قد يختلف معي بعض النقاد وعشاق الهلال في تقييم التجربة الأولى للأسياد أمام حرس الحدود المصري وقد حفلت بالمكاسب وبعض المظاهر الجيدة التي كانت مفقودة في السابق وأهمها الروح والرغبة والإصرار وظهور اللاعبين بلياقة جيدة رغم انخفاضها في الشوط الثاني. الإيجابيات التي تحتم علينا رفع القبعات للمدرب ومن أبرزها التخلي عن البطء الذي ظل علة متلازمة مع الهلال لسنوات طويلة والاستعاضة عنها باللمسة الواحدة والتمرير المتقن في أضيق المساحات وهذا ما خلق تقاربا بين اللاعبين ساعد في تلافي الأخطاء وملء المنطقة أمام الخصم والسيطرة الكاملة على الملعب في الشوط الأول عندما أوجد الهلال كثافة عددية على الوسط ونجح ساسا وكاريكا في أداء الواجب الهجومي بإتقان. ومن الظواهر اللافتة أيضا أن التحول واللمسة الواحدة خلقت إيقاعا سريعا للهلال مكنه من حسم الخصم والوصول للمرمى سريعا ولعلها ميزة كانت مفقودة منذ ذهاب أنقيدي وزولو ومن بعدهما أمبيلي. واطمأنت القاعدة الهلالية عندما شاهدت المتابعة الدقيقة والرصد الحصيف للمدرب غارزيتو الذي لم يترك شاردة ولا واردة إلا أحصاها ونتوقع أن يكون وصل لتقييم نسبي لأداء الفريق قبل استهلال الموسم وتصميم برنامج خاص لعلاج أخطائه خلال الفترة القادمة. انخفض أداء الهلال في الشوط الثاني وكان واضحا أثر الابتعاد الطويل عن الملاعب وقد ظهر الإعياء على بعض اللاعبين ومنهم توريه وأوتوبونج وحتى صالح وبويا لم يقدما المردود المطلوب لنحكم عليهما في عمق الدفاع ولا أعتقد أنهما أو أحدهما يمكن أن يصلح لهذه الخانة على خلفية الأخطاء الكبيرة التي ارتكباها وهددت مرمى الأسياد. افتقد الهلال العمق الدفاعي والسبب أننا في بداية الموسم ولم تكتمل اللياقة ولم يخض الفريق تجارب مثالية كافية كما إن الرباعي الذي استهل المباراة يلعب لأول مرة كما ذكر التحليل ونتوقع بالمزيد من التجارب وعودة مساوي وديمبا استعادة الهلال للصلابة والتماسك الدفاعيين حيث لا يمكن الرهان على صالح وجمعة وبويا وقد أدى يوسف بطريقة جيدة وكان فالنتين ممتازا للغاية انسجم وانصهر وقدم مباراة كبيرة والسبب أنه لاعب كبير يسخر مهاراته وموهبته وإمكاناته لصالح الفريق كما إنه خبير بالملاعب الأفريقية ويعرف واجبه جيدا. أما الغزال وساسا فقد وضعا إدارة الهلال أمام امتحان صعب يفرض عليها التحرك الحالي لتأمين إعادتهما للكشوفات وحسم هذا الأمر قبل أن يصبح صداعا يؤرق مضاجع الأهلة. تراجع مستوى الهلال في الشوط الثاني مما مكن الخصم وهو فريق كبير وعنيد من التقدم والعودة للمباراة وهو أمر طبيعي نظرا للفارق بين الدوريين السوداني والمصري. منح المدرب الفرصة أمام عدد من اللاعبين وهو الغرض الأساسي من التجارب الودية وظهور البعض بصورة أقل من المطلوبة لا يعني إعدام المواهب والحكم عليها بالفشل فالموسم في بداياته والطريق طويل أمام القادمين الجدد لإثبات جدارتهم بارتداء شعار الهلال ولكننا نلفت نظر مدرب اللياقة للزيادة الظاهرة في أوزان بعض اللاعبين ونتمنى تصميم برنامج خاص للاعبين المقصودين حتى يصبحوا مؤهلين لاقتحام التشكيلة. المهم أن السباق والتنافس على الفوز بثقة الجهاز الفني سيكون على أشده بين الأسياد في الموسم الجديد خاصة وأن الظهور المثالي للدوليين مع المنتخب في المونديال الأفريقي سيضيق الفرص والخناق على المتبقي من اللاعبين. خرجت القاعدة راضية مطمئنة باللاعبين والتسجيلات والمدرب والمستوى ونتمنى أن يحقق غارزيتو السقف المطلوب على مستوى اللياقة والتكتيك والخطط والمستوى العام حتى يمنح الجماهير إحساسا نبيلا وجميلا بالتفاؤل في الموسم الجديد وينطلق الأسياد من محطة الأربعة الكبار بالقارة السمراء لمصاف النهائي والفوز باللقب. لن نقبل بغير الكأس الأفريقي هذا الموسم في ظل الظروف والمعطيات الحالية وتوفير كل احتياجات الفريق واللاعبين والجهاز الفني والباقي والدور على اللاعبين والإعلام والجمهور. النضيف فخر الهلال!! كرمت جامعة النيلين ممثلة في مجلسي أمنائها وإدارتها عددا من الأكاديميين والمحاضرين ممن أفنوا زهرة الشباب في خدمة التعليم العالي ومن ضمن من كرمت كان الأستاذ أحمد إسماعيل النضيف وكيل جامعة النيلين الأسبق الذي يعد واحدا من منارات التعليم.. ويعد واحدا من مفاخر وأهرامات وأعمدة الهلال والسودان وقد عمل لسنوات طويلة بمجالس الهلال سكرتيرا ثم رئيسا لمجلس الأمناء وهو غني عن التعريف. نتمنى أن يسارع مجلس الهلال وقطاعه الثقافي لتكريم الأستاذ النضيف وأسرته.