{ نترك زاوية «مسارات» اليوم لقلم الزميل حماد حمد، حماد المدقق اللغوي ب(الأهرام اليوم)، لننقل للقراء معاناة قاطني الإسكان الشعبي التي ظلت تتراكم الى أن بلغت مداها: { مواطنو الإسكان الشعبي الثورة غرب الحارات الذين ارتضوا السكن في أقاصي أطراف المدينة اضطراراً ومنذ أن وفدوا الى تلك البقاع في أوائل عام 2000م وهم يعانون من نقص في الخدمات الأساسية وانعدام للأمن وإصحاح البيئة وانقطاع سبل المواصلات التي توصلهم الى مركز الخرطوم مباشرة. { ولعل تلك الأخيرة التي يعاني منها قرابة ال(15) ألف مواطن من ساكني (الإسكان) وما جاوره، حيث يكابدون في دفع قيمة المواصلات المتقطعة إن وجدت، حيث يظلوا يلهثون خلف المركبات العامة العابرة للطريق ما بين تمنُّع أصحابها تارةً وحمل المواطنين على مزاجهم تارةً أخرى. { حارات الإسكان الشعبي التي تعتبر البوابة الشمالية الغربية للعاصمة أصبحت مدناً لا يُستهان بها، حيث يمكن أن تشكّل صمام أمان للولاية أو مصدر خرق أمني إذا أُهملت، كما حصل في أحداث هجوم العدل والمساواة على أم درمان في مايو 2008م. فنلفت انتباه المسؤولين الى وضع مثل تلك المناطق الطرفية نصب أعينهم وأن يشملوها بكل رعاية وعناية. { أكتب هذا المقال وأنا واحد من ساكني تلك الحارات (75) شرق وأنضوي تحت (قبيلة السلطة الرابعة) التي ستكون عوناً للمسؤولين ما أصابوا وكانوا في صف المواطن، وبالمقابل ستكون لسان حال المواطن والمدافع عن حقوقه بأسنّة الأقلام حتى تعود الحقوق الى أهلها. { أقول هذا وسكان الحارات (71727576) كما أسلفت رغم تصديق خط مواصلات الإسكان العربي بفئة (1) جنيه إلا أنهم يصلون قلب الخرطوم بعد ركوب ثلاث مواصلات أو مواصلتين ودفع ما بين (11002300) جنيه (بالقديم). { تحديداً سكان الحارة (75) شرق كانوا يستقلون المواصلات الداخلية فئة (30) قرشاً الى (صابرين) أو(الخُدِّير) ثم الى الشهداء ثم العربي أو الى العربي مباشرة إن وجدت. { وبما أن الحارة (76) لم يكن لساكنيها مواصلات داخلية فقد كانوا يستقلون مواصلات الحارة (75) زلط ثم مشياً على الأقدام أو بواسطة الركشات الى داخل الحي، فبعد مطالبتهم بمواصلات مستقلة تقلهم الى داخل الحي تمّ تشغيل خط تجريبي وكان ناجحاً إلا أنه توقف ربما لعدم تصديق المركبات؛ فعند رفع الأمر لمدير عام النقل والبترول بمحلية كرري تمّ تغيير سير خط الإسكان زلط ليعرّج قبل نهاية المحطة الى داخل الحارة (76) دون زيادة في التعرفة. { وكان ذلك في شهر مارس الماضي، وبعد شهر واحد تمّ إعفاء مدير النقل وتعيين آخر، ليقوم في هذا الشهر (مايو) بإلغاء قرار المدير السابق بتعديل خط السير وزيادة تعرفة المواصلات من (35) قرشاً الى (40) قرشاً لمسافة تبلغ (3.5) كلم في حين أن تعرفة المركبات العامة من صابرين الى السوق الشعبي والى الشهداء (40) قرشاً. { هذا التصرف زاد العبء على المواطن من حيث زيادة التعرفة وحرمان ساكني آخر محطة وما خلف التلة من خدمة المواصلات، أي أيضاً سيضطرون الى الذهاب مشياً على الأقدام أو بالركشات، وهذا يعني حل مشكلة لفئة وخلق مشكلة أخرى. { وتتلخص مطالب قاطني الإسكان في تخصيص مركبات عامة لخط الإسكان الخرطوم والمصدّقة أصلاً بفئة واحد جنيه، وتسييرها فوراً على الخط حيث يكون موقفها في الخرطوم مع مركبات الشنقيطي. وترك خط الإسكان الحارة (75) زلط كما كان سابقاً بفئة (35) قرشاً. وتسيير خط خاص للحارة (76) من صابرين الى نهايتها عند الجرافة شرقاً. { علماً بأن خط الإسكانات يشمل، بالإضافة لها، الحارات (36485474) وكل هؤلاء المواطنين بتلك الحارات سيستفيدون من خط الإسكان الخرطوم. وأعاننا الله وإياكم لخدمة العباد لا التضييق عليهم. حماد حمد محمد - الحارة (75) شرق