{ إن كان الدكتور المطرب الهرم عبد القادر سالم مكتول الهوى في كردفان، فإن شخصنا الضعيف (مكتول كمد) بهوى سنار وخاصة أن (الصُرة) مدفونة فيها. { وسنار في الفؤاد نبض سلطنة ومشاعر دافئة بحكمة ود تكتوك ذاك الراقد في شرقها البارد. { وسنار رحلة عذبة في نهر رابطة سنار الأدبية، وكم من مبدعيها كانوا من ضمن الذين أبحروا على متن مركبها.. ويا سلام سنار مدينة وحنينة.. { و(الضب) السناري ما شاء الله صار ذائع الصيت حيث جرت بأحاديثه الركبان.. { و(ضبوب) سنار شبعانة ورويانة عكس إنسانها.. الضب فيها مثل (الورل) ليس مثل ضب الخرطوم الذي من نحافته كأنما هو مصاب بالسل. { وربما شباب هذا الزمن لا يعرفون ما هو (الورل)، هذا الحيوان البرمائي الذي ربما يبلغ في أقصى طول له (المتر).. { ويا لذاك الزمان حينما كنت صبياً أرعى بغنم هداوة البال وأطارد على ضفاف خزان سنار تلك المجموعة من فصيلة (الورل) وهي تسرع هنا وهناك. وقد حظيت مرة بالقبض على ورل بعد أن أسقطت عليه حجراً ضخماً وهو في غفلة وحملته على كتفي وعدت إلى منزلي كأنني اصطدت صيداً ثميناً. { وكان البعض من السناريين يطلقون على الورل بأنه (ود الحرام) باعتبار أنه لا تمساح ولا ضب بل هو (بين بين). { نعود إلى (الضب السناري) الذي حظي بشهرة ضربت بأوتادها في صحفنا السيارة؛ الذي تسبب في توقف الإمداد المائي وانقطاع في التيار الكهربائي لمدة ثلاثة أيام عاشتها سنار وهي تلعن حظها العاثر الذي أوقعها في هذا (الضب)!! { وسنار يا حبة عيني مسكينة وغلبانة حتى (الضبوب) تكالبت عليها!! { يا للمفارقة.. سنار اشتهرت سلطنة وخزاناً.. وحكمة من شيخها ود تكتوك.. وأدباً من رابطتها الأدبية.. فيصبح (ضب) خامس معالمها!! { هرمنا!! ها هو الأستاذ أحمد إبراهيم الطاهر، رئيس البرلمان، يؤكد على التغيير في التشكيل الحكومي الجديد، وأوضح أن الشباب قادم إلى الجهاز التنفيذي بالدولة ولا عزاء لمن بلغ الستين من العمر، إذ لن يصلح بعد ذلك لمنصب قيادي. هذا يعني أن من كان في سن الأربعين إبان قيام الإنقاذ وهو (محكر) في جهازها التنفيذي سوف يغادر موقعه القيادي للجلوس مع (المعاشيين) مع بدء الجمهورية الثانية، وبعد ذلك (ما في حاجة اسمها أدروب ولوف) وممنوع استخراج شهادات التسنين!! من الأماني العذبة: أحدهم بالقطاع الخاص صرح لي بأنه كان يتمنى أن يعمل في (الميري) أو القطاع العام حتى يصبح من ذوي العطلات طويلة الأمد وليزيد الطين بلة لدى الذين يعملون بالأجهزة الحكومية و(لا يعملون)!!