{ الآن زاد طولي بضعة بوصات ملاحظة وزاد وزني بضع جرامات ذهبية.. فقد لاقت مناشدتي لفرسان الرزيقات النبلاء أذناً صاغية وعقلا منفتحاً وحكمةً لبقةً تعددت بها ردود الرسائل الشاكرة والموضّحة والمصححة لجهلي وجهالتي بأصول أمثال تلك الديار الطيبة. { شكراً لكم فأنتم كرماء لا ريب.. وتستحق مساحتي كرمكم لا شك في تصحيح خطأي بتعريف (أبوندرق) بالسلحفاة فهو في أصله نوع من أنواع الثعابين السامة.. وعذري أن معلومتي استقيتها من مصدر ظننته مطلّع وتعاليت على والدتي الفاضلة وفي ذلك ميل لجهتي الرزيقية بعدم السؤال رغم مخزونها الوافر الوفير من أمثالنا وتفسيراتها الصحيحة بحسب تخطيطها الثقافي الأصلي. { فالعتبى لكل (أولاد رزيق) والعشم أن يكونوا في حكمة السلحفاة وبطئها الآمن في حل المشاكل والتريث قبل القتال. {وهذه الرسالة لأنها تحمل الرأي الآخر الذي نحترم ونودّ أن نرى نفسنا من وجهة نظره.. وهي: الأستاذة/ مشاعر عبد الكريم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بخصوص ما جاء في زاويتك ليوم الاثنين 10 مايو بعنوان (تراب الهين)، اسمحي لي بهذه المداخلة: { (بادئ ذي بدء دعيني أشيد بهذا المقال، فما أحوج الناس للحديث عن مثل هذه الأمور الخطيرة، ذلك أن الساسة في بلادي يتناسون دوماً السلام الاجتماعي وينشغلون بسلام الثروة والسلطة فحسب، ولا يهمهم الدم الذي يُراق طالما هم في مأمن من أمرهم. { ثانياً: لم يعد الأمر بالنسبة لأهلنا الرزيقات في أيامنا هذه متعلقاً بتراب الهين، أو إثارة قبيلة الرزيقات بمجرد ملء اليد من تراب أرضها.. أهلك يا أستاذة مشاعر ما عادوا في حاجة لمن يتطاول عليهم أو يمد يده لأخذ حقوقهم، بل أصبحوا يعتقدون أن الأرض ملك لهم وعلى الآخرين أن يبحثوا عن ملاذ لهم، ومن لم يرضَ بذلك فمصيره القتل والتشريد والتدمير. هذه حقيقة وهي القاسم المشترك الأكبر في جميع النزاعات التي يشعلها الرزيقات ليل نهار، فجميع النزاعات التي اصطنعها الرزيقات سواء مع (المسيرية) أو (الصعدة) أو (الترجم) أو (الزغاوة) أو غير ذلك من قبائل دارفور التي لم تعد بها الآن قبيلة واحدة لم تدخل في نزاع مع الرزيقات، ولا يعقل أن تكون كل هذه القبائل قد تعدَّت على (تراب هين) أولاد رزيق. { بعد انفجار حريق دارفور اللعين، أصبحت الحكومة في حاجة ماسة لمن يشد من أزرها ويقف بجانبها في مواجهة طوفان التمرد، وقد مدت الحكومة يدها بيضاء من غير سوء لكافة القبائل الدارفورية، وقد آمنت قبيلة الرزيقات مع من آمنوا، وبذلك أصبحت من المقربين وأهل الولاء الذين كانوا خير سند للحكومة في الوقوف في وجه المتمردين، ومن ثم اتجهوا لتصفية حساباتهم مع القبائل الأخرى، ولأن الحكومة قد عانت الأمرَّين من المتمردين، فهي لا تنوي مطلقاً كبح جماح أعوانها من قبيلة الرزيقات حينما يعتدون على الآخرين كي لا تغضبهم وتفقد مساندتهم ومناصرتهم. { لا أريد وأيم الله التحامل على أهلنا الرزيقات وما ينبغي لي بيد أن الحديث الذي سقته يكاد يلامس كبد الحقيقة. نعم قبيلة الرزيقات قبيلة كبيرة ومعروفة بنخوتها وكرمها وشجاعتها وإبائها للضيم، وهي من القبائل القليلة في دارفور التي تحظي بكوادر متعلمة ومثقفة في شتى المجالات وتملك واجهات على المستوى القومي والولائي ممن يتسنّمون ذرى المجد والمعالي السياسي في الماضي والحاضر، غير أن الواقع الذي يجسّده أبناء القبيلة من الرعاة في دارفور لا يتناسب إطلاقاً مع قبيلة تملك كل هذه المقومات ولكنها لما تزل تتسربل بعقلية (سوق عكاظ) في مناطق استقرارها وإقامتها وهو أمر يدعو للأسى. { إن قتل النفس التي حرم الله قتلها إلا بالحق أصبح أهون من شربة كوب من الماء الزلال. وتقويم هذا الاعوجاج يقع عليكم أنتم معشر الصفوة من أبناء القبيلة في المقام الأول. نسأل الله العلي القدير أن يبسط وسائد الأمن والاستقرار في ربوع الوطن الحبيب إجمالاً، ودارفور المكلومة تحديداً، وأن يهدينا وأولاد رزيق أهل الدرق والنحاس سبُل الرشاد، فكل المسلم للمسلم حرام؛ دماً ومالاً وعرضاً، وأن يجعلهم حمائم للسلام الاجتماعي وليس (فرخ أبوندرق). على فكرة: فرخ أبوندرق بمعني السلحفاة هذا المعني غير صحيح ،لأنو (أبوندرق) هو نوع من أنوع الدبيب، ووصف السلحفاة يتنافي تماماً مع ما تعنيه هذه الحكامة فلا يعقل أن تصف حكامة ما قومها بالسلحفاة البطيء والمسالم في آن واحد، فهي تعني في تقديري فرخ أبوندرق السريع اللّدغ وعرف عند أهلنا في دارفور تسميتهم للصغار بالفرخ. وتقبلي فائق شكري وتقديري ضو البيت محمد إبراهيم