الهاتف السيّار أو (الموبايل) أصبح ضرورة وتجارة رائجة في كل ولايات السودان، وتعددت أشكاله وأنواعه حتى إنك لا تجد أحداً يسير من مكان إلى آخر دونه، وبالمقابل اتسمت بعض أماكن بيعه بالغِش والخِداع وظهرت مفردة (ماسورة) و(مواسير) لأول مرة في العامية السودانية من داخل أسواق الموبايلات. (الأهرام اليوم) دخلت تلك الأسواق وأماكن البيع الراقية ووقفت على أجود الأنواع والأكثر شعبية والهواتف قصيرة العمر وأماكن إعادة البرمجة (السوفت وير) وأشياء أخرى مثيرة تابعوها في هذا الاستطلاع: ٭ معتز عبد القادر أحمد «36 سنة» وجدناه متكئاً على كرسيه ويتصفّح صحيفة (الأهرام اليوم) وقد أفادنا عن أجهزة الموبايل فقال: أجهزة الموبايل في السوق أصبحت أجهزة صينية الصنع، والأجهزة الصينية بصفة عامة ليست للاستهلاك إنما للتباهي والمنظر الجميل. وأهم ما يميّزها الصوت العالي وتعمل بشريحتين وسعرها في متناول اليد. والأجهزة المستعملة من هذا النوع رخيصة نسبياً في حدود 70-80 جنيهاً وأما أشهرها وأكثرها مبيعاً (ميريا - كنج شي كول - وزير الخارجية- نانسي عجرم- سادمبا) أما عن شراء الأجهزة فهي تأتي من الصين عن طريق دبي ويأتي بها المستورد من هناك وتباع لأصحاب البترينات منهم في عمارة السلام فيكون البيع أما عن طرق الدّيْن أو الكاش. وأنا شخصياً أشتري بالكاش لأن السوق «ما مضمون» أما أجهزة النوكيا فهي عكس الأجهزة الصينية فهي عالمية ولها سمعتها وأجهزتها أجهزة مضمونة وتعيش مابين 3-4 سنوات إلا أن أسعارها مرتفعة نسبياً. فأصبح (الشغل) في الأجهزة الصينية أحسن بكثير. أما عن ايجار البترينات فإن ايجارها مبلغ 15جنيهاً لليوم وليس لنا علاقة (بناس المحلية) لأن صاحب المحل يقوم بكل التسويات مع المحلية. وعن الأجهزة المستعملة فهي في الغالب تكون (مواسير) فيبيعها لك شخص على أساس أنها سليمة من العيوب ولكن مجرد ما تبيعه لزبون يرجع ويقول ليك (الجهاز ده ماسورة) فتُجبر على تبديله له بنفس نوع الجهاز أو ترد له ماله. أما نحن أصحاب البترينات فلا نتعامل مع (المواسير) لأنه (ده مكان أكل عيش) ومحل ثابت. ٭ وقال الياس معاذ 22 سنة صاحب بترينة ومحل اكسسوارات للموبايلات إنه يعمل في أجهزة الموبايل منذ خمسة أعوام وأن السوق أصبح كله أجهزة صينية وعائدها مجزٍ والحمد لله. وتعتبر شريحة الشباب والشابات على وجه الخصوص من أكثر الفئات شراءً للأجهزة وبالذات الأجهزة الصينية. وهنالك طالبات يبعن موبايلاتهن للحاجة إلى المال ويكثُر بيعها في فترة الامتحانات من أبناء الأقاليم وقد يكون بها بعض المشاكل فنقوم بشرائها وتصليحها وبيعها مرة أخرى. أما عن الأجانب فيعتبر الأثيوبيون من أكثر الأجانب شراءً للأجهزة وبالأخص الصينية وأيضاً المصريين وهم يعشقون أجهزة النوكيا وعلى وجه الخصوص N70 و.N73 وأبان أن اكسسوارات الموبايل لأجهزة النوكيا (الكفر) 2 جنيه والجيل الثالث 5-8 جنيهات، أما (كفر) الأجهزة الصينية فيتراوح مابين 12-20 جنيهاً وأسعار الذواكر الخارجية ذاكرة نصف كبيرة 512 م. ب بمبلغ 15 جنيه وواحد قيقا كبيرة 20-15 جنيه. أما بالنسبة ل(الظفر) صغيرة واحد قيقا 15-20 جنيه. ٭ وانتقلنا إلى محمد إبراهيم عبد المنعم 26 سنة مبرمج أجهزة والذي قال أعمل في هذا المجال قرابة 6 سنوات. فالأجهزة الصينية في الآونة الأخيرة من أكثر الأجهزة أعطاباً وأحياناً تأتي غير مبرمجة أو ناقصة برمجة فهي لا تحتمل الاستعمال الكثير عكس النوكيا- فالصيني إذا تمت صيانته بطريقة خاطئة فلن يصلح بعد ذلك للاستعمال. وأسعار البرمجة هي 15 جنيه للجهاز وهنالك من لا يتفق معك فيعطيك المقسومة وهناك من يشكي لك ظروفه ونحنا بنقدر ذلك وأحياناً نعمل لبعض الزبائن من غير مقابل. ٭ جلال أحمد أبو الخير 30 سنة، قال أنا عملت في هذا المجال أولاً بائع أجهزة ثم انتقلت إلى الصيانة. وعن الأجهزة الصينية قال أولاً: أي زول داير يشترى جهاز صيني يقنع من قروشو لأنه أولاً عندما تضطر للبيع (ما بجيب حقه) لأنه بمجرد مرور أسبوع واحد يفقد قيمته إلى أقل من النصف تقريباً. وما يحزنني هو أن هناك هيئة للمواصفات والمقاييس فلا أعرف هل هذا اختصاصها أم لا، وأن الموبايلات أصبحت مجال اقتصاد حيث يكثر مستوردوها على نطاق واسع جداً وتعتبر ثلاثة أرباع الأجهزة التي نصينها يومياً صينية وهي الأكثر عرضة للطلب والتلف. وأنا بدعو المواطنين للعودة إلى الأجهزة الأخرى وهي قوية وتتحمل (الدرش) وذات عمر طويل. فالجهاز النوكيا متوسط عمره 3 سنوات أما الأجهزة الصينية فلا تتعدى سنة مع الاستعمال الخفيف وبالإضافة إلى الأعطال المتكررة. وأشهر الأعطال التي تصيبها هي الشبكة والشاشة وسماعة الإرسال والشحن. ٭ وفي إطار تجوالنا قابلنا جلال عثمان محمد 29 صاحب جهاز كمبيوتر لتحميل أغاني، قال أعمل على هذا الجهاز منذ ثلاث سنوات وكان في ذاك الوقت عدد الأجهزة في هذه المنطقة تُعد على أصابع اليد الواحدة. فتعتبر فئة البنات والطالبات من أكثر الفئات تحميلاً للأغاني وكذلك الشباب وطلاب الجامعات لاغتنائهم الأجهزة الصينية مرتفعة الصوت، والإقبال من هذه الفئات على الفنانين الشباب بصفة عامة مثل أحمد وحسين الصادق وشكر الله ونجوم الغد وقد هجروا الأغاني القديمة والفنانين الكبار. وبالنسبة لتحميل الأغاني فالذاكرة واحد قيقا نحمِّلها ب (10-15) جنيهاً وكذلك الذاكرة 512. { رواد السوق عبد الرؤوف طه 20 سنة أفادنا بأنه بالنسبة لاقبال الشباب على أجهزة الموبايل فقد صار التوجُّه نحو الأجهزة الصينية فهي رخيصة الثمن مقارنة مع النوكيا فهي تمتاز بالصوت العالي وإمكانية عمل شريحتين في نفس الوقت. أما النوكيا فلا أعرف عنها شيئاً. علي عبد الله سليمان قال أنا أتعامل مع النوكيا فقط. أما الأجهزة الصينية فهي صاخبة جداً وكبيرة الحجم ولا تتناسب معي أما النوكيا فهي قوية تتحمل الضغط والعمل المستمر وليست كثيرة الأعطال.