لو طبقنا معيار أداء الهلال أمام اينمبا بنيجيريا في مستهل المجموعات وقرأنا تقدم الأسياد بهدف سادومبا ثم التعادل والعودة للمباراة وحصد نقطة مهمة في مباراة الوحل والمطر والطين. وعرجنا على التعادل مع الرجاء بأرضه وأداء الهلال لأفضل مبارياته في المجموعات نستطيع القول إن الأسياد يحتفظون ببصيص من الأمل فلندعه يداعب مخيلة الجماهير إلى حين موعد المباراة الفاصلة بعد أقل من عشرة أيام. تعالوا نعبر حاجز الإحباط ومربع الأسى ومسرح الأسف ونعزز قناعة كنا نرفضها أن الهلال يؤدي أفضل خارج ملعبه رغم أن هذا الرأي يحمل إدانة مبطنة للجماهير بأنها تربك نفسيات اللاعبين وتؤثر على ثباتهم. دعونا نبتلع مرارة هذا اليقين ونجدد الثقة في اللاعبين ونستدعي الثبات والعزم والإرادة. لم يخسر الترجي طوال مباريات المجموعات بل خسر في هذه البطولة مرة واحدة خارج أرضه بعد أن كسب اللقاء الأول بخماسية نظيفة. الهلال فريق شأنه شأن الأهلي ومولودية والقطن والرجاء وليس محصنا من النتائج على الأرض فهذه كرة القدم. لكن الصدمة كانت كبيرة وما كان أكثر المتشائمين يتحدث عن الخسارة بالخرطوم فكل العيون الشامتة كانت تنظر لمباراة تونس. خسر الهلال هذه حقيقة في كتب التاريخ ولكن الفريق ما يزال في ساحة المعركة وأمامه الفرصة لقلب الطاولة على الترجي مثلما فعل الأخير بالخرطوم ومثلما فعلها الأسياد من قبل عندما زلزلوا الأرض تحت أقدام مازيمبي عندما سجنوا المدرجات وبلغت قلوبهم الحناجر وعاد الفارس الأزرق منتصرا بهدفين ردا الاعتبار وحفظا سمعة الهلال. الهلال في قلب المعركة الأفريقية.. وأهم من ذلك أنه في قلب المعركة المحلية وتنتظره مواجهات مهمة في الممتاز لملاحقة منافسه والمزاحمة على اللقب. وقد بلغ نصف النهائي في كأس السودان وعلينا المحافظة على معنويات لاعبي الأزرق. غابت الجماعية والجدية والروح القتالية وتسبب ميشو في إرباك اللاعبين وظهر الفريق مشتت الذهن بادي الارتباك ربما للضغط النفسي والتخويف من الترجي الذي استغل هذه الحالة فسدد وطاشت ثم سدد وأحرز واستغل اندفاع الهلال وكان بمقدوره زيادة الغلة لأكثر من أربعة أهداف. الفريق يحتاج علاجا معنويا عاجلا ونتمنى أن يكون بمعسكر خارجي يبعد عنه شبح الخسارة ويقوي الأبدان والوجدان لملحمة رادس ونطالب الأخ الكاروري بالتقاط القفاز والقيام بالمهمة واختيار ذات الكتيبة الانتحارية التي أنجزت المهمة الصعبة من قبل واختطفت التأهل من الأفريقي وعادت بالأمل من الرجاء. كان الهلال في أسوأ حالاته خسر المباراة وفقد نتيجة مهمة كانت ستضعه على أعتاب النهائي. ميشو صاحب الدور الأكبر في ما حدث ولكننا لا نعفي اللاعبين ولا الإدارة ونعتقد أن الحديث غير المسؤول عن الحكام وداخل الاجتماع التقليدي وما حملته الصحف يوم المباراة من إشارات حول المرافق عبأت الطاقم ضد الهلال والسبب عدم الخبرة والدراية بما يتم في الاجتماعات التقليدية لكسب الود واستمالة الضيوف والحكام معا لصالح الهلال. لا نقول تناسوا الخسارة ولكننا نذكر بإمكانية العودة من بعيد.. المهمة صعبة وليست مستحيلة. ليس سهلا أن يفرط الترجي على أرضه ويهدي الهلال الظهور في النهائي على طبق من ذهب ولكن الروح القتالية تصنع المعجزات وقد فاز الترجي لأن كفته كانت أرجح على الهلال في الروح القتالية والانتشار والتحول مقابل البطء الشديد والارتباك والتوتر والضعف الذهني والبدني والعضلي لبعض اللاعبين الذين ابتلي بهم الهلال. في الأفق بوادر أمل.. لا تعدموا الفريق فإذا ضاعت أحلام البطولة فلا تيأسوا من الممتاز وكأس السودان حتى لا يتحول الهلال إلى بيت عزاء كبير. على الإخوة الزملاء من الأهلة الصادقين والحادبين إدارة هذا الملف بالحكمة والنظر للبعيد وتناسي لغة التشفي والانتقام فالهلال يمرض ولا يموت. عثمان مفخرة السودان!! هكذا بلا ألقاب دعونا نترحم على مفخرة السودان الشيخ عثمان الطيب الرجل الذي كان سفارة متحركة ورمزا وطنيا باذخا وعلما من أعلام السودان بالخارج كان اسمه على كل لسان. مناقب الفقيد لا تحتويها هذه المساحة الصغيرة وجمائله للسودان والإنسانية والإسلام والعلم تفيض بما تعجز عن روايته القراطيس والأقلام. لا نزكيه على الله فقد عاش متواضعا كريما سخيا جوادا ولكننا ننعي تقاصر الحكومة السودانية عن إيلاء هذا الأمر الاهتمام المطلوب على الأقل كانت تكلف أيا من الوزراء والمستشارين الذين جثموا على صدر المواطن المنهك للمشاركة في مراسم جنازة الرجل الأمة تقديرا وتكريما لما قدمه للسودان وقد ظل قنصلا فخريا داره مفتوحة لكل البعثات الوطنية التي تطأ أرض نيجيريا وتحديدا مدينة كانو. اللهم تقبله في عليين مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وإنا لله وإنا إليه راجعون. تعقد كتلة أندية الدرجة الممتازة اجتماعاً مهماً نهار اليوم الثلاثاء بنادي الأسرة برئاسة الفريق عبد الله حسن عيسى رئيس الكتلة والبروفيسور عبد الهادي تميم الأمين العام، وبحضور ممثلي الأندية وسوف يناقش الاجتماع العديد من الأجندة والقضايا ابرزها المطالب التي تقدمت بها الأندية للاتحاد العام مؤخراً في ما يتعلق بحقوق الرعاية والبث التلفزيوني والتمثيل في الجمعية العمومية ولجان الاتحاد العام التي نفذ البعض منها.وينتظر أن تصدر كتلة اندية الممتاز قرارات مهمة حول مطالبها وامهال الاتحاد لتنفيذها.