إن الأرواح الغالية التي تزهق ولا تزال كل يوم تحت انقاض السيارات السريعة باتت تشكل مأساة انسانية ونزيفاً متواصلاً من الاحزان فقد راح ضحية هذه الطريق خلال السنوات العشر الماضية اكثر من 1500 مواطن ومواطنة اكثرها حوادث سيارات النقل التي تودي بحياة العشرات في حا دث واحد. انني من هنا لا اغفل الشكر الجزيل والتقدير المشهود لكل المجهودات التي ظلت تبذل من جهات الاختصاص لمعالجة هذه الكوارث البشرية المؤسفة ولكن لا يزال الجرح نازفا واشلاء الضحايا ينفطر لها القلب ويزداد الجرح جرحاً حين يكون ضمن الضحايا اطفال لم تتعد اعمارهم العامين. انها صفعة في جبيننا وكثراً ما يختفي جراء الحادث اثر اسرة كاملة. من هنا اتوجه واناشد بل واحرض وبناقوس مسموع اخي العزيز المهندس إبراهيم حامد محمود وزير الداخلية واخي وصديقي المهندس عبد الوهاب عثمان وزير الطرق وأخي اللواء وديدي مدير المرور اتوجه اليهم جميعاً بهذا النداء الانساني الخالص، كلٌّ في دائرة اختصاصه بداية من الخطوة الاولى وهي ادارة المرور عند منح رخص القيادة التي يجب أن تتم بعد اخضاع المتقدم لها لتدريب عملي مكثف وتدريب نظري علمي بشأن اشارات المرور ومنعرجات الطرق السريعة وان تعمل ادارة المرور بقدر المستطاع على تثبيت مراكز مراقبة في الطرق السريعة مزودة بأجهزة فعالة لضبط السرعة وسلامة المركبات. وكبح التهورات والتعديات غير المحسوبة بوعي واستنهض وزارة الصحة للقيام بمسؤولياتها تجاه انقاذ ما يمكن انقاذه من المصابين وذلك بعمل مراكز اسعاف في الطرق السريعة التي تبعد عن المستشفيات بأكثر من 30 كلم مثلاً ثم تجيء المناشدة الأهم اخي الصديق المهندس عبد الوهاب عثمان وزير الطرق الذي نشهد أنه ابلى بلاءاً حسناً ومشهوداً ابان توليه حقيبة وزارة التخطيط العمراني وقد سررت جداً قبل ايام عندما سمعته عبر الاعلام يؤكد الفراغ من طريق الخرطوم مدني الجديد المزدوج خلال شهور بإذن الله هذا الطريق الجهنمي الذي لم تستطع الحكومات المتعاقبة خلال اربعين عاماً ايقافه في حده لكأننا لم نسمع قول سيدنا عمر الفاروق قبل 1430 عاما «لو عثرت بغلة في شط العراق لخشيت أن اسأل عنه.. لِمَ لَمْ امهد لها الطريق ؟؟» ابدأوا الآن بطريق مدني يرحمكم الله.. مدير بلدية دبي سابقاً