النشر وسيلة سهلة للتواصل ونقل المعلومات وهي من مكونات الآلة الإعلامية التي تعتمد عليها ثورة المعلومات في تغيير حياة الأمم للأفضل وهذا هو الفهم العام للنشر، إذ لا يخرج عن كونه صورة سهلة من صور الاتصال الجماهيري ولكن نحن خصّصنا من أنواع النشر ما يُعرف بالنشر الضار وسوف نطوف في بعض أنواعه وأشهرها الذي يعكس عدم توصيل الجهات العدلية للجناة إثر ارتكابهم لجرائم كبيرة استُخدمت فيها أساليب متطورة أو تلك التي لم تفكّ طلاسمها بعد، وفي هذه الحالة فإن النشر يعطي رسائل سالبة للمجرم بأن تزيد ثقته بنفسه وتحفزه على ارتكاب جرائم أخرى مشابهة مستغلاً عجز الجهات المعنية عن كشفه أو أن تُغري غيره بالسير في نهجه وكل ذلك من شأنه بث الفوضى والتهديد الأمني للمواطنين أو الدولة، وعلمت أن بعض الدول في محيطنا العربي سنّت تشريعات وأصدرت قوانين تجرِّم هذا النشر بل وتعاقب مرتكبيه لما فيه من تهديد للاستقرار بصورة واضحة بل وعدم الوطنية بإبراز القوات النظامية المنوط بها حماية الناس في موقف العاجز وتمجِّد بصورة أو أخرى المجرم.. وتجد نوعًا آخر من الكتابات يجنح للإثارة ولفت الانتباه ويقوم بسرد الواقعة سردًا قصصيًا فيه كثير من التشويق موضحًا الخطوات وكثير من الحيل والخطط الذكية التي انتهجها المجرم في تنفيذ جريمته قاصدًا بذلك جذب القراء وهو لا يدري أنه أنتج مجرمين جددًا استهوتهم هذه الطرق في التنفيذ أو الذين يحبون التقليد والتجربة ومن أنواع النشر الضار تناول القضايا والوقائع قيد النظر أمام المحاكم المختصة لما فيه من تكوين رأي عام يعيق سير العدالة أو يشوِّش عليها، ومن النشر الضار ذكر الأسماء وعناصر القوات النظامية التي نفذت القبض على كبار المجرمين والمتاجرين في المخدرات والسلاح لما فيه من تهديد واستهداف مباشر من قبل هؤلاء المجرمين لهذه العناصر ويقوم الكتاب في هذه الأحوال عادة بحسن النية أو بغرض السبق الصحفي ولا يدرون أنهم بذلك يعرضون حياة الناس للخطر واقتصاد الدولة للخراب. وكذلك عمل الحوارات المطولة واللقاءات الصحفية مع العائدين من أسرى الحروب فيتناولون قصصهم لإبراز دورهم البطولي في التخلص من الأسر وهم بذلك يعرضون بقية الأسرى هناك للخطر وقد يتم التخلص منهم بتصفيتهم جسديًا انتقامًا منهم لما فعله زملاؤهم أو التضييق عليهم حتى لا يجدوا سبيلا للتحرر. فهذه بعض صور النشر الضار المؤثر على العملية الأمنية وله صور أخرى تؤثر في النواحي الاجتماعية وخصوصيات الناس مثل النشر الإلكتروني التطفلي في بعض المواقع ونشر الفضائح والأسرار كتابة أو نشر صور ثابتة أو متحركة بغرض الكيد. وقد أجمع الباحثون وقادة الرأي والفكر أن عدم مراعاة قواعد النشر في عالم الجريمة وعدم التروي في أخذ المعلومة من مصادرها والتسرع المخل يساعد على إفلات الجناة ويعيق سير العدالة ويعرض حياة الآخرين للخطر والمضايقة الاجتماعية، وبالرغم من ذلك نجد الإعلام عمومًا والنشر خصوصًا شريك أصيل في العملية الأمنية إذ أنه يلعب دورًا كبيرًا في التوعية الأمنية لمخاطبته فئة كبيرة ومستنيرة في المجتمع ومؤثرة سلبًا وإيجابًا عليه. ياسر آدم بدين أفق قبل أخير شكراً للأخ ياسر على هذه الإفادات العلمية المهمة وسوف نفصل في هذا الأمر بإذن الله في كتابات قادمة. أفق أخير طالعت عنوانًا كبيرًا لصحيفة تكتب: فنانة مشهورة تحمل بدون زواج