خلال زيارتي لبعض دول الخليج التي كتبت عن جانب منها في اتكاءة محارب رأيت أن ألقي الضوء على جانب آخر له اهتمام كبير لدى المغتربين وهو في حد ذاته مهم وضروري لترابط المغتربين في كل منطقة وخلق مجال للتكافل والتعاضد والتآزر بينهم، والمساهمة في العمل العام بمناطق أهلهم. الأخ يوسف عبدالرحيم صاحب المقال المنشور أدناه رجل نشط ومبدع على المستوى الجهوي والقومي التقينا في الرياض وعرفت من خلال حديثي معه ومع بعض أبناء المنطقة «القرير» أنه من رعاة العمل العام ومن النشطين في هذا المجال ولا شك أن معه عددًا كبيرًا من أبناء المنطقة لا يتسع المجال لذكرهم ولكن تجدهم دائماً حضورًا في موقع أبناء المنطقة بالنت وعلى سبيل المثال لا الحصر الأخ «مامان». مقال يوسف حضيري تناول جوانب مهمة لأنشطة المغتربين وضرورة تلك الأنشطة وتأثيرها الإيجابي على الأهل بالوطن.. تناول الأخ يوسف نشاط الجمعيات وأنواعها على مستوى مدينة الرياض بالمملكة ويقول في مقاله: حديثي سيكون على مستوى مدينة الرياض وإذا صح التقسيم ففي تقديري أن الجمعيات في المهجر تنقسم إلى ثلاثة أقسام 1/ جمعيات مجتمع مدني «خدمية خيرية» 2/ جمعيات مهنية 3/ جمعيات جهوية 1/ جمعيات المجتمع المدني: عدد كبير جداً تفيض به مدينة الرياض من هذا النمط وهي في حقيقة الأمر تتشابه جلها تختلف فقط في المسميات ولكنها من حيث الأهداف العامة واحدة «العمل الجماعي العمل الخيري» وهنالك حقيقة ثابتة أن هذا النمط من الجمعيات مصدر تكوينه واحد أي دائماً ما تبدأ جمعية واحدة ولكن سرعان ما يدب الخلاف بين أفرادها حول المناصب والمنابر وليس المبدأ أو المنهج للأسف الشديد وبالتالي تنقسم نفس الجمعية إلى اثنين أو ثلاثة تحمل نفس الأهداف وتختلف من حيث المسمى والشخوص فقط، ومن الأخطاء الكبيرة المؤثرة أن الجهة ذات العلاقة لتسجيل الجمعيات «السفارة» تقبل تسجيل كل هذه الجمعيات حتى وإن كانت ذات أهداف متشابهة أو أنها ناتجة عن انقسام يحمل نفس خصائص وجينات الجمعية الأم وفي تقديري أن هذا النمط من الجمعيات ذو أثر ضعيف جداً إن لم يكن مفقوداً تجاه المغترب السوداني أو ناحية انعكاسه على الحياة السياسية السودانية لاسيما وأن منطقة الرياضة لم يتكون بها مجلس للجالية يجعل لهذه الجمعيات أثر سياسي من حيث التشكيل والأغلبية.. إلخ . كما أن جل عضويتها دائماً ما يكون من محبي الأضواء دون فعالية أو فكر وبالتالي دائماً ما يشكلون خميرة العكننة التي ينتج عنها الانقسام غير المسبب إضافة إلى عجزها المادي الذي لا يتسق مع طبيعة أهدافها. 2/ الجمعيات المهنية: من الأول يتحمس الأعضاء من المهنة الواحدة لإنشاء هذه الجمعيات «أطباء محامين.. إلخ» وبآمال عراض لمعالجة إشكاليات الاغتراب «تعليم صحة.. إلخ» من خلال أعمال الجمعية المهنية ولكن سرعان ما تقعد الاختلافات السياسية مثل هذا النمط عن أهدافه حيث إن أعضاء الجمعيات المهنية دائماً من تنظيمات حزبية مختلفة ومتقاطعة وفي تقديري أن أثر الجمعيات المهنية على الحياة السياسية سلبي بالدرجة الأولى إذ أنه دائماً ما يفرخ للاختطاف ويعمق من سلبياته ويعيد إنتاج مشكلات الداخل السياسية وسط عضوية الجمعية المهنية لاسيما وأنها دائماً ذات عضوية مستنيرة ومتابعة ومتطلعة. لذا هي دائماً دون طموح أعضائها في حل إشكالاتهم الاغترابية ودائماً في حالة خلاف سياسي وآيدلوجي بين أعضائها. 3/ الجمعيات الجهوية: هي ذات الأثر الإيجابي في محيط المهاجر في الخارج وبالضرورة تنعكس أعمالها إيجابياً على المنطقة الجغرافية المعنية واشتهر الإقليم الشمالي«محس حلفاويين دناقلة وشايقية» بإنشاء هذا النمط وأثر هذا النوع سياسياً واجتماعياً وحتى تنموياً واضح جداً للعيان ومن أهم أسباب نجاحها بعدها عن إعادة إنتاج مشكلات الداخل كما لا يوجد خلاف أو نزاع يذكر حول قيادتها إذ أنها دائماً ما تكون في إطار الأسرة الكبيرة والجد الواحد للجميع كما أنها صاحبة أيادٍ بيضاء على المنطقة «إصلاح مدارس إجلاس الطلبة صيانة وبناء المساجد والخلاوي» مساعدة الأسرة المحتاجة داخل النطاق الجغرافي العيدية في العيدين كيس رمضان.. إلخ» كما أن من آثارها الإيجابية حفظ غير العاملين من أبناء المنطقة بعيداً عن عوز المهاجر عند قدومهم لأول مرة أو عند فقدانهم لوظائفهم كما أنها مكان مناسباً لتوحيد الرأي السياسي تجاه القضايا السياسية العامة. وفي تقديري أن ما تقوم به هذه الجمعيات بالولاية الشمالية على مر العصور والمراحل من عمر السودان يفسر للجميع ماهية وكيفية التنمية المستمرة في الإقليم أيًا كان حجمها فهي دائماً بأيدي ابناء هذا الإقليم من خلال جمعياتهم في المهاجر المختلفة ويظنه الغير أن الدعم الحكومي له أثر في ذلك ويفسر بأنه انحياز من الحكومات لهذا الإقليم وقد يسأل البعض، لماذا لا تقوم جمعيات جهوية في باقي أقاليم السودان لتضطلع بمثل هذا الدور؟! والإجابة واضحة بعدم امكانية ذلك نظراً لعدم توفرالظروف المحيطة مثل انتماء أبناء الجمعية لقبيلة واحدة وأسرة واحدة وأهدافهم واحدة تتمثل في خدمة متطلبات أهلهم بالداخل.. إلخ { التحية للأخ يوسف عبد الرحيم حضيري والتحية لجميع المغتربين بالمهجر نسأل الله لهم التوفيق والعودة للوطن غانمين ظافرين.