إن الصراع بين الحق والباطل وبين الخير والشر وبين الإسلام وأعدائه قديم قدم الإسلام فقد واجه الرسول «صلى الله عليه وسلم» منذ بداية الدعوة صنوفاً من العذاب وألوانها وصبر على أعدائه من المشركين واليهود.. حتى أيّده الله بنصره. لقد بدأت اليهودية والنصرانية.. هذه الحرب من أول يوم لقيام الدولة الإسلامية في المدينةالمنورة والتاريخ سجل لهم وقائع الحرب الضروس التي شنّها اليهود من ناحية، والمشركون من ناحية ثانية والنصارى من ناحية ثالثة وذلك بمجرد أن أحسّت الدولة الرومانية بقيام الدولة الجديدة في شبه الجزيرة العربية، وتصدى المشركون لحرب الإسلام عن طريق الدعم بالمال والسلاح والرجال وشاركهم اليهود بالكيد والدس والخبث ونشر الإشاعات والحرب النفسية ومحاولة تشكيك المؤمنين في كل ما جاء به الإسلام وفي صدق النبوة بكل ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم فضلاً عن إثارة الفتن بينهم وبين تأليب القبائل عليهم وإحياء الحساسيات القديمة القائمة وتشجيعهم على غزوهم واستمالة المنافقين وضعاف النفوس إلى صفوفهم لاستخدامهم في تمزيق الصفوف «الطابور الخامس» وتفريق الكلمة وبث روح التخاذل ونقل المعلومات العسكرية للقضاء عليهم وقد حاولوا جهدهم قتل الرسول «صلى الله عليه وسلم» أكثر من مرة.. أما النصارى فقد أعدوا العدة وجهزوا الجيوش لغزو الدولة الجديدة قبل أن تثبت أقدامها وتنطلق لتوسع نفوذها في الأرض فلما فشل هؤلاء وأولئك في وأد الدعوة الإسلامية والقضاء على أتباعها وعصم الله رسوله صلى الله عليه وسلم منهم ونصر أولياءه ومكنهم من الأرض فحاولوا الكرة في أشكال وصور متعددة كالحروب الصليبية والإغارات المستمرة على دولة الإسلامة بين الحين والآخر حيث لا تزال الروح الصليبية تسيطر على نفوس الأوربيين وتكيد للإسلام والمسلمين رغم لك التطور الهائل والتغيير السياسي والاقتصادي والفكري والعقائدي.. كذلك الحال مع اليهود الذين أكرمهم الإسلام وفتح لهم المجال وآمنهم على أنفسهم وأموالهم وعبادتهم ونشاطهم ولم يكن لهم في أوربا من ينقذهم من الاضطهاد الواقع عليهم سوى الأندلس المسلمة ومع كل ذلك فقد ظلوا يحاربون الإسلام ويهدمون حصونه.. في محاولة للقضاء عليه وعلى أتباعه ويضعون أيديهم في أيدي الحاقدين من الصليبيين للقضاء على الإسلام مستغلين فترات ضعف المسلمين وعدم تمسكهم بكتابهم وعقيدتهم، فيجردونهم من سلاح قوتهم ويغزونهم فكرياً وروحياً، من هنا كانت الطامة الكبرى في تضييق الخناق على المد الإسلامي ومحاولة حصاره والحد من نفوذه وانتشاره مما أدى إلى وجود أقليات إسلامية كثيرة من العالم وخاصة بما يسمى بدول العالم الثالث.. وأولها ما يجري الآن في السودان: { سلفا كير ووزير خارجية إسرائيل ووزيرة الخارجية الأمريكية يخططون لتمزيق السودان وهذا ما أفاد به الفريق محمد أحمد عرديب مستشار رئيس دولة الجنوب وهذه الإفادة لم تكن سراً فسبقه إليها العميد «موساد» موشي فيرجي «2007م» عندما أصدر له مركز دراسات جامعة تل أبيب وهو مركز مختص في دراسات إفريقيا والشرق الأوسط بتمويل من جهاز الموساد «كتاب جنوب السودان وجهاز الموساد» وكان قبل ذلك وبعد حرب النكسة «1967م» قالته رئيسة مجلس الوزراء الإسرائيلي «جولد مائير» لا بد لإسرائيل من تفكيك السودان حتى تأمن إسرائيل عدم استفادة السودان من تعديه الإفريقي والعربي وثرواته الطائلة.. ثم أعقبها كل الرؤساء الذين عملوا برئاسة مجلس الوزراء الإسرائيلي وهم يضمرون حقدهم على تفتيت السودان حتى جاء بالأمر الواضح والقرار الصريح وذلك ما قاله وزير شؤون الأمن الإسرائيلي موشيه آخي دختير في محاضرته المشهورة عند عزم إسرائيل على تفتيت السودان وأنها عكفت على ذلك قبل «50» سنة وهي تجمع معلوماتها وبحوثها من مصادر داخل وخارج السودان.. وقال بدأنا تفتيت السودان بإستراتيجية «شد الأطراف وبترها» وأوكل ذلك لجهاز الموساد ومجلس الوزراء وقد تم بالفعل فصل جنوب السودان من خلال اتفاقية نيفاشا التي رسم من خلالها خطى الانفصال حتى تم ذلك عام «2005م» وفي يوم «9/7/2011م» فصل الجنوب. { أما الخطوة القادمة فهي الإستراتيجية المعدلة «الإحلال والاستبدال» العنصر الزنجي في دارفور يحل محل العنصر العربي.. ولاستحالة ذلك ونسبة لتعدد العرب البالغ «66 %» تم تعديل الإستراتيجية «الزحف نحو المركز» من جنوب كردفان والنيل الأزرق.. وذلك لتحقيق إستراتيجية الفوضى الخلاقة والتي بدأ العمل لها الآن بالهجرة المكثفة نحو المركز. { أمريكا وإسرائيل وأوربا المسيحية تعتبر أمريكا هي الذراع الذي من خلاله تُحقّق إسرائيل أهدافها؛ لأن أمريكا تستطيع أن تستقل الأممالمتحدة ومجلس الأمن والمنظمات الدولية والإقليمية في تحقيق أهدافها الاستعمارية. حيث يعتبر السودان نقطة مهمة وموقعاً إستراتيجياً للتحكم في القارة الإفريقية ثقافياً أو عسكرياً أو سياسياً لذلك وجد اهتماماً بالغاً من الولاياتالمتحدةالأمريكية وإسرائيل وفرنسا وبريطانيا بل كل الدولة الاسكندنافية ويقول الباحث العسكري «جوزيف ألوب» في تقرير نشرته صحيفة «لوموند» الفرنسية إن هنالك تنسيقاً كاملاً بين المخابرات الأمريكية والموساد الإسرائيلي والمتمردين في جبال النوبة والنيل الأزرق يهدف إلى زعزعة الاستقرار في الإقليمين ونشر الفوضى في السودان من أجل دفع المجموعات السكانية العربية المسلحة من مغادرة أراضيها كما حدث ذلك من قبل في دارفور التي بثت الحرب الأهلية الرعب والخوف وسط الأهالي بل هاجرت منها مجموعات كبيرة إلى الخرطوم وهذا بالفعل هو المطلب.. وإسرائيل تعتبر السودان ضمن الشرق الأوسط الكبير حيث نجحت الولاياتالمتحدة في أولى خطواتها أن تجبر الأممالمتحدة على اتخاذ قرار بنشر قوات في دارفور.. وهي تحاول الآن لعب نفس الدور في جنوب كردفان والنيل الأزرق.. ويلازم ذلك أن القوات المقاتلة الآن هي من أبناء هذه المناطق بالإضافة إلى الفرقة «9 و10» من الجيش الشعبي لتحرير السودان ومجموعة من قوات العدل والمساواة وآخرين وإذا ما شنّت إسرائيل الولاياتالمتحدةالأمريكية أي غارة على إيران فإنها سوف تنشر بطاريات صواريخ أرض أرض باتجاه السد العالي في مصر وبعض المدن الكبيرة في السودان خاصة شرق السودان والحدود الشمالية مع السودان منعاً لأي تسلل قد يحدث من مقاومين إسلاميين مصريين أو ما يسند لتنظيم القاعدة.. ويتوقع أن تكون الخطوة الأولى هي الاشتباك مع الجيش السوداني أو المقاومة السودانية الشرسة حيث تأتيها المقاومة من داخل المدن والقصد من ذلك إسقاط الحكومة الإسلامية وتشكل حكومة موالية للأمريكيين من المتمردين وذلك لبث الخلاف بين السودان والدول العربية والإسلامية ودول جنوب غرب إفريقيا لتتفرغ بعد ذلك القوات الأمريكية من الاستفادة من بترول السودان إلى الولاياتالأمريكية واليورانيوم أي نفس سيناريو العراق ثم سحب مياه النيل إلى إسرائيل.