أفحم الأستاذ حاج ماجد سوار السيد علي محمود حسنين وهزمه بالفنيّة القاضية في برنامج الاتجاه المعاكس وحصره في زاوية ضيقة عندما اتهمه بالعمالة للأجنبي والتربح من أموال السفارات والسعي للوصول للسلطة بانقلاب عسكري رغم التشدق بالديمقراطية. فشل حسنين في الرد على سوار وسلم بالخسارة ورفع الراية البيضاء عندما نجح سوار في إقناع مقدم البرنامج بالتنمية التي انتظمت السودان وشهقت كأكبر دليل على الاستقرار السياسي والاستقلال السيادي والقرار والإرادة رغم كيد الأعداء وتربص الغرب الذي يخطط لهدم الهوية وطمس التجربة الإسلامية التي نقر أنها لم تكن مثالية بالكامل ولم تبلغ المعايير المطلوبة التي بشرت بها الإنقاذ. وقف حسنين عاجزا أمام الدفوع القوية والحجة البالغة المسنودة بالأدلة والحيثيات والبراهين وقدل سوار عبر الحوار بالسدود والجسور والطرق والمصانع وثورة التعليم العالي وقوة القرار والتأثير على المحيط الإقليمي والمكانة العالية التي اكتسبها السودان على المستوى الدولي ورفضه كل أساليب الترغيب والترهيب ومحاولات التركيع حتى شمخ أنفه يطاول عنان السماء بالفخر والإباء وقد أكسب الشعب السوداني شمما وعزة وفخرا. ودع السودان عهود صفوف رغيف الخبز والبنزين وانعدام السكر وانتظمت الساحة وفرة في كل السلع رغم أن المرتبات لا تكفي وأن الضائقة المالية العالمية والأزمة الاقتصادية التي حاصرت أمريكا وبلغت أوروبا ألقت بظلالها على السودان ولكننا ظللنا عصاة على التركيع. لا ننكر الحالة المعيشية الصعبة ولكن العالم أجمع يعيش حالة من التضعضع الاقتصادي منذ أزمة الرهن العقاري التي دمرت الاقتصاد الأمريكي وحتى وصولها أوروبا وخير شاهد على ذلك خفض المؤشرات المعتمدة للتصنيف الائتماني لعدد من الدول الأوروبية التي كنا نعدها من أقوى الاقتصادات على مستوى العالم. حلقة برنامج الاتجاه المعاكس أكدت الحجم الحقيقي لرصيد المعارضة والأحزاب التقليدية فيما أكد سوار أن الجماهير التي انتخبت البشير وحزبه كان ذلك عن قناعة رغم ادعاءات محكمة الكيد السياسي المسماة مجازا بالجنائية. الأستاذ حسنين رجل قانون ويعلم تماما أن الدول غير الموقعة على ميثاق روما ليست مشمولة بما يصدر عن المحكمة سيئة الذكر ومع ذلك يريد من البشير رمز السيادة تسليم نفسه في محاولة خبيثة تنطوي على كيد سياسي مهما كانت قذارة الوسيلة. فشل حسنين في دفع الاتهام بالعمالة واستلام المال وفي الدفاع عن نفسه أمام الاتهام بالسعي للانقلاب والعودة للحكم عن طريق العسكر ومع ذلك يتحدثون عن الديمقراطية. سوار.. أحسنت صنعا.. لا فض فوك. معارضة الفنادق والسفارات لن تسقط النظام المحمي بأصوات الناخبين فإذا قبل البعض أن يكون حصان طروادة للأجنبي فإن الإرادة الوطنية وحدها كافية لحماية خيار الشعب. تيسير علوني!! انتصرت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان للزميل تيسير علوني الذي نفذ حكما بالإقامة الجبرية لسبع سنوات كان أصدرته محكمة إسبانية. القرار يعد انتصارا لحرية الصحافة ولإرادة الكلمة التي تعتبر أمضى وأقوى سلاح. المحكمة الأوروبية أفتت ببطلان الحكم لعدم أهلية المحكمة لإصداره بعد أن برأته أولا من تهمة الانضمام إلى القاعدة ولكنه حوكم بفرية التعاون مع منظمة إرهابية وقد فشلت كل البينات المقدمة في الصمود أمام الدفوعات القوية لمحامي الزميل تيسير. ويكفي قصاص السماء للزميل علوني أن المدعي العام الذي اجتهد لتطويع القانون لمحاكتمه متهم ويحاكم الآن بتهم فساد. القاضي نفسه أكد في تصريحات صحفية أن حكم المحكمة السابق كان يحقق أغراضا ذاتية ولا يتسق مع أركان العدالة المتعارف عليها وقد حقق نوازع الشر الدفين في قلوب الجلاد الإسباني قبل أن تبطله المحكمة الأوروبية وتحكم بالتعويض المالي لصالح الزميل علوني. صبر علوني على ظلم الإسبان وهي واحدة من الدول التي تتشدق هي الأخرى بحقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية وحرية الصحافة وهو ما يتناقض كلية مع السعي الحثيث مع سبق الإصرار والترصد لكبت الكلمة وخنق الحروف ونسف الرسالة الإعلامية وقد أداها علوني كما ينبغي ومارس فيها مهنية عالية في نقل الأحداث والحوارات وغيرها دون أن تظهر بوادر انتماء أو موالاة. الغرب المفتون بالديمقراطية وحقوق الإنسان هو أكبر مرتكب للفظائع ويعتبر الأكثر خرقا لكل المواثيق الدولية ودونكم معتقل غوانتنامو ومحاكمة علوني وغزو أفغانستان والعراق بلا تفويض من الأممالمتحدة.