{ اتصلتُ مساء أمس على الأخت آمال طلسم ،وهي واحدة من بلابل الفن الجميل، وسألتها الحاصل شنو؟ وماذا يحدث بينكن والملحن بشير عباس؟ وكنت أتوقع أن تكون مشحونة وتنطلق الكلمات منها كالرصاص، لكنها أجابت عليَّ بهدوء ممزوج بحزن واضح: والله أنا ما عارفة البحصل ده شنو؟ والناس إتغيّرت كده ليه؟ فقلت لها يا آمال الناس إتغيّرت من بدري ويبدو أن سنوات الغربة الطويلة لم تجعلكِ تلاحظين ذلك، لكنني كنت مصرة أن أعرف إن كان للملحن بشير عباس حقوق مادية عليهن، فقالت لي آمال نحن نمتلك المستندات التي تؤكد أن بشير أخذ حقه بالكامل، بل قالت بالحرف: بشير أخذ حقه من بدري لأنه زمان وفي بداياتنا كان هو من يوقّع على الالتزامات وهو من يفاوض وكنا نعتبره وقتها أباً وراعياً لنا فكنا لا نسأل عن قروش، وحتى الآن نحن لا نطلب أموالاً من أحد بدليل أنه ما عندنا حتى الآن عربة نتنقل بها ومعظم الحفلات التي أقمناها بعد عودتنا كان طابعها خيرياً وآخرها حفل قاعة الصداقة الجمعة الماضي الذي كان لرعاية أطفال الايدز. قلت لآمال لكن على ما يبدو أن الأستاذ بشير زعلان جداً بدلالة أنه قال حيستعين بالشرطة ليمنعكن من ترديد أغنياته. قالت لي آمال بحزن كبير والله الموضوع ما بستاهل، بل أنها حاولت بشعور نبيل أن تبرر كلامه وقالت لي ممكن الكلام ده يكون ما قالو. { وللحقيقة الذي لا أجد له مبرراً هو ما يحدث الآن ليس بين البلابل وبشير عباس فقط ولكن ما يحدث في الوسط الفني كله من خلافات بين الشعراء والفنانين والملحنين والشعراء والملحنين والشعراء ضد الفنانين، وهي خلافات في أغلبها مالية وإن كان البعض يحاول أن يجد لها المبرر كأن يقول مثلاً إن الفنان الفلاني شوّه الأغنية لذلك يطالب بتعويض مادي، وهو مبرر فطير ولا يرقى لدرجة الإقناع أو حتى الاستماع اليه. { ولعل المشكلة الأساسية والمزعجة هي ليست في الخلاف نفسه ولكن في اللغة المستعملة والتهديد الذي ما كنت أتخيل شاعراً رقيقاً أو ملحناً كناري الإحساس يتفوّه به زي «أوديك البوليس» والحكاية حتجيب الدم وآخرها عكاز زيدان الذي لم يلوّح به في وجه شكر الله بقدر ما لوّح به في وجه المشاعر النبيلة والعلاقات الإنسانية الأنبل. { أعتقد أن المطالبة بالحق ليست أمراً مرفوضاً ولا غريباً لكن المرفوض هو الأسلوب الذي يؤخذ به هذا الحق.. بعدين منذ أن خلق الله الأرض ومن عليها معروف أن الفنان هو وحده من يستمتع بالشهرة والأضواء وكمان الثروة ويظل دائماً الملحن والشاعر جنديين مجهولين لا تعرف لهما الأضواء سبيلاً، لكن هذا لا يعني أن نهضم حقوقهم، وكمان لا تعني أن ينظروا بطمع وشره ل(الكيكة) في أيدي الفنانين.. ده إذا كان في كيكة من أصله. { في كل الأحوال أعتقد أن المعنيين بالمشهد الفني في حاجة للجلوس (في جلسة عرب) والقانون خلوه على جنب لأن القانون ليُطبّق بصدق وعدل محتاج إلى نفوس صادقة وعادلة ليتناقشوا في ما يحدث الآن وهو بالمناسبة أمر خطير ويلقي بظلاله على الناس الذين ما عادوا (يبلعوا) مناوشات أهل السياسة فكيف لهم أن (يبلعوا) مهاترات أهل الفن.. ولآمال طلسم (المحبطة) من ما حدث أقول لها رغم ما تسمعين لكن يبقى الأمل والرجاء لديك في الجمهور العريض الذي استقبل البلابل وكأنهن لم يغِبن يوماً واحداً.. ولبشير عباس أقول نعم أنت ضلع مهم وأساسي في مسيرة البلابل الفنية وإن كانت القروش هي من ستنسف هذا التاريخ الجميل رجاءً احمل أقرب مائة جنيه قربك (ودوس) عليها بحذائك لأنه صدقني ما في أرخص وأجبن من أن تكون المادة هي المتحكمة في علاقات الناس. { كلمة عزيزة أدهشتني فضائية الجزيرة ومنذ صباح أمس الباكر لأول يوم في الانتخابات بتغطية كاملة من طاقم فني متكامل ومراسلين في كل مدن السودان.. أتمنى أن تعكس الجزيرة للعالم تجربة انتخابية حرة ونزيهة نخرس بها ألسنة مروجي الأكاذيب والإشاعات. { كلمة أعز قال أمجد نور الدين إنه يعتز بلقب (أفراح أفراح) لأنه مثل لقب معتز (تسعين دقيقة) يعني الود عمل مقارنة ومعتز الدمرداش (الفهم قسم) يا إبني.