الحاجة مريم أحمد كرار أم لعشرة من الأبناء، ستة أولاد وأربع بنات، وهي مزارعة بمنطقة الموريب بمحلية العباسية تقلي جنوب كردفان. وكما هو معروف في تلك المناطق المرأة تشارك الرجل في المعيشة بأكثر من (50 %) من دخل الأسرة لذلك نجدها تعمل دائماً في الحقل، ولكن الحاجة مريم وهي مثال فريد بدأت تفكر في زيادة دخلها فعملت في مجال التجارة بجانب عملها في الزراعة فكانت تبيع الملابس ما بين الحصاحيصا والموريب وبعد أن زاد رأس مالها فكرت في تجارة السلع الاستهلاكية ومواد البناء وغيرها من المواد الأخرى على الرغم من أن هذا المجال يخشاه الكثير من الرجال وغير مألوف لدى النساء لأنه مكلف ويحتاج الى قوة تحمل وسرعة تصرف؛ لأنه مجال ربح وخسارة لذا تقوم الحاجة مريم باستئجار (دفار جامبو) أسبوعياً وتحمِّله بالخضروات والفواكه التي توجد في تلك المناطق مثل النبق والتبلدي والقضيم والعرديب بالإضافة الى الفحم وتذهب بها إلى سوق أم درمان وتعمل على توزيعها على التجار من زبائنها في سوق أم درمان والأسواق الأخرى وتظل حتى تنتهي بضاعتها وتشتري سلعاً أخرى تحتاج اليها منطقتها من مواد استهلاكية ومواد بناء بجانب الوصايا والتكاليف من قبل أهالي منطقتها لتلبية احتياجاتهم. نجد أن الحاجة مريم ملمِّة بجميع تفاصيل الرحلة من نقاط مرور ورسوم التي تبدأ من أم درمان حتى سوق القردود الذي يقع جنوب المنطقة الشرقية وهو أكبر سوق يجمع أكثر من خمس ولايات وتبدأ في توزيع بضائعها ثم تواصل حتى الموريب فالكل يعرف الحاجة مريم وهي معروفة بدقة مواعيدها وأمانتها في توصيل الوصايا، لذلك دائماً ما يعتمدون عليها وهي أنموذج للمرأة الكردفانية المكافحة التي تساند روجها وتقف معه في شدته.