كل الأسماء التي تشغل حيزاً من تقديرنا واحترامنا ومحبتنا ومن اهتمامنا تؤيد وحدة السودان. وتشمل القائمة سياسيين ومطربين وشعراء وأطباء ومحامين ولاعبي كرة قدم.. الخ. وتشمل أيضاً ألوفاً من غمار الناس، في الشمال وفي الجنوب. لكن المؤسف أن بعض كبار السياسيين أصبحوا يتعاملون مع المسألة وكأنه من المؤكد أن تقسيم السودان الى دولتين أصبح أو أنه سوف يصبح أمراً واقعاً. وبدلاً من أن يوظّفوا قصارى ما يستطيعونه انتصاراً ودعماً لقضية الوحدة، فإنهم استسلموا منتظرين الإعلان الرسمي لتقسيم البلد. وقد كتبنا من قبل ومنذ ثمانينيات القرن الماضي أنها زعامات هشة عاجزة، وأن الأحزاب التي تقودها هذه الزعامات أكثر هشاشة وعجزاً. وعندما حانت ساعة الجد وأصبح بيننا وبين الاستفتاء على تقرير المصير كان اتحاد طلاب جامعة الخرطوم هو الأكثر وضوحاً والأكثر والأصدق تعبيراً عمّا ينبغي أن يكون، وهو أن يظل السودان بلداً واحداً. ولم يخطر قط في بال أولئك الأولاد الكبار السوامق المسؤولين أن من الممكن أن ينقسم البلد إلى بلدين ليتحدثوا، وعجزهم في أقصى درجاته، عن ضرورة أن تكون العلاقة بين الدولتين الجديدتين، السودان الشمالي والجنوب آمنة وأخوية.. وهلمجرا.. لقد قالها الأولاد، ما أروعهم «لا لخيار الانفصال» وتفوّقوا بذلك علينا نحن الأحزاب ونحن الشيوخ والكهول والعواجيز، ونحن الطرق الصوفية. وكما قلنا فإن من المهم جداً أن تلتف كل القوى السياسية الفاعلة في الشمال وفي الجنوب حول الشعار الذي رفعه اتحاد طلاب جامعة الخرطوم «لا لخيار الانفصال». بل إننا ندعو الحزبين الكبيرين الحاكمين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية والحزبين الكبيرين التاريخيين الاتحادي الديمقراطي وحزب الأمة وندعو القبائل والطرق الصوفية، والمهمشين وندعو جماهير الهلال والمريخ للالتفاف حول الشعار العظيم الذي أطلقه اتحاد طلاب جامعة الخرطوم «لا لخيار الانفصال».