* نقل الزميل المتميز محمد الخاتم صورة كاملة لما يحدث في هجليج الحبيبة هذه الأيام، عبر تقرير صحافي متكامل، دعمه بصورٍ معبرة، ونشرته (الأهرام اليوم) أمس. * انتهت معركة التحرير، وبدأت ملحمة التعمير. * تشهد المدينة الباسلة هذه الأيام جهاداً من نوعٍ آخر، لا يقل في أهميته عن مجاهدات جيش باسل، فدى منشآت النفط بالدماء والأرواح، واختار مواجهة المعتدين بالسونكي، بدلاً من استخدام قصف الطيران والمدفعية الثقيلة والدبابات، حرصاً منه على سلامة المنشآت النفطية. * بعده ارتدى مهندسو وزارة النفط (لبس خمسة) وشدوا الرحال إلى هجليج قبل أن تبرد نارها وينطفئ أوارها، وبدأوا عملهم قبل أن تستر الأرض أجداث الأعداء، وشرعوا في صيانة المولدات والأنابيب ومحطات التنقية والتكرير والضخ، وقرنوا الليل بالنهار كي يعيدوا المنشآت النفطية إلى العمل بأسرع وقت. * هؤلاء الجنود المجهولون يستحقون من كل فئات الشعب السوداني دعماً لا يقل عن الذي حظي به فرسان ملحمة تحرير هجليج. * إنجاز أبطال معركة التعمير لا يقل في قيمته عما أنجزه أبطال معركة التحرير. وفي هذا السياق يحضرني مقترح جميل، جاد به الأخ عوض عيد المهندس التلفزيوني المعروف، الذي طالب بتخصيص يوم بث تلفزيوني لحض المواطنين والمؤسسات العامة والخاصة على دعم القوات المسلحة. * يتطلب تنفيذ المشروع فتح ساعات البث لتلقي الدعم المباشر، وعرض لوحة بها (عداد) يوضح حجم المساهمات، ونزيد على ما اقترحه عوض عيد بإشراك شركات الاتصالات في إيصال مساهمات المواطنين عبر تحويل الرصيد، على أن تُعلن قيمته أول بأول. * جنيه واحد يجود به طفل من حلفا أو دنقلا أو شندي سيكون له مفعول السحر على معنويات الجنود والفنيين المرابطين في هجليج. * المقترح هادف ومعبر، لأنه سيمنح كل فئات الشعب السوداني فرصة رد الجميل لفرسان الوطن، ويمكنهم من المساهمة مادياً في مشروع إعادة إعمار هجليج. * ونراهن على أن أهل السودان سيدعمون الجيش بعشرات المليارات في ساعات، ويمكن تخصيص بعض عوائد اليوم المفتوح للمهندسين والفنيين الذين يعملون لإصلاح ما خربته الحرب، وهم يستحقون التحفيز. * عبّر الشعب السوداني عن امتنانه لفرسان الجيش وبقية القوات التي شاركت في ملحمة هجليج، وخرج إلى الشوارع رافعاً الأعلام ومطلقاً الأبواق دعماً لهم، ولو أتيحت له فرصة المساهمة المادية لجاد بالكثير. * تخصيص يوم بث تلفزيوني لهذا الغرض النبيل أفضل مليار مرة من اكتفاء قنواتنا الفضائية ببث الأغاني الوطنية، واستعراض صور بعض الفنانين وهم يتنطعون بارتداء (الكاكي) في الخرطوم! * ونحن نناشد الجنرال حسن فضل المولى أن يلتقط زمام المبادرة عبر قناة النيل الأزرق التي تحظى بأعلى نسبة مشاهدة من بين كل القنوات الفضائية السودانية. * والجنرال رجل خلاّق، لا تنقصه روح المبادرة ولا يعوزه الإبداع، لذا نتوقع منه أن يحول المقترح إلى واقع بأعجل ما تيسر، ونقترح أن تنقل القناة ملحمة إعادة البناء على الهواء من هجليج، ليتواصل بها تلاحم الجيش مع الشعب بالأفعال لا الأقوال وحدها، وتقدم عبرها الشركات الخاصة والعامة دعمها العيني والمادي، بدلاً من الاكتفاء بنشر الإعلانات، وتنظيم (هيصات) المساندة التي لا تسمن ولا تغني من جوع. * بتنفيذ مثل هذا المقترح المعبر سيرى كل أهل السودان أبناءهم وهم يشمرون السواعد، ويجتهدون لإصلاح الدمار، وإعادة ضخ النفط في الأنابيب، وسيعلم الجنود أن أهلهم يقدرون فعلهم، ويثمنون صنيعهم الجميل. * ونعتقد أن كتيبة الإبداع التي يقودها الجنرال حسن فضل المولى وأركان حربه بمن فيهم الأستاذ الشفيع عبد العزيز، والمخرج المتميز أيمن بخيت وبقية الطاقم الفني يستطيعون تحويل المقترح الهادف إلى واقعٍ عملي، يعكس للعالم كله مدى تماسك المجتمع السوداني في مواجهة العدوان، ويمنح الفرسان المرابطين في هجليج دفعة معنوية ومادية ضخمة، يستحقونها جزاءً لما قدموه لوطنهم الحبيب. * الكرة في ملعب الجنرال.