أبدى عدد من الخبراء الاكاديميين تخوفهم من احتمالات وقوع عنف في الانتخابات بسبب وجود المجموعات المسلحة والقوات الدولية في البلاد. وقال مدير معهد أبحاث السلم بجامعة الخرطوم د. محمد محجوب هارون في ندوة نظمها المركز العالمي للدراسات الافريقية أمس «الاربعاء» إن السودان عبر كل مراحل العملية الانتخابية دون عنف يذكر، وأضاف أن الاسباب التي يمكن أن تقود الى عنف هي أن المجتمع السياسي السوداني لازال يعيش مرحلة ما بعد النزاع ووجود مجموعات حاملة للسلاح وتحمل معها جزءاً من ثقافة الحرب، الأمر الذي قد يؤدي الى حدوث عنف اضافة لمواقف القوى السياسية واحتمالات عدم قبولها لنتيجة الاقتراع، مضيفا ان السياسة السودانية على المستوى القومي أصبحت مرتبطة بالعامل الجهوي والعشائري ووجود مراقبين دوليين ومجموعتين عسكريتين دوليتين هما «بعثة الأممالمتحدة في السودان - اليونميس» ، و«بعثة الأممالمتحدة والاتحاد الأفريقي - اليوناميد»، يمكن أن تشكلا خطرا على الانتخابات، محملا مسؤولية احتواء العنف للمؤتمر الوطني والحركة الشعبية». من جهته قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة الخرطوم د. صفوت صبحي فانوس إن الانتخابات المقبلة مختلفة كثيرا عن الانتخابات السابقة لأنها قامت في ظل نظام حاكم ووجود تنظيمات مسلحة الأمر الذي اعتبره مهددا كبيرا للانتخابات إضافة إلى وجود أحزاب تدخل الانتخابات وتريد أن تؤكد على فصل الدين عن الدولة، وأحزاب أخرى تريد إبقاء الوضع الحالي كما هو. بينما قال استاذ العلوم السياسية بجامعة النيلين د. مصعب عبد القادر إن هنالك عدة عوامل يمكن أن تؤدي الى وقوع عنف منها جيش الحركة الشعبية والحركات المسلحة الأخرى، وأضاف ان العنف متعلق بالعنصرية والقبلية، وزاد ان من اسبابه تباعد فترات الممارسة الانتخابية في السودان والانشقاقات في الاحزاب والاختراق الاستخباراتي، وقال ان الحلول تأتي بتصحيح البيئة السياسية والقانونية والاهتمام بعدم مصادرة الرأي الآخر وتبني آليات لمواجهة العنف وإشاعة الحوار وتطوير موجهات إعادة بناء الفكر السياسي والتنظيمي وحماية الجهاز الاداري والحماية الامنية للعملية الانتخابية.