الإخوة الأعزاء رفقاء السلاح قدامى المحاربين ونحن في رحاب هذا الشهر المبارك تحتفل قواتنا المسلحة بالذكرى الخامسة والخمسين لاستلام أول قائد عام قيادة القوات المسلحة وعبر صفحة «الاتكاءة» نتقدّم بالتهانئ العميقة الصادقة لجميع أفراد القوات المسلحة قيادة وقادة وأفراد في جميع أنحاء وطننا العزيز ونترحّم على الفريق أحمد محمد باشا الذي كتب اسمه في قائمة الشرف كأول قائد عام ونحيي أبناءه وأحفاده وجيمع أفراد أسرته ونحيي قدامى المحاربين الذين حملوا معه ومن بعده العبء دفاعاً عن الوطن وصوناً لترابه ومكتسباته. والتحايا العطرة والتقدير والاحترام والإجلال لشهدائنا الذين تقدموا الصفوف فداءً للوطن ولم يبخلوا بأرواحهم في عزة وشموخ، والتحية لأسرهم على امتداد الوطن، والتكريم والتقدير والأمنيات الصادقات للمصابين والجرحى بعاجل الشفاء وأن يجعل كل إحساس بالألم وكل قطرة دم روت الأرض في ميزان حسناتهم أضعافًا مضاعفة. تشارك أسرة «اتكاءة محارب» عبر صفحتها احتفال القوات المسلحة بعيدها عن طريق إبراز التطوّر العلمي والمعرفي الذي ينتظم مؤسساتها التعليمية وذلك بتسليط الضوء على الجوانب العلمية التي سيكون عائدها غير محدود رفعة للقوات المسلحة. وهكذا كانت الاتكاءة في عددها السابق تتحدّث للشعب السوداني من داخل جامعة كرري عبر مديرها ونائبه ووكيلها حديثاً وضح بالأرقام ما تقوم به الجامعة وبالبيانات الأهداف التي من أجلها قامت الجامعة وحجم المساهمة التي تساهم بها في مسيرة التعليم العالي. اليوم نخصِّص صفحتنا في نفس الاتجاه، اتجاه مسيرة الارتقاء الذي تسعى إليه القوات المسلحة نسلط الضوء من خلالها على مرفق تعليمي يعتبر قمة التأهيل والإعداد لقادة المستقبل في مجال الخدمة المدنية والعسكرية والأمنية قيادياً وسياسياً وتنفيذياً ونستصحبكم معنا لنقف على ما يجري داخل أكاديمية نميري العسكرية العليا وهي تعد العدة لنقلة علمية تقنية كبرى تخرج بها من حيز المكان المحدود إلى رحابة الساحات والقاعات والإيواء خدمة للعلم والمعرفة ورقياً بالأسلوب في التواصل والتلقي عبر الشبكات والإنترنت، وإفساح المجال لكل باحث عن المعرفة والنقلة وليس مجرد تبديل مكان بمكان ولكن هو مشروع لنهضة علمية معرفية لتحقيق الفوائد القصوى من مناهج كليات الأكاديمية المختلفة كل في مجال تخصصاتها.. فإذا كانت كلية الدفاع الوطني التي هي أساس نشأة الأكاديمية منوط بها تأهيل قيادات المستقبل في مجال الخدمة المدنية والعسكرية من خلال دراسات قوى الدولة الشاملة، فإن كلية الحرب العليا تقوم من خلال منهجها الذي يستند إلى الدراسات الإستراتيجية في مجال التخطيط الإستراتيجي لتأهيل قادة المستقبل لإدارة الحرب المشتركة ووضع الخطط في المستويات الإستراتيجية والتعبوية التي تحقق الدفاع عن الوطني والنصر في الصراعات المسلحة. لقد كان الهدف من إنشاء الأكاديمية العسكرية هو إعداد قيادات شابة ذات قدرات علمية رفيعة في مجال الخدمة المدنية والعسكرية يعتمد عليها في إدارة مؤسسات الدولة تنفيذياً وأمنياً وسياسياً وإدارياً وخلق تناغم وإيقاع متسق بين تلك القيادات من خلال المنهج الدراسي الموضوع بدقة وخبرة يقوم بتنفيذه خبراء كل في مجال تخصصه. وإذا نظرت أخي القارئ الكريم لأسماء الدفعة الأولى والدفعة الثانية من دفعات كلية الدفاع الوطني للأعوام 1983م و1984م لوجدتهم جميعهم قامات سامقات وعلماء أجلاء وقادة عظام يفخر الوطن بهم ويعتز بقدراتهم ويتشرف بما وصلوا إليه من مكانة ومعرفة وما قدموا لهذا الوطن من خدمات جليلة بتجرد وصدق وأمانة. وشخصي الضعيف يشهد أن اختيار تلك القيادات كان يتم مباشرة تحت إشراف وقرار الرئيس نميري القائد الأعلى للقوات المسلحة وقد كنت مديراً لمكتبه في القصر. إن مناهج كليات أكاديمية نميري العسكرية العليا موضوعة بدقة لتحقيق الأهداف المخطّط لها، وانتقال الأكاديمية لموقعها الجديد المصمم لتوفير كل متطلبات الدارس من خلال سهولة الحصول على المعلومات عن طريق الشبكة العنكبوتية سيحقق ذلك نقلة نوعية متقدمة تضع الأكاديمية في مصاف المؤسسات العلمية العسكرية على مستوى العالم. التحيّة والتقدير لأكاديمية نميري العسكرية وهي تنتقل لموقعها الجديد والتحية والتقدير للذين يقفون وراء هذا العمل العظيم.