أعيد نشر هذا الجزء من عمود الأحد الماضي للخطأ الفادح الذي قمت بارتكابه عن غير عمد بالطبع وبتسرعي وغروري في ذاكرتي المثقوبة بادعائي أنني أقدر على تذكر الأبيات بشاعرها فنسبت الشعر لغير قائله مع أنني من المريدين للشاعر محجوب شريف شكراً للأستاذ (عادل) فقليل من يمنحك شرف تعليمك شيئاً أنت غافله عسى أن يكون درساً بالغ البساطة بأن أتحقق من نسب الأبيات لآبائها الشعراء أو فلأدع مسألة الاستشهاد هذه! نص رسالة التصحيح: الأستاذة مشاعر تحية طيبة وبعد { طالعت ضمن عدد الأحد من صحيفة (الأهرام اليوم) زاويتك الراتبة (في ما يتعلَّق) والمعنونة (هزِّي يا خرطوم ورزِّي..!). ولما كانت الكتابة الراتبة مدعاةً للدقة والتحري والتريث قبل إيراد المعلومات، وهو ما أراك قد درجت عليه كاتبةً، فقد عجبت لسهوك في نسبة مقطع الشعر (غني يا خرطوم غني.. شدي أوتار المغني) إلى (الشاعر الثوري هاشم صديق) كما زعمت! والحق أن المقطع من قصيدة (أغنية حب للخرطوم) لشاعر الشعب (محجوب شريف) وصدرت ضمن مجموعته الشعرية (الأطفال والعساكر) عن دار الوسيلة للنشر في أعقاب الانتفاضة 1986م. وعليه، جلَّ من لا يسهو! إنما عليك بأعراف الكتابة الصحفية وتقاليدها ومن قبل حتى لا نظلم شاعرنا محجوب شريف أو ننسب لشاعرنا الآخر عصارة فن غيره. عادل كلر الميدان { الجمعة الماضية وكما نعلم جميعنا زلزلت أرض الخرطوم زلزالها الخفيف الذي بحسب أهل الرصد والجو والأرض لم يتجاوز الثلاث من عشر بحسب ميزان (ريختر) لقياس الهزات الأرضية. لكن خفيف الهزّ لم يمنع أن يتساءل الناس مالها؟ { وكانت صاحبة السبق الإذاعة السودانية الرائدة في الإجابة عن سؤال الناس ثم قناة الشروق الفضائية ثم أخيراً تلفزيون السودان. ولن أتطرق لمكاتب القنوات الخارجية فهي كالعادة أسرع في عدتها وإعدادها مناّ! { وطفق أهل الأخبار يبحثون عن هاتف (د. معاوية شداد) المعروف ليحدثنا عن حالها الهزّة والخرطوم ولم يفد مذيعة أخبار الشروق بشيء جديد سوى أن الهزات الأرضية تم التعود عليها في الخرطوم وقال: «قبل كم سنة حدثت هزة أرضية خفيفة برضو»! ولم يحدد مقدار كم السنوات تلك وجعلها مفتوحة حتى لا يغالطه أحد في يوم زائد أو ساعة ناقصة. { أما د.( نايلة) مديرة إدارة البحوث بمركز الزلازل السوداني فقد أفحمت مذيع نشرة العاشرة بتلفزيون السودان بعدم علمها عمّا يتساءلون (الناس)، لكنها وللحق فقد عددت بدقة بحثية الأعوام التي فيها هزّت الخرطوم قشرتها الأرضية ورزّت! { وصدر الناس أشتاتاً في آرائهم البعض يعلل والآخر يحلل والأكثرون يكثرون من الاستغفار والتسبيح فقد صادفت الهزّة يوم السابع والعشرين من رجب المبارك رغم اختلاف العلماء في بدعة الاحتفال به أو الصوم تقرباً أو حتى الكرامات وهذه مصادفة تجد في نفوس الناس هوى الغيبيات الذي يؤكده أهل العلم والجو بعدم تبريرهم العلمي لما حدث نهار الجمعة الماضية! { المعللون يقولون إنها بفعل فاعل! بمعنى أن المتسبب فيها الإنسان وآلياته الثقيلة ومصانعه ومخلفاتها الكثيرة المضرة و...و...إلخ.. والتي تضر بالقشرة الخارجية للأرض وتذهب عميقاً الى الداخلية فتؤثر فيها وتتأثر بها فتهتز قليلاً ومن جراء الحفر والتنقيب غير العلمي ولا الرشيد للبحث عن خزائن الأرض غير المعلومة من ذهب وبترول ومعادن أخرى يكشفها جهاز التنقيب عن الألغام وهي كذلك مشتبه بها وضليعة في هزة الخرطوم. { والمحللون يرون أن الضغط الكبير الذي تتعرض له القشرة الأرضية في الخرطوم من جراء السيارات والأقدام والحفر بغرض البناء، ...إلخ.. أضعف الصفائح التحتية التي ترتكز عليها وعرّض الطبقات الداخلية الى الإصابة بمرض الزلزلة الذي يصيب القشور الأرضية ويحيلها متصاعدة الى تراب غير متماسك الذرّات ثم بعد قليل يهتكها فتنهار بكاملها على الأرض ذاتها. { وأهل العلم والرصد والجو الذين ينتظرون الكوارث الطبيعية مثل هذه لتأكيد وجودهم وضرورة عملهم لا يعرفون ماذا ينطقون؟ ولا يبررون الهزة التي تعرضت لها ولاية الخرطوم دون غيرها من مناطق في السودان بل ومناطق محددة في الولاية دون غيرها كذلك وينتظرون أن يقوموا بدراسات تؤكد السبب. { لكنهم ينثرون غبار الطمأنينة بين أذان المواطنين بأن هزة مثل هذه خفيفة لا تبعث الخوف ولا القلق في النفس ولا على الأموال لكن الإجراءات الاحتياطية ضرورية كأن لا يسكن مواطن في مكان عالٍ وأن يتخيّروا الأماكن المفتوحة في حين حدوث هزّة أخرى غير معلن ميقاتها، وفي حال حدوثها فهم لن يبرحوا عاكفين حتى تنتهي وحالهم العلمي يردد على نسق مقطع الشاعر الكبير (محجوب شريف): «غني يا خرطوم وغني شدي أوتار المغني» الى ( هزي يا خرطوم ورزي.. شدي أوتار الأراضي والقشور المهتريّة)!!