قال رئيس حزب الأمة القومي؛ الصادق المهدي، أمس (الجمعة)، في تأبين شهداء المسيرية بمنطقة السلمة جنوبالخرطوم، إن السودان يتجه نحو الحرب بين الشمال والجنوب، ووصفها بأنها ستكون الأسوأ مما كانت عليه الحرب التي انتهت بالتوقيع على اتفاقية السلام. وأضاف الصادق: «الاتفاقية خرطومية جوبوية بين الأفندية، لم يدخل في حسابها السكان في الشمال والجنوب، وكل الحدود بينهما تتحول إلى قنابل موقوتة ستنفجر»، واتهم المهدي خبراء لجنة ترسيم الحدود الأجانب بعدم الحياد، وأنهم ليسوا خبراء لأنهم لا يفرقون بين الهجليجة والجوغانة والتبلدية، واعتبر ذلك تفريطاً كبيراً في الأمن القومي السوداني، وأردف: «وهذا ما أدخل الناس في ورطة». واقترح المهدي تشكيل مفوضية حكماء لحل (20) قضية مثل أبيي، وتجميد ترسيم الحدود في المناطق المختلف حولها مع إقرار التعايش السلمي. وقال: «هذا الموضوع ليس بين الخرطوم وجوبا ولكنه بين سكان هذه المناطق، ويشكلوا لجان تحكيم حول الحدود وهم يتعايشون مع بعضهم البعض». واتهم الصادق الجنوب بالنزوع للاستعانة بالأجانب لحسم تلك القضايا، ووصفه بالأمر غير المقبول. وقدم رئيس حزب الأمة القومي تعازيه لقبيلة المسيرية في وفاة وإصابة (20) شخصاً منها في الاشتباكات الأخيرة قرب مدينة ميوم. من جانبه قال عبد الرسول النور، الذي ألقى كلمة قبيلة المسيرية إن (دجاجة الخلا) لن تطرد (أسد الفريق) بحسب قوله، وتمسك (بتحرير) كل شبر من ديار المسيرية داخل حدود 1956 من خلال استخدام كل الوسائل، وأضاف: «لا نريد شبراً من أراضي غيرنا ولابد أن نرتب أمرنا حتى لا نؤخذ على حين غرة». وحمل رئيس حزب العدالة الأصل؛ مكي علي بلايل، الحكومة مسؤولية قضية أبيي. وكان رئيس حزب الأمة القومي؛ الصادق المهدي، يهم بالمغادرة عندما تقدم للحديث عضو المجلس الوطني؛ حسن صباحي، لكن الأخير طلب منه الإنصات له وواجهه قائلاً: «لولا الهملة ما حدث للمسيرية ما حدث»، في إشارة منه إلى أن عهد حكم المهدي شهد تدهور أوضاع قبيلة المسيرية. ودعا صباحي المهدي إلى إسداء النصح للدول الغربية التي تسمع لكلامه - بحسب قول صباحي الذي ينتمي للمؤتمر الوطني - وأضاف بالقول: «أنت والأحزاب كلامكم مسموع عند الغرب، ودايرين منكم بحكم العلاقة التي تجمعكم (بالشايب الأمريكي) - يقصد المبعوث الأمريكي للسودان بريسيتون ليمان - أن تثنيه عن مقترحاته بخصوص أبيي». كما وجه صباحي حديثه للقيادي بالمؤتمر الوطني؛ عيسى بشرى، وقال: «الرئيس موقفه واضح ولكن الآخرين ما معاه، أكثر من (3) آلاف جندي للجيش الشعبي يدخلون والحكومة لا تخطو خطوات عملية في نشر قواتها وحماية المسيرية مثلما تفعل الحركة للدينكا». من جانبه نبه رئيس هيئة الأركان الأسبق؛ مهدي بابو نمر، قبيلة المسيرية بأن الجيش الشعبي يحيط بأبيي إحاطة السوار بالمعصم وقال: «الأمريكان والإنجليز والفرنسيين كلهم ضدكم». وأعلن جاهزية القبيلة للحرب.