هكذا «طقَّت في دماغي» حسب تعبير الكاتب المصري الساخر يوسف معاطي نعم طقّت أن أتحول الى (رجل إعلاني)!! لِمَ لا وهناك (رجل عنكبوت) و(رجل آلي) و(رجل صرصار) كما هو عند الروائي كافكا. لقد أصبحتُ وأنا نائم.. وأنا صاحي.. وأنا حتى (صاحي كالنعسان) أحلم بتحوُّلي الى (رجل إعلاني). وحتى لا يروح تفكيركم الى بعيد، فأنا على وفاق تام ومتصالح مع نفسي!! كل ما في الأمر أنني أصبحتُ عاشقاً لإعلانات الصحف خاصة، عشق لا يكلفني شيئاً ليس مثل عشق هذه الأيام: أن تعزمها في كافتيريا وتشتري لها ساندوتشاً مع كوب عصير.. وتتركك تثرثر في خفوت عن عواطفك وكل أسلاك أعصابك منتشية، بينما هي (تبلع وتشفط) وإنت سايق الهبل وليتك كنت سايق الفيات!! في الكلام المعسول اللذيذ وصوت الفنان شرحبيل ينطلق من كاسيت.. لقمة.. شفطة يا حبيبي نسير آسف.. خطوة خطوة العاشق منسجم مع بوحه الغزلي كأنه قيس بن الملوّح بل يعتقد أنه تفوق على المطرب السوري المشهور صباح فخري الذي يطلقون عليه لقب (أبو كلثوم العرب)!! يتباهى العاشق وهي تكوضم بأنه سوف يقدم لها ضمن الشبكة خاتماً مثل الذي قدمه أبونا آدم لأمنا حواء.. تقولي منو.. تقولي شنو؟ تقول لي خاتم دودي لديانا؟ خاتم أبونا آدم لا يضاهيه خاتم.. والعفش ليس من إيطاليا إنه سرير مثل أسرّة الأسرة الحاكمة في مروي قبل الميلاد.. أما الكراسي فحدّث ثم حدّث.. مجموعة من ككرات جمع ككر السلطنة الزرقاء.. تلك عظمة الملوك، وما بعدها عظمة.. أما العطور ليست أوربية إنما هي صناعة فرعونية مأخوذة من مواد التحنيط.!! ولماذا التحنيط بالذات؟ يجيب العاشق: لأنه حينما يفشل هذا الحب نقوم بتحنيطه.. كل العشاق قاموا بتحنيط الحب.. قيس وليلى.. ورميو وجوليت.. المحلّق وتاجوج.. الحب المحنّط يعيش عند الآجيال من خلال تداوله.. معذرة معذرة إن كنت قد خرجت عن موضوع (الرجل الإعلاني) الى (الحب المحنّط) وما أكثر الذين يخرجون عن النَّص ولكنها كانت شطحة تمنيت فيها لو كانت لدينا القدرة على تحنيط كل ما نعتقد أنه (جميل) في حياتنا.. خاصة أن ذاكرتنا التاريخية ضعيفة سياسياً وتحتاج الى (تحنيط) حتى نستطيع أن نستقي العِبر والدروس.. وحتى لا يبقى الشعب مثل ذاك العاشق.. وأهل ساس يسوس مثل حبيبة الكافتيريا!! وزارة للثقافة كاملة الدسم: لقد ظلت «الثقافة» ولردح من الزمن لا تجد لها مظلة تستظل بها، فهي بين آونة وأخرى «مجرورة» إما مع الشباب أو الرياضة أو السياحة، أي أنها مهمشة وغير معترف بها كالأجرب، مع أن الثقافة هي مفتاح باب «السياسة» الأصيل ومع ذلك هي الابن غير المعترف به وسط الوزارات الأخرى، أي «لقيط»، وحتى في الميزانية نصيبها منها يبلغ حد المسغبة، فأي غبن هذا لحق بالثقافة!! إن كنا قد وجدنا أن الغالبية من مرشحينا لم يضعوها نصب أعين برنامجهم الانتخابي من ثم نأمل أن يكون في الحكومة المنتخبة القادمة من يولي الثقافة عنايته ويبشّر بها. { واحد مسطول إشترى لوح ثلج.. لقاهو بينقط قام رجَّعو!!