{ التقطت قرنا الاستشعار عندي جملة قالها المذيع معتز الدمرداش، في حوار أجرته معه صحيفة «المصري اليوم»، قال معتز إنه في الفواصل الإعلانية خلال البرنامج يتجه مسرعاً نحو غرفته حتى لا يدخل في حوار ونقاش مع ضيفه، مما يجعل الحوار بعدها على الهواء بارداً، أو كأنه مُستهلك من قبل. وحكاية يتجه إلى غرفته «دي براها استفزتني».. لأنه أن يكون المذيع أو مقدم البرامج يمتلك غرفة للبسه ولراحته أعتقد أن فيها قمة التقييم والاهتمام به كشخص، حتى يؤدي رسالته الإعلامية على الوجه الذي يجب أن يكون.. وهذه واحدة من سلسلة المعاناة التي يواجهها المبدعون السودانيون الذين دائماً ما يُعاملون مثلهم مثل موظفي الخدمة المدنية، لذلك لن أستغرب إن وجدت أكثرهم يعمل «بلا نفِس» أو هو يعمل ليقبض في النهاية راتباً والسلام.. «ممكن شخص يقول لي هو زي معتز ده نلقاه وين»؟ أقول إننا نمتلك الكثير جداً من المبدعين الذين لو وجدوا الفرصة دون تصفية حسابات ودون موازنات سياسية وحزبية لكانوا أفضل من الدمرداش ومحمود سعد وحتى «لاري كينج».. «عليكم الله بلد فيها زي هاشم صديق ده بتتحيّر»؟ و«عليكم الله بلد جابت ليلى المغربي وحمدي بولاد وحمدي بدر الدين والفاتح الصباغ وأحمد سليمان ضو البيت تعجز أن يبرز فيها كل صباح اسم جديد»؟ رجاءً.. رجاءً قاتلوا «الواسطة» حتى تموت وحاربوا المجاملة حتى تخجل وتنزوي.. «لأنه الجماعة الجايين بالواسطة بقوا معروفين وظاهرين، والبنات الكل ذخيرتهم قلم (آي لاينر) وبودرة ورموش صناعية حكايتهم حكاية». لذلك ما أن تفتح فضائيتنا أبوابها للمبدعين والمبدعات والموهوبين والموهوبات وتوفّر لهم الجو الملائم والمناسب، إلا وستكتشف أننا نمتلك إعلاميين من الوزن الثقيل، وأننا لا نقل قيمة أو جودة عن كثير جداً من الفضائيات المؤثرة. بالمناسبة الشخص الذي يؤدي مهنة تحتاج إلى مجهود ذهني يحتاج دائماً إلى راحة البال وهدوء الأحوال، لذلك فإن الذين يعملون في هذا المجال إن كانوا مصوّرين أو مخرجين أو منفذين يحتاجون إلى بيئة صالحة يتنفسون من خلالها، ويحتاجون أيضاً إلى التقييم المادي الذي يجعلهم يتفرغون للعملية الإبداعية التي تستهلك وقتهم وأعصابهم.. «لأنّه ما معقولة زول همُّه في قفّة الملاح وقسط المدرسة وعلاج الأولاد وعايزينّه يؤدي عمل يجد القبول والرضاء».. لكن حتى الآن يظل السؤال مطروحاً: من يستحق أن «نريحه» عشان نرتاح.. ومن يستاهل «نريحه» عشان نرتاح والفرق كبير بين «نريحه» الأولى و«نريحه» الثانية..!! { كلمة عزيزة { كل الضيوف والمداخلات التي قدمتها النيل الأزرق طوال الأسابيع الماضية كات ذات قيمة كشخوص وأفكار، لكن يبقى النتاج الأخير رهيناً بالشخص المحاور.. «يعني هسّه تجيبوا روضة الحاج دي وتخلُّوا خشمنا ملح ملح»؟ { كلمة أعز غياب هنادي سليمان في الفترة الأخيرة أكد أن مذيعات الأخبار في الفضائية السودانية في أزمة !