تفصل الهلال مسافة قليلة من تحقيق حلم حياته وطموحات جماهيره التي انتظرت طويلا الوصول للبطولة الافريقية وحصد الكاس والتتويج بثمرة الجهود والانتصارات. لا نقفز فوق المراحل والاحداث ولا نتجاوز الترجي عندما نتحدث عن تحقيق الاحلام ولكن منها يبدأ الطموح المشروع فتخطي الترجي في المباراة الاولى وبعدد مريح من الاهداف يضع اللاعبين امام التحدي للبلاء الحسن في مباراة الرد كما فعلوا في الملحمة الاخيرة وعبروا بالاسياد عبور الكبار ووضعوا انفسهم في المكان اللائق. الهلال قاب قوسين او ادنى من بلوغ النهائي والمنافسة بقوة على اللقب رغم ان فريقي المجموعة الاخرى الترجي والوداد يمثلان رمزين للصمود والارادة والجسارة ويكفي ان الوداد عاد من بعيد ومن بعد ما تسرب الامل من بين الاصابع ولكنه صحح الاوضاع واسترد النقاط وزاحم حتى ابعد الاهلي. غير ان النتيجة التي انتهت عليها مباراته الاخيرة امام المولودية تفتح الطريق امام اينمبا للتاهل على حسابه رغم ان الوداد عنيد وشرس ومقاتل لا يهدأ. بالنظر لنتائج الهلال في المجموعات نلاحظ جملة من الشواهد تحمل قدرا من التناقضات اولها الاستهلال الجيد امام اينمبا وعلى ملعب الاخير وتحت المطر والوحل. والمفاجاة ان الهلال تقدم وعندما عدل الخصم النتيجة وتقدم لم يستسلم الهلال بل استعدى التماسك والثبات وواصل الضغط واستفاد من اخطاء دفاع الخصم حتى انتزع التعادل وكانت نتيجة مفتاحية حققت الاهم للفريق. لكن الفريق قدم اسوأ عروضه بالخرطوم في المباريات الثلاث التي تلت التعادل مع اينمبا. حيث فاز بشق الانفس على الرجاء وبهدف وحيد امتحن الهلال. وتجاوز مطب القطن بهدف اوتو في الزمن الصعب وكان الخصم تقدم في وقت مبكر فاحرج الهلال. تميزت مباريات الهلال على ارضه بالرتابة والاداء الممل والاخطاء القاتلة وانعدام الروح القتالية وظهر اللاعبون كالاشباح باستثناء قلة فشلت في ظل الفوضى التي ضربت الفريق في صناعة اي تقدم. وكان نتاج هذا التردي هو الخسارة المفاجئة وغير المتوقعة من القطن على ارضه وقد دخل القطن المباراة مستسلما للحد البعيد وكان في اسوأ حالات ضعفه ينتظر رصاصة الرحمة من الهلال للاجهاز عليه وابعاده نهائيا من سباق الترشح. لكن الهلال اعاد القطن للاضواء وعاد الهلال نفسه وخسر من اينمبا على ارضه ليضاعف حظوظ القطن في التاهل. خسر الهلال تعاطف جماهيره في كل مبارياته على ارضه ولم يرق لمستوى الحضور الجماهيري ولا التشجيع اللافت وكانت نتيجة القطن قاصمة للظهر. لكن الهلال وتحت الضغط والرجاء والامل استدعى الجسارة والارادة والقوة وعبر جرعات معنوية مهمة قدر اللاعبون المسؤولية فكان التعادل مع الرجاء الجسر الذي نقل الفريق وخطف به بطاقة الترشح. حقق الهلال تعادلين خارج الارض في اول مباريات المجموعات واخرها. وكان الخصمان متميزين للحد البعيد اينمبا والرجاء ونعتقد ان الهلال اجاد في المباراة الاولى وابدع في الاخيرة وما بينهما تاريخ يجب محوه من ذاكرة الجماهير. ترى ما السبب في ذلك هل السبب سوس ينخر في جسد الفريق ام سوء تقدير للمسؤولية ام تقصير اداري ام تخاذل جماعي وهل القت الاستقالات بظلالها على اداء الفريق وهل المدرب متواضع للحد البعيد ام هناك تدخلات ام توجد اسباب خفية. الاجابة بشجاعة على هذه الاسئلة وغيرها والتصدي لها هو المعبر للنهائي الافريقي. السرد الذي عرضناه اعلاه لا يعني التقليل من قدر الانتصار بقدر ما هو جرد حساب لما فات حتى نضعه امام الأعين لتصميم خطة وطريقة مباراة الترجي لنشاهد الهلال في النهائي. ساعة الحقيقة اقتربت اذا احسن المجلس والجهاز الفني واللاعبون التعاطي مع مباراة الترجي الاولى بعقلية المحترفين. البطولة ليست عصية ولا مستحيلة بالقليل من الترتيب والتنسيق يستطيع الهلال الحصول على الكاس الغالية. محاسبة المعز!! طالب الحارس المعز بلقاء مكاشفة اسوة بما فعل المجلس وعقد لقاء مواجهة مع اللاعبين والجهاز الفني عقب الخسارة من اينمبا. من واجب المجلس عقد الاجتماع طالما انه يفي بالتزاماته وليس من حق اللاعبين المطالبة باللقاء المذكور. ومن واجب المعز التألق داخل وخارج السودان طالما انه متعاقد مع النادي ويجب ان يجود عمله في اي مكان. الاشارات التي وردت في حديث المعز تحمل الجماهير والقطاعات الاخرى مسؤولية تدني مستوى اللاعبين والعروض الباهتة للفريق وهو قول مردود اذ لا يعقل ان تكون الجماهير معول هدم وان تكون حشودها في المباريات سببا في خسائر الاسياد. نتمنى ان يحاسب المجلس الحارس المعز على هذه التصريحات السلبية التي تمهد لتحميل جهات اخرى مسؤولية الخسارة كما تدعو لتحويل الفريق الى نقابة يساوي كتفه بالمجلس ويدعو للمكاشفة والمواجهة وغيرها.