حضورٌ هو الحزن وأنا أناديك من عقر داره، وسميكٌ هو صوت ذلكم النداء، لكأنِّي أستمدُّه من فخامة الحزن الضيف!! وكأنَّك القطب الذي يدور حوله الكون، تنمو عن ظلك شجيرات البقاء، تختلس الشمس النظر لعينيك من خلال أحشائي، فتحرقني لأمتصُّ منها ما يضرُّك من إشعاع، ثم أرسلها لعينيك لتكون برداً وسلاماً عليهما. وكأنك أنشودة الليل التي بحت أصوات المغنين جميعاً حين ترديدها، فوقف الكون على أمشاط أقدامه ومارس الركوع على ركبتيك ليطل صوتك عبر آذان الفصول. وأنت تعاود الهطول مرة أخرى على هيئة خريف فشل في سقيا زهرة واحدة.. فكيف له أن يروي هذه البقاع التي احتضنت الجفاف ونامت بين حنايا الظمأ؟! عد مرة أخرى خريفاً أخضر يهدي السنابل من دموع الغيم ما ترجو ويرحل في حياء!! وانزل على الطرقات ليس كما ينعدم الجفاف ولكن كأنه لم يولد بعد!! وارقص على عجل في كل البيوت التي فتحت أيديها على كل الدروب المشرعات عليك واختمرت مرورك سترة بيضاء تمنحها الأمان. وامنح أمانك للنساء الآتيات عبر ولادة الكلمات في جوفي وطلق قصائدي الملكوم عبر مشيمة التعبير، شبِّع لهفتي خبزاً وبعضاً من ألق! ولكأني خلقت لأكون تحت إمرة عاطفة خرقاء تلهو بي مثلما يحمل الأطفال (جلايا) أوقدوا على رأسه جذوة النار وأخذوا يتلاعبون به ثم قذفوه بعيداً، فأنا أنثى ترتاح عند كفتيها المفردات وينام على قلبها الرهق مطمئناً، وكأن هذا الإحساس المرعب الذي يدعى الشجن فصّل مقياسه على جسد حواسي، وكأني خلقت لأكون لكائنين فقط أما أنت.. أو الحزن أو أن أموت..! ولكن قبل أن أموت دعني أتساءل: هل ستطفو على سطح الحياة من أمواج موتي أم أنك ستحبذ مرة أخرى ظلام الموت مع ذلكم القلب الذي اعتاد أن يتمناك خفية؟! فترحل من ظلام إلى ظلام؟ { خلف نافذة مغلقة مقاسك ها القصايد تب.. وقدرك زي جفير السيف.. محل ما ضاقت الأفراح وحلَّ علي رحيلك ضيف.. بلا قيوبي حباب مرحب عقاب الفات زمانك كيف؟ وكيف ما دام قليت الروح عشان كيفك.. بتابى الكيف؟!