{ عندما تتغير ملامح حكاياتنا، نضطر إلى تغيير ملامح أحلامنا، والعبث في أدق تفاصيلها التي تعاملنا معها على أنها نحت لن يزول ولن يتغير، لكن النحت حين تملؤه رمال الخذلان يتغير، ويبهت، ويزول. ٭٭٭ فللحكايات أغلفة، كأغلفة الحكايات الورقية تماماً، ولكل حكاية أحلام غلاف يختلف عن غلاف حكايات الأحلام الأخرى، فغلاف حكاية الأحلام يحتوي على صور أبطال الحكاية، وأسمائهم، ونبذة مختصرة عن تفاصيلهم، وأحداثهم، ومناسباتهم. ٭٭٭ وعندما تتغير الحكايات، يتغير الأبطال، فتتغير صور وألوان وأخبار الأغلفة، وتغيير الحكايات والأبطال والأغلفة يعني إعادة برمجتنا، يعني تغيير أرقام وحروف وأوقات برمجنا أنفسنا عليها فترة طويلة، وتأهيلنا لتقبل جديد لم يكن في قائمة خططنا يوماً، يعني تغيير الأبواب التي تفننا في حجج المرور عليها، ورسم جغرافيا جديدة لقلوبنا وطرق جديدة لأقدامنا، يعني تغيير الأماكن التي تهالكنا يوماً من أجل البقاء بها، واستبدالها بمواقع أخرى.. وتجنب المرور عليها تجنباً للكثير، يعني تغيير الأرقام في أجندات هواتفنا ومسح أرقام كانت فرحة رؤية إضاءتها على شاشات هواتفنا لا توصف، يعني تغيير المحفوظات، يعني مسح «مسجات» وإخفاء «مسجات»، يعني تغيير أجندة الأسماء، يعني منح ألقاب وسلب ألقاب، يعني تغيير أسماء الأطفال في الحكاية يعني «أم فلان» تصبح «أم فلان» آخر.. يعني تغيير المناسبات الخاصة، فنمنح الأهمية لتواريخ كانت تمر بنا عابرة باهتة، ونسلب الأهمية من تواريخ كنا ننتظرها بلهفة، ونزين سويعاتها بذكرى ظنناها تدوم أبداً. فيصبح الخاص عاماً، ويصبح العام خاصاً. ٭٭٭ يعني تغيير الأذواق للتأقلم مع شخصيات جديدة عند الخيال، يعني تغيير الحرف الأسورة والخاتم والسلسل، يعني تغيير الرمز في علاقة المفاتيح، وتغيير الصورة البرواز، يعني تغيير عناوين الرسائل المرسلة، واستقبال وارد لا يمت للرسائل في صناديقنا الخاصة بصلة، يعني تغيير مصطلحاتنا الخاصة، وتعويد ألسنتنا على أسماء جديدة، وألفاظ جديدة، وعبارات جديدة، يعني تغيير انتمائنا العاطفي وأوراقنا العاطفية.. يعني الصحوة بعد موت، والموت بعد صحوة.. «شهرزاد» { الموضوع مختار. {تلويح: اسألوا نساء الأرض عن ألم تغيير الحكايات، وأبطال الحكايات، وطقوس الحكايات. اسألوهن عن حكاية الخذلان، والجحود.