كل الناس يحبون نشر صورهم، ورؤساء التحرير جزاهم الله خيرا يرضون غرور الكتاب، فينشرون صورهم، وأيضا صورهن، ليتمتع الجميع برؤية الوجوه الجميلة .. في نظر الكتاب والكاتبات طبعا !! بعض القراء يتعلق بالكاتب، ويحرص على متابعة كتاباته .. مثل هؤلاء، يحتاجون لرؤية صورة كاتبهم، ليس للتغزل في ملامحه الساحرة، ولكن ليحسوا أن هذا الكاتب موجود فعلا، وأنه مثلهم ويشبههم، وأنه ليس شبحا، يكتب من وراء الدخان والحجب والضباب ! كاتب كبير .. كان شديد الحرص على نشر صورته .. لم يكن يكتب يوميا، لكنه لا ينقطع طويلا . أخبرني سكرتير التحرير في الصحيفة التي يكتب بها، أنه يملك لهذا الكاتب مئات الصور، وكلها مستنسخة من أصل واحد ! سألته كيف حدث هذا ؟ قال : الرجل يصر مع كل مقالة أن يرفقها بصورته، ورغم أننا أخبرناه مرارا وتكرارا، أن هناك شيئا اسمه الأرشيف الصحفي، وأن استدعاء الصور أمر لا يكلف المشرفين على التنفيذ والإخراج شيئا، .. إلا أنه لا يثق بما نقول، ويخشى أن ننسى صورته، أو نتكاسل عن إخراجها عند نشر مقاله !! صويحبكم له صورة في (الأهرام اليوم)، أراها بمنظاري عادية، وتعكس (الواقع) بتجاعيده وشيبه !! وتم نشرها مع أول عمود في (تحت الغيم) ..لكن مصحح الصحيفة .. الابن الصديق (وائل) .. اتصل بي قائلا : قم بتغيير صورتك يا أستاذ، فأنت (أوجه) مما تبدو عليه فيها !! طبعا (وائل) محب لجريدته، وحريص عليها، ولذلك يريدني أن أبدو وجيها جميلا، فمن يعلم، فقد تصطاد وجاهتي المزيد من القراء .. والقارئات !! لم أشأ كسر خاطره، فهو من أصحاب الرؤية والرأي، وسبق أن عملنا سويا في أكثر من صحيفة، فتوكلت على الله، وقمت بحلاقة شعري الأشيب الكثيف، ثم أخبرت الحلاق بأن يهتم بشاربي، فقد طال حتى بات يضايقني مأكلا ومشربا، وبعد ذلك سارعت للمصور، حتى يأخذ لي صورة تليق وجلال المناسبة !! وفي اليوم التالي كانت صورتي تتصدر العمود .. بكل ألقها ورونقها !! طبعا تنفست الصعداء .. فوائل لن يكرر طلبه، والعمود بات موعودا بمزيد من القراء .. والقارئات ، وحسبت أن الأمر انتهى على ذلك. لكن العسل لا يكتمل، فقد صحوت أمس الجمعة على اتصال من قارئة تقول : صباح الخير .. صورتك القديمة (منوّرة) الجريدة اليوم !! بعدها ببضع دقائق كانت الصحيفة معي، لأجد الصورة التي احتج عليها وائل وقد عادت للظهور .. مثل البعاتي الذي يعود لدياره بعد أن يواريه الناس التراب !! نصيبك كده يا شاطرابي !!