أنك تستطيع أن تستعمر شعباً وتسيسه على مزاجك لو أنك ملكت وجدانه وقمت بما يشبه عملية غسيل المخ الثقافي له وعندها وفي أية أزمة أو قضية ستجده مسانداً لك عاطفياً ويشعر نحوك بالانتماء بشكل أو بآخر، ده كان ما ميت في دباديبك حباً وهياماً. وبحديث بهجت المسؤول يتضح لي حجم (الخيبة) التي نعيشها بعد أن فشلنا في أن نتملك الوجدان العربي ونؤثر فيه بقدر منتوجنا المهول وبقدر قامات أدبائنا الممتدة وفنانينا أصحاب العطاء الجزيل لنكرر الخيبة أفريقياً أيضاً ونحن نكتفي بأن نكون مجرد متلقين ودائماً في خانة رد الفعل وقولوا لي بالله عليكم من أقوى تأثيراً على الإخوة في تشاد وهي أكثر منطقة بجينا منها هواء في كل الصراعات الدارفورية، ومن أقوى تأثيراً على الإخوة في إريتريا وإثيوبيا وهم من عجنوا وقويت عظامهم بخبز السودان وحليبه؟ لكن الأجيال القادمة منهم لم تعش ذات الظروف التي عاشها آباؤهم وأمهاتهم فكيف نضمن أن تكون حبال الوصل والمعرفة ممتدة كما هو الحال الآن؟ والحل واحد لا ثاني له؛ مزيداً من التوجه الإعلامي نحو هذه الدول إن كان مشاهداً أو مسموعاً أو مقروءاً ودعونا نقوي محطات البث الإذاعي لتصل إلى دول الجوار الأفريقي في برامج موجهة لهذه الدول ودعونا نقتحم الفضاء غرباَ وشرقاً أفريقياً ونبث لهم ما نبث من برامج وأغان ومواد تمازج بيننا وبينهم وأضمن لكم أن عيونهم وآذانهم لن يمنحوها إلا لكل ما هو سوداني، وطالما أن حديثي بدأته بالخيبة التي نجيدها لا بد أن أتطرق لقناة «زول» التي بشرت في بداياتها بأنها جاءت لتخاطب دول القرن الأفريقي ولا أدري إن كانت فلسفة القائمين على أمرها أن عرض كم كليب غنائي حبشي معناه أن القناة تخاطب هذا الجزء المهم جداً من أفريقيا على حدودنا، إذ أنه ورغم أن سفر الغناء السوداني حافل ومليء بالدر والغوالي من الأعمال فإن «زول» مصرة ألا تعرض إلا الهايف من الأغاني مثل (سبتك بي مزاجي، وحركتك جبانة) وزول تقوم بأكبر حركة جبانة وهي تسوق للهيافات والسخافات وتنسى الهدف الأصلي الذي روجت له. في كل الأحوال آن الأوان أن نترك السبهللية التي نمارسها وال«خبط عشواء» الذي هو العنوان الأبرز لفضائياتنا ودعونا نشتغل شغل حقيقي كيف وبأي طريقة سؤال أطرحه لأهل الإعلام والسياسة والتاريخ والثقافة ليجيبوا عليه!! كلمة عزيزة { ولسه عاصفة أماسي بحري عالقة بأتربتها في أجوائنا أطلت علينا عاصفة أخرى بين الفنانين حول برنامج أغاني وأغاني بعد أن تم استبعاد أحمد الصادق ومحمود عبد العزيز وهما الاسمان الأبرز في قائمة المستبعدين لكن ولأن الأمر مختلف ما بين جوطة أماسي بحري وبرنامج أغاني وأغاني باعتبار أن الاختيار في الأول خاضع لتقييم لجنة مكلفة بحصر أسماء تمنح هذه الليالي بريقاً ولا أدري بصراحة الشروط التي وضعت لخلق هذا البريق بدلالة أنني أتنبأ أن بعض الليالي ستكون باهتة وكان حيين بذكركم، أما برنامج أغاني وأغاني فهو خاضع لرأي القناة وأقصد النيل الأزرق وتحديداً أسماء بعينها هي مدير القناة ومدير البرامج والمخرج ومقدم البرنامج وأعتقد أن الأربعة يتفقون معي أن (بعض) الأسماء التي ستستمر أخذت كفايتها من الظهور ولم تحقق نجاحاً لافتاً وفشلها اختبأ إما خلف نجاح بقية المشاركين أو خلف بريق المكياج والأزياء وكلامي واضح وما عايز تفسير عموماً نحن في انتظار القائمة النهائية للمشاركين وعندها لنا حديث بالواضح الما فاضح!! كلمة أعز وأخيراً انهد صرح من صروح العزوبية والزميل الأستاذ الشفيع عبد العزيز يدخل القفص الذهبي طائعاً مختاراً ألف مبروك وبيت مال وعيال!!