اشتعلت حرب التصريحات الصحفية بين الحكومة من جهة والمؤتمر الشعبي وحركة العدل والمساواة من جهة أخرى على خلفية الاتهام الذي وجَّهه رئيس وفد الحكومة المفاوض أمين حسن عمر بتبادل الأدوار ما بين الطرفين السابقين وعلاقتهما مع بعضهما البعض في مؤتمر صحفي عقده بالمركز السوداني للخدمات الصحفية (smc) وأبدى الأمين العام للمؤتمر الشعبي حسن الترابي يأسه من أن تُحل قضية دارفور خلال الأيام المقبلة. في حين وصف الأمين السياسي للحزب كمال عمر في بيان صحفي صادر عنه أمس «الإثنين» أمين حسن عمر بالمفاوض الخائب والمؤتمر الوطني بالحزب المصطرع المرهق. وكان الترابي قال لقناة «الجزيرة» مساء أول أمس «الأحد» إنه لا رجاء في حل قضية دارفور التي تتعاظم أزمتها وقد استيأسنا من ذلك. ورأى الترابي أن من الخير للأحزاب السياسية ألاّ تدعو لتأجيل الانتخابات حتى لا تنقطع عن قواعدها بعد أن اتصلت بها خلال حملاتها الانتخابية، مشيراً إلى بشريات كثيرة ببعض الكسب من صناديق الاقتراع، منبهاً إلى أن التأجيل سيكون تحت الوطأة المتواصلة من قبل الحكومة. من جانبه دفع الأمين السياسي للمؤتمر الشعبي ببيان صحفي «الإثنين» رداً على اتهامات رئيس وفد الحكومة أمين حسن عمر جاء فيه أن وقائع المؤتمر الصحفي الذي عقده تعبير عن الفشل والإحباط السياسي الذي يعجز عن قطف الثمار الدانية وقد تحقق سلام دارفور في الاتفاق الإطاري، ولكن سلوك المؤتمر الوطني السياسي قد انطبع منذ وقت بعيد بالمراوغة وقصر النظر مما منعه من تحقيق أكبر إنجاز له أمام مستحقات الانتخابات الحالية وهو أقرب إليه من حبل الوريد. وأضاف كمال: «ما حققه الدكتور غازي صلاح الدين من إعادة الثقة بين السودان وتشاد نسفه صراع الأجندة في حكومته وأتمّه الاختيار الخاطئ للمفاوض الدائم الذي يدمن الفشل». وختم بيانه بقوله: «أما الحديث الممجوج عن علاقة حركة العدل مع المؤتمر الشعبي فقد أضحى فارغاً لا يستر عورة الفشل والعجز ونضوب الخيال لدى المفاوض الخائب وحزبه المصطرع المرهق في بلد عملاق». وانضم المتحدث باسم حركة العدل والمساواة أحمد حسين لحرب التصريحات، وأشار إلى أن اتهامات أمين حسن عمر لا أساس لها من الصحة، مؤكداً استمرار حركته في العملية السلمية لحل أزمة دارفور، وأشار إلى أن الحركة على استعداد لإطلاق سراح المزيد من الأسرى بعد أن أفرجت عن (87) أسيراً في وقت سابق، ووجّه اتهاماً للحكومة بأنها لا تتعامل مع أسرى الحركة والمعتقلين وفقاً للقانون الإنساني الدولي.