في سنة 1982م بينما كنت أطالع جريدة الشرق الأوسط السعودية فوجئت بأنني أقرأ مقالا كنت كتبته ونشرته جريدة الصحافة التي كان يرأس تحريرها الأستاذ الشاعر فضل الله محمد وكان ذلك في الزمان المايوي وفي أعلى المقال اسم (بشرى الزبير عثمان) بدلاً من اسمي و(معاً إلى الأبد) بدلاً من (قمم وسفوح)، وكنت في ذلك الوقت من أول ثمانينات القرن الماضى أكتب العمود أحياناً على شكل حوار من عينة قال لها وقالت له وتصور البعض أننى كنت أقلد الكاتب الصحفي الروائي الراحل إحسان عبدالقدوس الذي كان يكتب عموداً أسبوعياً في إحدى المجلات على شكل حوار وكان عنوانه على مقهى في الشارع السياسي ولم يكن ذلك صحيحاً. وقبل إحسان عبدالقدوس كان الكاتب الصحفي المصري أيضاً محمد زكي عبدالقادر صاحب الفصول التي كانت هي مدخل أحمد بهاء الدين للكتابة الصحفية يكتب عموداً حوارياً بصيغة قال التلميذ الفتى لأستاذه الشيخ وكان اسم العمود نحو النور ومن أبرز من كتبوا الأعمدة الحوارية في السودان الدكتور إسماعيل الحاج موسى. وبعد أن وجدت نفسي مسروقاً في وضح النهار في ذلك الوقت من عام 82 وأين؟ في جريدة الشرق الأوسط التي يقال عنها إنها جريدة العرب الدولية، لم يكن بوسعي غير أن أعلق بعمود كامل نشرته جريدة الصحافة وكان من ضمن محتويات كتاب قمم وسفوح الذي صدر لي عام 1988م، فقد جاء في صفحة 51 من ذلك الكتاب ما يلي والقصة باختصار هي أن قمم وسفوح التي نشرتها الصحافة بتاريخ 29 سبتمبر 81 نشرت في الشرق الأوسط بتاريخ 6 يناير 1982م صفحة 14 ولولا أننى أعرف أن السودان لم يوقع بعد على تلك الاتفاقية التي تحفظ حقوق المؤلفين لألتجأت إلى رجلي القانون فضل الله محمد والحسين الحسن ومن بعيد أنبه أصحاب الشركة السعودية للأبحاث والتسويق إلى خطورة التعامل مع المعجب بي إلى حد السرقة ثم أذكره بأن عقوبة السرقة في السعودية هي قطع اليد، وقلت إنني أعترف بأن شيئاً من الفرح يملؤني فقد صار كلامي يطبع في لندنوجدة في نفس اللحظة ويقرأه معظم الشعب العربي وصحيح أنه يقرأه منسوباً إلى آخر لكن المهم هو أن يصل المحتوى إلى أكبر عدد من الناس ويقتحمني سؤال مغرور هو هل صرت قابلاً للتصدير؟ إننى أتمنى في المرة القادمة أن يسرقني بشرى آخر إلى جريدة (ذي إنترناشونال هيرالد تريبيون).