{ هاهي زهرة جديدة تتفتح في حقل إصداراتنا الثقافية، مجازاً إن كانت لدينا إصدارات على ذاك النحو.. والزهرة هي صحيفة أسبوعية تُعنى بالثقافة السودانية، اتخذت لها اسماً (الثقافي) وتقع في (16) صفحة (استاندر) صادرة عن المجلس القومي لرعاية الثقافة والفنون. { صحيفة ثقافية شاملة تجيئ في زمن أصاب الجفاف والقحط عروق مجلاتنا: (الخرطوم) منها و(الثقافة السودانية) اللتان تصدران حسب التساهيل.. لاهما متوفرتان بالمكتبات.. ولا موجودتان في أيدي من يرغبون في الاطلاع عليها.. تولدان في صمت وتغيبان في صمت، إلا من إشارات خاطفة في صحافتنا الثقافية.. ولا ندري هل تُطبع منها نسخ محدودة توزع فقط على من يساهمون في كل عدد؟ وهل يكفي فقط أن نطلق الصيحات من حناجرنا بأن لدينا مجلات ثقافية.. والسلام؟ لماذا نهزم الفكرة بعدم التخطيط في استمراريتها؟ { المأمول الآن في ظل وزارة للثقافة استطاعت أن تنفك من إسار قيود (الشباب) و(الرياضة) و(السياحة) هذا الثلاثي الذي لم يكن (مَرِحاً) وقد كان يمتص منها أية عافية دعم للثقافة فأصبح مثل (القراد) بالنسبة لها.. إن المأمول ونحن نستبشر خيراً بالأستاذ السموأل خلف الله الهميم وصانع ثقافة متميز وما (أروقة) ببعيدة عن الأذهان.. بأن يوفر المناخ الذي تستطيع فيه ولو واحدة من المجلتين المذكورتين آنفاً، أن تصمد في الصدور شهرياً بلا انقطاع. { ما أوردناه ليس ببعيد عن شفقتنا على هذه الإصدارة (الثقافي)؛ إذ من السهولة أن نوقّع على دفتر الحضور (الميلاد) ولكن من الصعوبة أن نحافظ على هذا (الحضور) في زمان الناس هذا وخاصة مع قلة (حيلة) الدعم المتواصل، وإن كنا نثق بأن الخطوة كانت مدروسة وخاصةً أنه على رأسها الأستاذ صديق المجتبي مبدع وراعٍ لها وهناك المدير العام نادر محمد عبد الرحيم ويبحر بها الصحافي الناقد والقاص عامر محمد أحمد حسين والأديب منصور الصويم وهما ناشطان في الصحافة الثقافية. { يأتي إشفاقي على التجربة من الطموح الذي ورد بكلمة (الثقافي) حسب ما ذكره رئيس التحرير بها فإن هذه الإصدارة غير معني بها القارئ داخل الوطن فحسب ولكنها تستهدف (القارئ السوداني المهاجر) و(القارئ العربي والأفريقي حيث وجد، واستكتاب أقلام من كل أوطاننا في العالم العربي الكبير وأن نقوم أيضاً بترجمة روائع الأدب العالمي). فلنبدأ مشوار هذا (الميل) من الطموح المشروع. و(أخبار الأدب) المصرية مثال يُحتذى.. فلنبدأ بأن نرسخ أولاً هذه التجربة بأن تكون متاحة للقراء بالمكتبات في الخرطوم والولايات ولنبحث عما هو أمثل في (التوزيع)؛ إذ يكفينا المخزون من مجلتيْ (الخرطوم) و(الثقافة السودانية)!! { فلنحتفي معاً بهذه الزهرة الثقافية (الثقافي) وذلك من خلال مؤازرتها (كُتّاباً وقراء) حتى تغرد داخل سرب مشهدنا الثقافي ونجعل منها سجالاً حقيقياً يتطلبه واقعنا الثقافي لنؤسس بها مناخاً معافى للإبداع والنقد. تسعة مساطيل حبوا يبقوا مشهورين، كوّنوا فرقة موسيقية وسموا أنفسهم (ثنائي النيل)!!