خالفت جلسة مقاعد الصف الأول في فعاليات لقاء المرأة برئيس الجمهوريّة عمر البشير أمس «السبت»، بأرض المعارض ببري، خالفت البرتوكول والمراسم المعمول بها، ففي المنتصف جلس الرئيس وعن يمينه المشير عبد الرحمن سوار الدهب، رئيس الهيئة القومية لترشيح البشير، فيما جلست رئيسة أمانة المرأة بالهيئة «د. بخيتة الهادي المهدي» عن يساره، في وقت بعُد فيه مقعد مساعد رئيس الجمهورية د. نافع علي نافع بحوالى ال (8) مقاعد، وحوالى ال (25) مقعداً للمسافة التي تفصل مساعد رئيس الجمهورية موسى محمد أحمد عن مقعد الرئيس، وحتى حرم رئيس الجمهوريّة السيدة وداد بابكر جلست على بعد (5) مقاعد يسار البشير. ومخالفة الجلسة للبرتوكول المعمول به ربما فرضتها ظروف اللقاء والشعار الذي قبع أسفل اللافتة الضخمة (المرأة نصير للبشير)، فالاحتفالية كانت خاصة بيْن المرأة والمواطن عمر أحمد حسن البشير مُرشّح رئاسة الجمهوريّة. وخلف مقاعد قيادات الصف الأول في الدولة كانت جموع النساء اللائي تقاطرن صوب الناحية الشرقية لأرض المعارض ببري، قبل ساعات من بدء اللقاء، غير آبهات بحرارة الشمس التي رفضت أن تترك منتصف السماء، وتباينَّ في حضورهن ما بين جلوس ووقوف وبأيديهن أعلام السودان والمؤتمر الوطني وصور رئيس الجمهورية بالزي القومي. جلسن تحت الشمس ولم يكن هناك ما يقيهن حرارتها إلاّ الثياب و«الطِّرَح» التي تلفحن بها. كانت جموعهن لا تنقطع عن الإقبال والتهليل والتكبير للحد الذي جعل تنبيهات (المايكرفون) لا تتوقف، داعية إياهن إلى التوزُّع على الناحية الغربيَّة الجنوبيَّة للمنصة، حيث ضاقت بهن الناحية الشرقية الشمالية. وأكثر ما يلفت الأنظار أن الترتيبات الأمنية باعدت بين المنصة الرئيسة والمقاعد الأولى للحضور بحوالي ال (15) متراً، ليدلف رئيس الجمهورية في هدوء ليجلس على مقعده ومن خلفه تكبيرات النساء اللائي فوجئن بمقدمه. ويستعرض رئيس الهيئة، المشير عبد الرحمن سوار الذهب، في بادئة الاحتفالية، مجهودات المرأة السودانية، لتأتي كلماته متناغمة مع القصيدة التي ألقتها الشاعرة روضة الحاج بعنوان «هي امرأة مثل كل النساء»، مؤكداً أن التحديات التي تجابه البلاد جعلتهم دون تردد ينحازون إلى خيار تقديم المواطن عمر البشير ليرأسهم، موضحاً أنهم يعملون أن الخطوة لن ترضي الأعداء وعملائهم في الداخل، وقال: إن الاعداء عرفوا أنهم لن يتمكنوا من البلاد في ظل رئاسة عمر البشير. لتؤكِّد رئيسة المرأة بالأمانة «د. بخيتة الهادي المهدي» في كلمتها أمام حشود النساء التي ضاقت بها جنبات الباحةالشرقية لأرض المعارض ببري، الأمر الذي فرض على سيارات الاسعاف حركة دؤوبة في نقل حالات الإغماء والإعياء، لتؤكِّد أن لقاء المرأة بالبشير يُعد رداً عملياً على تخرُّصات المحكمة الجنائية، وأوضحت أن مسؤوليات جساماً تنتظر الرئيس، وقالت: هناك تحديات نقدِّمك لمجابهتها كالبطالة ونقص الخدمات في الريف والوحدة والاهتمام بالزراعة. مشيرة إلى أن المرحلة القادمة تتطلب المراجعة والمحاسبة، وقالت: «لا خير فينا إن لم نقلها ولا خير فيكم إن لم تسمعوها»، وأكدت بخيتة أن حشود النساء تعد ميثاق شرف من قبائل وأحزاب متعددة أجمعت على اختيار المواطن عمر البشير لقيادة المسيرة إلى بر الأمان. ومع أنشودة «كل أجزائه لنا وطن» التي صدحت بها الفنانة الشابة أسرار بابكر غادرت النسوة مقاعدهن، في مشهد تجاوبت معه حرم رئيس الجمهورية، لتظهر على المنصة المناضلة القومية الفنانة «حواء الطقطاقة» مقاطعةً المقطع الموسيقي بعبارات «أيدناك ونموت فداك يا البشير»، قبل أن تعود لتشارك الفنانة أسرار أنشودة «أنا سوداني». ومشاركة نساء الحزب الاتحادي والأمة في الاحتفالية عبر الأعلام التي رفعنها تشير إلى أن الاحتفالية تجسد اسم الهيئة القومية لمناصرة البشير، الذي ترك مقعده واتجه إلى المنصة مشاركاً جماهيره الاحتفالات. قوميَّة ربما عضّدتها كلمات ممثلة نساء الهيئة المهندس «تريزا سيريسو» وهي تصيح: «سوا.. سوا»، «هللويا.. هللويا»، «الله أكبر.. الله أكبر» و«البشير ويا.. البشير ويا». ومع أنشودة (أنا سوداني أنا) اكتملت اللوحة القومية لتأتي مخاطبة الرئيس لجماهيره، مبشراً بحل أزمة دارفور، برداً وسلاماً على الجماهير التي أقضت مضاجعها أزمة استمرت لأكثر من خمس سنوات. مؤكداً أن (48) ساعة تفصلهم عن التوقيع النهائي لاتفاق سلام بين الحكومة وحركة العدل والمساواة، وأن حكومته لن تعدم أيما سوداني لأسباب سياسية معلناً - أمام الجماهير التي عجزت القوات الأمنية عن صدها من التحلُّق حول المنصة - إلغاء كافة أحكام الإعدام التي صدرت ضد حركة العدل والمساواة التي شاركت في الهجوم على أمدرمان وإطلاق سراح 30% منهم استجابةً لرغبات ذويهم، مشيداً بمجاهدات المرأة السودانية على مرِّ التاريخ، مؤكداً أن أولويات الإنقاذ تحقيق السلام وتفجير الطاقات وتحقيق التنمية ومناصرة كافة قضايا المرأة.