أماط تقرير لمجلة "فورين بوليسي" الأمريكية اللثام عن دور كبار مهربي الحشيش في شبه جزيرة سيناء وعلاقتهم القوية بقيادات أمنية رفيعة المستوى ساهمت في الإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسي. وأوضحت المجلة أن سعي مرسي القوي لإنهاء هذه العلاقة مثلما حدث تمامًا مع وزير الداخلية الأسبق أحمد رشيدي في ثمانينيات القرن المنصرم، حينما نجحت تلك المافيا في عزله لمحاولته أيضًا القضاء على هذه التجارة في سيناء. وقالت المجلة: في مارس عام 1986 ظهر شكل جديد وقوي من الحشيش في شوارع القاهرة أطلق عليه "باي باي رشدي" نسبه إلى وزير الداخلية المخلوع حينها أحمد رشدي الذي سعى لشن حملة لمكافحة المخدرات على الصعيد الوطني، فرشدي أقال مسؤولين في وزارة الداخلية لتورطهم في تجارة المخدرات، بما فيهم قادة رفيعي المستوى من قوات الأمن المركزي. وأضافت: إن المشاكل في شبه جزيرة سيناء ليست جديدة، نفوذ زعيم قبلي يدعى "إبراهيم" اشتكى إلى مرسي بشأن معاملة البدو السيئة من الأمن، ومن يومها سعى مرسي للقضاء على الفساد في الشرطة والجيش، وفي أغسطس 2012 قتل 16 جنديًّا مصريًّا، وبعدها قام مرسي بإقالة وزير الداخلية محمد إبراهيم، ووزير الدفاع حسين طنطاوي، ورئيس جهاز المخابرات. وأشادت "إسرائيل" بالتحركات المصرية حينها وقال عاموس جلعاد: "ما نراه في مصر هو غضبة قوية، وتصميم من النظام والجيش لفرض النظام في سيناء لأن ذلك هو مسؤوليتهم"، كما كثفت "حماس" دورياتها على جانب الحدود لإيقاف نشاط تلك المافيا التي ترتبط بعصابات "إسرائيلية" لتهريب المخدرات وخاصة الحشيش. وأوضحت أن محاولة مرسي القوية لتطهير قطاع الأمن المركزي الذي ترتبط قياداته بشبكات التهريب كانت حافزًا قويًّا لمشاركة جنود الأمن المركزي في التظاهرات التي خرجت في 30 يونيو للمطالبة بعزله، فقد بدأ مرسي وكبار مساعديه لاستكشاف إمكانية إجراء إصلاحات شاملة للوزارة، والتي تضمنت إعادة تدريب قوات الأمن المركزي، فمرسي وجه رسالة لكبار المسؤولين الأمنيين مفادها: "نتوقع من الوزارة إصلاح نفسها". ونقلت الصحيفة عن ضابط رفيع المستوى في وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" قوله: إن ""الإسرائيليين" كانوا سعداء فعلاً مع ما كان يقوم به مرسي، وكانوا مستاءين من وزارة الداخلية التي تخدم أكبر المشاريع الإجرامية في مصر"، وهذا ما يفسر لماذا كان هناك اتفاق واسع بين ضباط المخابرات الأمريكية مع مرسي، والآن مع السيسي، فهم يسعون للقضاء على شبكة تجارة المخدرات والمهربين الذين يريدون إعادة تأكيد سيطرتها على المنطقة. وقال زعيم محلي في تصريحات لصحيفة "لوس أنجلوس تايمز": "ليس هناك تنظيم القاعدة في سيناء أو أي شيء من هذا القبيل.. ربما فكر أصولي جاء إلى المنطقة بسبب الفراغ الأمني.. انظر إلى ما حدث في مصر على مدى الشهرين الماضيين... أنا أرى مأساة.. أعتقد أن مرسي حاول حقًّا تغيير الأشياء.. حاول حقًّا إصلاح النظام وإصلاحات شملت الأمن المركزي.. ربما كانت هذه هي المشكلة". واختتمت الصحيفة تقريرها بالقول: "إنه بعد تعاون مافيا المخدرات في الإطاحة بالرئيس مرسي أصبح لديهم فرصة الآن لتسمية نوع جديد من الحشيش "باي باي مرسي" ".