{ حملت الأنباء الأمريكيَّة بصورة (دراميَّة) خبر مقتل زعيم القاعدة التاريخي، أسامة بن لادن، بسرد وسيناريو ليس من شهود عليه غير الأمريكيين أنفسهم.. الذين بثُّوا رواية مصرع البطل فارضين حيثيَّاتها.. طالبين من العالم تصديقها على أنَّها سرد أمريكي (أمين).. وزادوا عليها بادّعاء أنهم - (الأمريكان) - كانوا حريصين على أن يُدفن بطريقة (إسلاميَّة) في قاع البحر..!! { الأمر بلا شك مُرتَّب من الأمريكان (استخباريَّاً) بصورة محكمة.. كما رُتِّب من قبل القبضُ على (صدَّام) مذعوراً داخل (حفرة)..!! في حادثة مشابهة في حبكتها.. لتبقى الحقائق بعيدة عن الواقع.. حتَّى حين.. يطول أو يقصر. { غير أن المُثبت - في نظري - أن "بن لادن" مات.. أو قُتل.. بطريقة أو بأخرى.. وهو أمر إن لم يكن الأمريكيون متأكدين منه لما تجرَّأ رئيسهم على المخاطرة بإعلانه.. ليتمَّ "أوباما" ما بدأه "بوش" في حربه على الإسلام.. عسى أن يسهم ذلك في زيادة شعبيَّته.. ويجلب له رضا أسياده... ويمهد له الطريق إلى ولاية أخرى.. { مضى "بن لادن" إلى ربه.. ونحسبه من الصالحين الصادقين.. إن كان قد مات حتف أنفه.. ونحسبه شهيداً إن كان قد سقط برصاص الأوغاد.. الأوباش.. حماة إسرائيل وخدَّامها.. مضى البطل بعد أن بثَّ الرعب سنين عددا في من يروِّجون لأنفسهم بأنهم (ملوك العالم).. وأصحاب الجيش الذي لا يُهزم.. والاستخبارات التي تحصي على الناس أنفاسهم.. مضى بعد أن أذاقهم الأمرَّين بكل خيلائهم و(نفختهم الكاذبة).. مضى وقد عجزوا لسنوات في أن يعثروا عليه.. رغم أنه ليس (إبرة) في (كوم قش)..!! وقفوا حائرين بأقمارهم الصناعية التي تستطيع - كما قالوا - تتبُّع قرد مذعور بين الأشجار في غابات الأمازون..!! عجزوا وهو بين ظهرانيهم.. في أفغانستان التي يسيطرون عليها.. ويحتلونها.. وليس في (الواق واق)..!! { يكفي "بن لادن" فخراًَ أن أمريكا رقصت فرحاً على نبأ موته.. احتفلت وابتهجت.. وما درت أنَّه لن يموت من له مبادئ يحملها أنصارٌ له في قلوبهم.. وأن الغلبة في نهاية الامر للإسلام.. مهما فعل الطغاة المتجبِّرون. { طبت حيَّا وميتاً يا "بن لادن".. أخفتهم في حياتك حتى صار هاربهم - كما قال المتنبئ - (إذا رأى غير شيء ظنَّه رجلاً)..!! وأرعبتهم ميتاً فطمروا جثمانك الطاهر في قاع البحر.. حتى لا يشع قبرك إلهاماً ونوراً.. { لكنَّ الغريب.. العجيب.. موقف أغلب الحكام المسلمين من رحيل "بن لادن".. وكأنَّ الحديث عنه بات من المحرمات.. إذ يقود الحاكم إلى زمرة (رعاة الإرهاب).. فلم نسمع نعياً رسمياً له.. وإن كان بعض القياديين في بلدانهم أنصفوه.. لكن بصورة فرديَّة.. وهو لعمري موقف مخجل.. بل إنَّ بعض القوم (المسلمين) ذهبوا مذهب أعدائهم في دمغه بالإرهاب.. وقالوا إنهم ضد قتل (المدنيين)..!! سبحان الله.. وكانَّ (أطفال فلسطين) هم جنرالات في (فتح) أو (حماس).. وكأنَّ (محمد الدرة) رائد في كتائب الأقصى..!! وكأنَّ الحرائر يسقين الجيش ويداوين القتلى.. ولا مواطن مدني - في عرفهم - غير الإسرائيلي وتابعه الامريكي.. ولا يقولنَّ أحدكم أن تلك "إسرائيل" وهذه "امريكا".. فيكون عندها مريضاً بعمى الألوان..!! { القاعدة باقية.. والمسلمون (الحقيقيُّون) باقون.. و(الجهاد) لن تسقط رايته.. هذه المفردة التي تزرع الرعب في الأعداء.. وإخوان "بن لادن" يتربصون بكم أيها اليهود و(الأمريكان).. فأين تذهبون..؟! { أمريكا وأسرائيل تستمدَّان قوتهما من ضعفنا.. وتفرُّق كلمتنا.. ونسيانا الآخرة.. تذكروا هذا.. ولا يصلح حال هذه الأمة إلا بما صلح به أولها.. ولن نتسيّد إلا عندما نحقق (دولة الدين).. الحقّة.. بعيداً عن (الإسلام السياسي)..!!